الأحد، 2 أبريل 2023

لا يقبل الصيام مع تضييع الصلاة

 

لا يقبل الصيام مع تضييع الصلاة

السؤال

هل يجوز الصيام بدون صلاة ؟.

الجواب
الحمد لله.

تارك الصلاة لا يقبل منه عمل ، لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا شيء .

روى البخاري (520) عن بُرَيْدَة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) .

ومعنى حبط عمله; أي : بَطَلَ ولم ينتفع به . فهذا الحديث يدل على أن
تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً ، فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله

بشيء ، ولا يَصْعَدُ له إلى الله عملٌ .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث

في كتابه الصلاة (ص/65) :

  والذي يظهر في الحديث ؛ أن الترك نوعان : تركٌ كليٌّ لا يصليها أبداً، فهذا
يحبط العملُ جميعُـه ، وتركٌ معينٌ في يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ ،
فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ ، والحبوطُ المعينُ في مقابلةِ

التركِ المعينِ  اهـ.

وسئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى الصيام
(ص87) عن حكم صيام تارك الصلاة ؟

فأجاب :

تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه ؛ لأن تارك الصلاة كافر

مرتد ، لقوله تعالى :

( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ )

التوبة/11.

ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ )

رواه مسلم (82).
ولقوله صلى الله عليه وسلم :

( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ )
رواه الترمذي (2621) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .

ولأن هذا قول عامة الصحابة إن لم يكن إجماعا منهم ، قال عبد الله بن شقيق
رحمه الله وهو من التابعين المشهورين : كان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ

لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ، وعلى هذا فإذا صام

الإنسان وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول ، ولا نافع له عند الله يوم
القيامة ، ونحن نقول له : صل ثم صم ، أما أن تصوم ولا تصلي فصومك

مردود عليك لأن الكافر لا تقبل منه العبادة اهـ .

وسئلت اللجنة الدائمة (10/140) إذا كان الإنسان حريصا على صيام
رمضان والصلاة في رمضان فقط ، ولكن يتخلى عن الصلاة بمجرد

انتهاء رمضان فهل له صيام ؟

فأجابت :

الصلاة ركن من أركان الإسلام ، وهي أهم الأركان بعد الشهادتين وهي من
فروض الأعيان ، ومن تركها جاحدا لوجوبها أو تركها تهاونا وكسلا فقد كفر
، وأما الذين يصومون رمضان ويصلون في رمضان فقط فهذا مخادعة لله ،
فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، فلا يصح لهم صيام مع
تركهم الصلاة في غير رمضان ، بل هم كفار بذلك كفرا أكبر وإن لم يجحدوا

وجوب الصلاة في أصح قولي العلماء اهـ .

المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق