بسم الله الرحمن الرحيمقال الشعبي: كنت جالسًاعندالقاضي شريح،
إذ دخلت عليه امرأة تشتكي زوجها،وهوغائب،وتبكي بكاءًا شديدًا،
فقلت: أصلحك الله ماأراها إلا مظلومة،فقال: وماعلمك؟قال: لبكائها،قال: لا تفعل فإن إخوة يوسف "وجاءوا أباهم عشاء يبكون"،وهم ظالمون.
وقيل لمعاوية: أي الناس أحب إليك؟قال: من كانت له عندي يد صالحة،قيل: فإن لم تكن؟قال: فمن كانت لي عنده يد صالحة.
وسألت امرأةعبدالله بن جعفر،فأعطاها مالًا عظيمًا،فقيل له: هي لاتعرفك،وكانت يرضيها اليسير،
قال: إن كان يرضيها اليسير فإني لاأرضى إلابالكثير،
وإن كانت لاتعرفني فأنا أعرف نفسي.
وقال الأصمعي: مدح نصيب عبدالله بن جعفر،
فأمرله بمال كثيروكسوة شريفة،ورواحل موقرة برًا وتمرًا،فقيل له: أتفعل هذابمثل هذاالعبدالأسود؟فقال: أماوالله إن كان عبدًا إن شعره لحر،وإن كان أسود إن ثناءه لأبيض،وإنما أخذمالًا يفنى وثيابًا تبلى،ورواحل تنضى،وأعطى مديحًا يروى،وثناء يبقى.
حدائق الأزاهر. ابن عاصم الأندلسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق