السبت، 21 ديسمبر 2013

فوائد الصبر

من فوائد الصبر أنه :
 
 1- دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام.
2- يورث الهداية في القلب.
3- يثمر محبة الله ومحبة الناس.
4- سبب للتمكين في الأرض.
5- الفوز بالجنة والنجاة من النار.
6- معية الله للصابرين.
7- الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة.
8- مظهر من مظاهر الرجولة الحقة.
9- صلاة الله ورحمته وبركاته على الصابرين.

إحراق أو دفن الأوراق التي فيها آيات من القرآن

السؤال
قد يجد الإنسان أوراقًا أو قصاصات فيها اسم الله أو كلامه ،
 فهل يجوز له إحراقها بحجة أنه لا يستطيع أن يرى كلام الله
 ملقى في الشارع أو في الأماكن النجسة؟
 
الإجابة
من وجد أوراقًا فيها من القرآن، أو فيها اسم لله تعالى، فلا بأس
 أن يحرقها ليصونها من الامتهان، أو يدفنها في مكان طاهر.

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

يمكن نحتاجه

يقول أحدهم
توفي جاري وقد كان كبيرا في السن..بعد فترة من الزمن وجدت عند باب
منزله أكواما من غرائب الأشياءـ من كل شكل ولون ـ سألت ابنه،
 
فقال لي:
"هذا ـ الله يسلمك ـ كان المرحوم يرفض أن نرمي أي شيء خارج
المنزل، ويطلب أن نضعه في المستودع وحجة المرحوم كانت
"يمكن نحتاجه"..فامتلأ المستودع.. واضطررنا لاستخدام السطح.
فامتلأ السطح واضطررنا لاستخدام ارتدادات المنزل الخلفية
تكدست الكثير من الأجهزة القديمة والتالفة والخردوات وقطع الحديد والسباكة 
  والبلاط والسيراميك.تحول منزلنا إلى ما يشبه محلات الأثاث
المستعمل.. وحينما توفي المرحوم اكتشفا أننا لسنا بحاجة لأي شيء
من هذه الأكوام من المخلفات، فقررنا رميها على دفعات لكثرتها؛
حتى لا نسد الشارع"!
 
- "يمكن نحتاجه" عبارة قلقة..
عنوان للتردد.. حاجات بسيطة تكشف لك حقيقة التردد الذي يحاصرك
ويجعل منك شخصا غير قادر على اتخاذ قرار بسيط في أشياء بسيطة
وطالما أنك عاجز عن اتخاذ قرارك في صغائر الأمور،فلن تجرؤ على
اتخاذ قراراتك الكبيرة!
 
"يمكن احتاجه"
أصبحت قيدا كبيرا يعرقل حركة الكثيرين. يبدد مجهوداتهم.. يكبدهم
الكثير من الخسائر،والمتاعب، والمصاعب!
 
تأمل حياتك الخاصة هذه اللحظة
محفظتك الموجودة في جيبك الآن تتكدس ببطاقات وأوراق لا حاجة
لحملها.. فقط تحملها بحجة
"يمكن احتاجها"
 
حقيبة سفرك تمتلئ بأغراض لا لزوم لها، وبالكاد تغلقها،
ولن تستخدمها والحجة
"يمكن احتاجها"
 
مكتبك هو الآخر يتكدس بأوراق وملفات قديمة غير ذات قيمة،
والحجة
"يمكن احتاجها" 
   
دولاب ملابسك ممتلئ بملابس لا حاجة لها..
والحجة في كل الأحوال
"يمكن احتاجها"..
 
هناك قاعدة سمعتها من الدكتور "صلاح الراشد" تقول
إن الأشياء التي تمضي سنة كاملة دون أن تستخدمها فاعلم أنك لن
تستخدمها.. وبالتالي يفترض أن تقدمها لمن يحتاجها فعلا..
وإن قدمتها كسبت أجرا، وأفسحت مكانا في منزلك!
 
راق لي كثيرا

الشيخ آق شمس الدين

يروى أن الشيخ آق شمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح رحمه الله .. كان يأخذ بيده ويمر به على الساحل ويشير به إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح من بعيد شاهقة حصينة .. ثم يقول له: "أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفقى .. إنها القسطنطينية .. وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أمته سيفتحها بجيشه ويضمها إلى أمة التوحيد .. فقال عليه الصلاة والسلام فيما روي عنه: "لتفتحن القسطنطينية .. ولنعم الأمير أميرها .. ولنعم الجيش ذلك الجيش" .. وما زال يكرر هذه الإشارة على مسمع الأمير الصبي .. إلى أن نمت شجرة الهمة في نفسه العبقرية وترعرعت في قلبه .. فعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح الذي بشر به النبي محمد عليه الصلاة والسلام .. وقد كان" .. وإضافة إلى ذلك كان والده السلطان مراد الثاني منذ صغره يصطحبه معه من حين إلى آخر إلى بعض المعارك .. ليعتاد مشاهدة الحرب والطعان .. ومناظر الجنود في تحركاتهم ونزالهم وليتعلم قيادة الجيش وفنون القتال عملياً .. حتى إذا ما ولي السلطنة وخاض غمار المعارك خاضها عن دراية وخبرة .. ولما جاء اليوم الموعود شرع السلطان محمد الفاتح في مفاوضة الإمبراطور قسطنطين ليسلمه قسطنطينية .. فلما بلغه رفض الإمبراطور تسليم المدينة وقال رحمه الله: "حسناً .. عما قريب سيكون لي في القسطنطينية عرشاً أو يكون لي فيها قبراً" .. وحاصر السلطان القسطنطينية واحداً وخمسين يوماً .. اخترع فيها الطريقة تلو الطريقة لفتحها وإسقاط أسوارها حتى وقف العالم مشدوها أمام إبداعه وأمام إرادته الصلبة .. فقد نقل السفن عبر اليابسة .. وصنع المدافع العملاقة .. وبنى العربات الخشبية الضخمة .. لم يكسر عزمه قوة الأسوار .. ولا طول مدة الحصار .. فسار بهمة وطموح .. وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصت على الفاتحين قبله .. على يد بطل شاب له من العمر ثلاث وعشرون سنة.

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

أقوال السلف والعلماء في الصبر

 
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
 
[ إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا ] 
 وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
 
[ ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد،
فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال:
 ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ]
وقال:

[ الصبر مطية لا تكبو ، والقناعة سيف لا ينبو ]
وقال عمر بن عبد العزيز وهو على المنبر:
 
[ ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه،
فعاضه مكان ما انتزع منه الصبر، إلا كان ما عوَّضه خيرًا مما انتزع منه،
ثم قرأ:
 
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
[ الزمر :10 ] ]
 
وجاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقًا من حاله ومعاشه،
واغتمامًا بذلك، فقال:
أيسرك ببصرك مئة ألف ؟
قال: لا.
قال:فبسمعك ؟
قال: لا.
قال: فبلسانك ؟
قال: لا.
قال: فبعقلك ؟
 قال: لا... في خلال. وذكَّره نعم الله عليه،
ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفًا وأنت تشكو الحاجة ؟ ]
 
وعن إبراهيم التيمي، قال:
 
[ ما من عبد وهب الله له صبرًا على الأذى، وصبرًا على البلاء،
وصبرًا على المصائب، إلا وقد أُوتي أفضل ما أوتيه أحد، بعد الإيمان بالله ] 
وعن الشعبي، قال شريح:
 
[ إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات،
أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها،
وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب،
وأحمد إذ لم يجعلها في ديني ]
وقال ميمون بن مهران:
 
[ الصبر صبران: الصبر على المصيبة حسن،
وأفضل من ذلك الصبر عن المعاصي ]
 
 وعن أبي ميمون ، قال:
 
[ إن للصبر شروطًا، قلت -الراوي-: ما هي يا أبا ميمون؟
قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟
وما تريد بصبرك؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه،
لعلك أن يخلص لك صبرك،
وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك، ثم هدأ فهدأت،
فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت، ولا هي صبرت،
 ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها، فحمدت الله على ذلك وشكرت ]
وقال أبو حاتم:
 
[ الصبر على ضروب ثلاثة: فالصبر عن المعاصي، والصبر على الطاعات،
والصبر عند الشدائد المصيبات، فأفضلها الصبر عن المعاصي،
فالعاقل يدبر أحواله بالتثبت عند الأحوال الثلاثة التي ذكرناها
بلزوم الصبر على المراتب التي وصفناها قبل،
حتى يرتقي بها إلى درجة الرضا عن الله جل وعلا في حال العسر واليسر معًا ]
وقال زياد بن عمرو:
 
[ كلنا نكره الموت وألم الجراح، ولكنا نتفاضل بالصبر ]
قال زهير بن نعيم:
 
[ إنَّ هذا الأمر لا يتمُّ إلا بشيئين: الصبر واليقين،
فإن كان يقين ولم يكن معه صبر لم يتمَّ، وإن كان صبر ولم يكن معه يقين
 لم يتمَّ، وقد ضرب لهما أبو الدرداء مثلًا فقال:
مثل اليقين والصبر مثل فَدادين يحفران الأرض،
فإذا جلس واحد جلس الآخر ]
وقال أبو عبد الرحمن المغازلي:
 
[ دخلت على رجل مبتلى بالحجاز، فقلت: كيف تجدك؟
قال: أجد عافيته أكثر مما ابتلاني به، وأجد نِعَمه عليَّ أكثر من أن أحصيها،
قلت: أتجد لما أنت فيه ألـمًا شديدًا؟
فبكى ثم قال: سلا بنفسي عن ألم ما بي ما وعد عليه سيدي
 أهل الصبر من كمال الأجور في شدة يوم عسير،
قال: ثم غشي عليه فمكث مليًّا ،ثم أفاق،
فقال: إني لأحسب أنَّ لأهل الصبر غدًا في القيامة مقامًا شريفًا
لا يتقدمه من ثواب الأعمال شيء، إلا ما كان من الرضا عن الله تعالى ]
 وعن عمرو بن قيس الملائي

{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ }
قال :
 
[ الرضا بالمصيبة، والتسليم ]
وعن ميمون بن مهران قال :
 
[ ما نال عبد شيئًا من جسم الخير من نبي أو غيره إلا بالصبر ]
وعن الحسن قال:
 
[ سبَّ رجل رجلًا من الصدر الأول،
فقام الرجل وهو يمسح العرق عن وجهه،وهو يتلو:
 
{ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }
[ الشورى: 43 ] ]
 قال الحسن:
 
[ عقلها والله وفهمها إذ ضيعها الجاهلون ]
وقال يحيى بن معاذ:
 
[ حُفَّت الجنة بالمكاره وأنت تكرهها، وحفت النار بالشهوات وأنت تطلبها،
فما أنت إلا كالمريض الشديد الداء إن صبر نفسه على مضض الدواء
اكتسب بالصبر عافية، وإن جزعت نفسه مما يلقى طالت به علة الضنا ]
وقال أبو حاتم:
 
[ الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير،
وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت،
ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات ]

وقال عمر بن ذر:
 
[ من أجمع على الصبر في الأمور فقد حوى الخير،
والتمس معاقل البر وكمال الأجور ]

الجمع بين فرضين من الصلاة

 
السؤال
في بعض الأحيان القليلة جدًّا أجمع فرضين من الصلاة لسفري
 أو سهوًا مني، فكيف أتجنب ذلك؟ وقد سمعت أنه يجوز
 أن أجمع صلاتين في وقت واحد؟
 
يجب فعل كل صلاة في وقتها إلا في السفر، فإنه يجوز الجمع بين
الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما،
 وكذا في حالة المرض إذا كان يلحقه بترك الجمع مشقة.

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

أماكن فى الجسم لا يصل لها الدم

من المعروف أن الدم يصل إلى كل مكان في جسم الإنسان
وكل خلية لكن هناك ثلاث أجزاء لا يصلها الدم في جسم الإنسان.
 
1) - قرنية العين:

 التي نري بها والتي تتخذ ألوان عديدة عند مختلف البشر لايصل إليها
الدم وذلك لأن الأوكسجين الذي تحتاجه تحصل علية من الهواء الخارجي
 الملامس للعين.
 
2)- الشعر :

 فالشعرة الواحدة تتكون من البصيلة الموجودة داخل جيب في البشرة
والتي يتم تغذيتها بالدم بشكل اعتيادي أما ساق الشعرة فمن المستحيل
 أن يصل إليه الدم لأنها عبارة عن خلايا كيراتينيه ميتة , فسبحان الله
لو أن ساق الشعرة يتم تغذيتة بالدم والأعصاب لكان من المستحيل
أن نقوم بقص االشعر وتشكيله.
 
3)- الأظافر :
طبعاً الأظافر هو الجزء الثالث الذي لا يصل إليه الدم لأنه عبارة
هو أيضًا عن خلايا كيراتينية ميتة تحمي نهايات الأصابع
 تنشأ أساسًا من البشرة.

الخميس، 19 ديسمبر 2013

الترغيب في الصبر ثانيًا: في السنة النبوية

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
 
( أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم،
ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده،
فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله،
ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله،
وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر )
قوله صلى الله عليه وسلم :
 
( ومن يتصبر )
أي يطلب توفيق الصبر من الله؛ لأنه قال تعالى:
 
{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ }
 [ النحل: 127 ]
أي يأمر نفسه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقه،
وهو تعميم بعد تخصيص؛ لأن الصبر يشتمل على صبر الطاعة
والمعصية والبلية، أو من يتصبر عن السؤال والتطلع إلى ما في أيدي الناس
 بأن يتجرع مرارة ذلك ولا يشكو حاله لغير ربه.
 
( يصبِّره الله )
بالتشديد أي: يسهل عليه الصبر، فتكون الجمل مؤكدات.
ويؤيد إرادة معنى العموم قوله:
 
( وما أعطي أحد من عطاء )
 أي معطى أو شيئًا،
 
( أوسع )
 أي أشرح للصدر
 
( من الصبر )
وذلك لأن مقام الصبر أعلى المقامات؛ لأنه جامع لمكارم الصفات والحالات .
 
-        وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ الصبر عند الصدمة الأولى،
فعن أنس رضي الله عنه قال:
 
( مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر،
فقال: اتقي الله واصبري.
قالت: إليك عني؛ فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه،
فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم،
فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوَّابين
 فقالت: لم أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى )
قال ابن القيم:
 
[ فإنَّ مفاجئات المصيبة بغتة لها روعة تزعزع القلب، وتزعجه بصدمها،
فإن صبر الصدمة الأولى انكسر حدها، وضعفت قوتها،
فهان عليه استدامة الصبر، وأيضًا فإنَّ المصيبة ترد على القلب
وهو غير موطن لها فتزعجه، وهى الصدمة الأولى،
وأما إذا وردت عليه بعد ذلك توطَّن لها،
وعلم أنَّه لا بد له منها فيصير صبره شبيه الاضطرار،
وهذه المرأة لما علمت أنَّ جزعها لا يجدي عليها شيئًا؛
جاءت تعتذر إلى النبي كأنها تقول له قد صبرت،
فأخبرها أنَّ الصبر إنما هو عند الصدمة الأُولى ]
 
-        وعن ابن عباس رضي الله عنهما:
 
( أنه قال لعطاء: ألا أُريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت: بلى،
قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم،
قالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي.
قال: إن شئت صبرت؛ ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك
قالت: أصبر
قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها )
 
-        وبيَّن صلى الله عليه وسلم أنَّ من صبر على فقد عينيه عوضه الله الجنة،
فعن أنس رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
 
( إنَّ الله- عز وجل- قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه،
 فصبر عوضته منهما الجنة- يريد عينيه )
قال ابن بطال:
 
[ في هذا الحديث حجة في أنَّ الصبر على البلاء ثوابه الجنة،
ونعمة البصر على العبد، وإن كانت من أجلِّ نعم الله تعالى
فعوض الله عليها الجنة أفضل من نعمتها في الدنيا؛ لنفاد مدة الالتذاذ بالبصر
في الدنيا، وبقاء مدة الالتذاذ به في الجنة ]
 
وعن صهيب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 
( عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له،
وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له )
 
قوله :
 
( عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كله له خير )
 أي: أن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب
على وجه الإستحسان لأمر المؤمن، أي لشأنه، فإنَّ شأنه كله خير،
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.
ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير فقال :
 
 ( إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له )
هذه حال المؤمن وكل إنسان، فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:
إما سراء وإما ضراء، والناس في هذه الإصابة ينقسمون إلى قسمين:
مؤمن وغير مؤمن، فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له،
إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله،
واحتسب الأجر على الله فكان خيرًا له، فنال بهذا أجر الصابرين.
وإن أصابته سراء من نعمة دينية كالعلم والعمل الصالح،
ونعمة دنيوية كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل .
فيشكر الله فيكون خيرًا له، ويكون عليه نعمتان:
نعمة الدين ونعمة الدنيا، نعمة الدنيا بالسراء،
ونعمة الدين بالشكر هذه حال المؤمن.
وأما الكافر فهو على شرٍّ -والعياذ بالله- إن أصابته الضراء لم يصبر بل يضجر،
ودعا بالويل والثبور، وسبَّ الدهر، وسبَّ الزمن...
والحديث فيه الحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال المؤمنين،
فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرًا محتسبًا،
تنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى،
وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان، وإن رأيت بالعكس فلُمْ نفسك،
وعدِّل مسيرك، وتُبْ إلى الله .