مَن يفرَح برمضان
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الواقع أن المسلمين يفرحون برمضان على وجهين:
الوجه الأول: مَن يفرَح برمضان؛ لأنه يَنْشَطُ في رمضان على العبادة، ويُكثِرُ من العبادة،
وهذا لا شكَّ هو الأصل، وهو المقصود، وهو الطيِّب.
الوجه الثاني: من يفرح برمضان؛ لكثرة خيراته، وكثرة نِعَم الله عز وجل، وعفوه عن عباده،
ولِما فيه من الأسباب الكثيرة التي يَغفِر الله بها للإنسان كالصيام مثلًا.
والذي ينبغي للإنسان أن يفرح برمضان للأمرين معًا فيفرَح لأنه ينشَط على العبادة
ويُكثِر منها ويتعبَّد الله عز وجل بقدر ما يستطيع ويفرح به أيضًا لِما فيه الخيرات والبركات
ونِعَم الله عز وجل، فإن فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.
السبت، 15 مارس 2025
مَن يفرَح برمضان
أعرني شيئاً (كثيراً) من انتباهك
أعرني شيئاً (كثيراً) من انتباهك
أعرني شيئاً (كثيراً) من انتباهك إذا تكرمت، فهذا الكلام من الخطورة بمكان
من الرسائل الخاطئة التي أراها تُتناقل في رمضان ما مفاده: ها قد جاء رمضان وصفدت الشياطين،
فالآن ما يظهر منك من معاص هو نفسك الحقيقية
وللأسف كثيراً ما أسمع هذه الرسالة من بعض الدعاة، وهي من صور الوعظ الجاهل الذي يضر أكثر مما ينفع!
أصل هذه الرسالة هو حديث في الصحيحين، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
"إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ"
والحديث في أعلى درجات الصحة، ولكن الآفة في الفهم السقيم
فمن جهة، اختلف العلماء في معنى سلسلة/تصفيد الشياطين على أقوال، ليس منها ما يفيد امتناع الشرور
- فقال بعضهم إن المراد هو مردة الشياطين خصوصاً
- وقال البعض إن المراد مسترقي السمع منهم
- ومنهم من قال إن هذا في ليالي رمضان دون أيامه
- ومنهم من قال إن المقصود إضعاف إغوائهم بني آدم بالشهوات
- ومنهم من سكت عن تأويل التصفيد كما فعل أحمد، وهو أحسن الأقوال
وثم أقوال أخرى
ولم يقل أحد إن شرورهم تمنع مطلقاً في رمضان، بل إن هذا خلاف صريح القرآن!
قال تعالى في سورة الأنفال عن غزوة بدر والتي كانت في رمضان لما زين الشيطان للكفار أعمالهم:
"وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ
لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ"، وللعلماء
توجيهات شتى للآية
فالحاصل أن معنى تصفيد الشياطين من جنس المتشابه، وقد وقع فيه اختلاف عظيم،
وما كان هكذا لم يسغ اتخاذه سوطاً يسلط على المسلمين لسلخ ظهورهم بدعوى الحث على التوبة،
بل هذا إلى حظ النفس وشهوة الجلد أقرب! فإنه حتى وإن حُمل على المعنى الذي أرادوه،
فإن من فقه الداعية تعظيم الخير في الناس مع لفتهم إلى الشر الظاهر دون الباطن. فإن النفس مليئة بالشرور،
ولم نؤمر بالتفتيش عن ما خفي منها، بل قد أُمرنا بالاستعاذة منها استعاذة مجملة من غير وسوسة ولا نقش.
فقد قال النبي ﷺ في حديث صححه جماعة من أهل العلم: "وسأدلُك على شيءٍ إذا فعلتَه أذْهَبَ عنك صَغارُ الشركِ و كبارُه، تقولُ :
اللهمَّ إني أعوذُ بك أنْ أُشرِكَ بك و أنا أعلمُ، و أستغفرُك لما لا أعلمُ"، فالظاهر نعينه بالعلاج والاستعاذة،
والخفي لا نفتش عنه ونستعيذ بالله منه
والواجب أن يحفظ المسلم نسبة نفسه إلى الخير وأن يصرف نسبتها عن الشر ما استطاع.
لهذا قال النبي ﷺ فيما رواه عنه البخاري وغيره: “لا يقولن أحدكم: (خَبُثَت نفسي) ولكن ليقُل: (لقَسَت نفسي)”،
مع أن خبثت ولقست بمعنى واحد على قول بعض الشراح،
إلا أن لفظ الخبث مرتبط لغة وشرعاً بالذم المطلق والقبح التام. لهذا قال القاضي عياض
فيما نقله عنه الحافظ في الفتح: “ويؤخذ من الحديث استحباب مجانبة الألفاظ القبيحة
والأسماء والعدول إلى ما لا قبح فيه. والخبث واللقس وإن كان المعنى المراد يتأدى بكل منهما
لكن لفظ الخبث قبيح ويجمع أمورا زائدة على المراد، بخلاف اللقس
فإنه يختص بامتلاء المعدة. قال [عياض]: وفيه أن المرء يطلب الخير حتى بالفأل الحسن،
ويضيف الخير إلى نفسه ولو بنسبة ما، ويدفع الشر عن نفسه مهما أمكن،
ويقطع الوصلة بينه وبين أهل الشر حتى في الألفاظ المشتركة. قال: ويلتحق بهذا أن الضعيف
إذا سئل عن حاله لا يقول لست بطيب بل يقول ضعيف، ولا يخرج نفسه من الطيبين فيلحقها بالخبيثين”
فهنا رمضان شهر الخيرات، يتعرض فيه المسلم لنفحات الله، وينهل من معين الخير ما استطاع،
ولو سقط سقطة أو زل زلة مهما عظمت فليقم وليحارب كل ما يفت في عضد نفسه،
فما الحياة إلا حرب مع الشيطان ينتصر فيها الأطول نَفَساً، فلتكن أنت ذاك!
والله أعلم
أخطاء ينبغي للصائم الابتعاد عنها
أخطاء ينبغي للصائم الابتعاد عنها
السؤال
ماهي أخطاء الصيام وأرجو إرسال الإجابة مبينة بالحديث الشريف ؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأخطاء التي لا ينبغي للصائم أن يفعلها كثيرة منها ما هو خاص بالصائم، ومنها
ما هو عام له ولغيره، ومنها ما هو مكروه، ومنها ما هو حرام، ومن ذلك:
مبطلات الصوم، وهي الأكل والشرب عمداً ومثله إيصال عين إلى الجوف من منفذ
والقيء عمداً والجماع عمداً وإن لم ينزل، والاستمناء وهو قصد إخراج المني
والحيض والنفاس في حق المرأة ومن نوى الفطر نية جازمة فقد أفطر. ومن الأخطاء
كذلك: الغيبة والنميمة ونحو ذلك من آفات اللسان، لقوله صلى الله عليه وسلم: من لم
يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري.
ومن ذلك: النظر إلى الحرام لعموم الأدلة الناهية عن ذلك، ومنها: الاستماع إلى الحرام
لعموم الأدلة الناهية عن ذلك أيضاً.
ومن الأخطاء المكروهة قضاء النهار بالنوم وقضاء الليل
بالسهر على أمر لا ينفع، وإهمال قراءة القرآن والقيام.
والأخطاء كثيرة، فنسأل الله أن يعيننا جميعاً على اجتنابها
المصدر: إسلام ويب
الجمعة، 14 مارس 2025
المداومة على صلاة الضحى
المداومة على صلاة الضحى
(يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة،وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة،
ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما في الضحى)
[رواه مسلم]
مِن إكرامِ المسلِمِ والإحسانِ إليه
مِن إكرامِ المسلِمِ والإحسانِ إليه
قال رسول الله ﷺ
مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، وكانَ معهُ حتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ويَفْرُغَ مِن دَفْنِهَا،
فإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ
أُحُدٍ، ومَن صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فإنَّه
يَرْجِعُ بقِيرَاطٍ
صحيح البخاري 47
مِن إكرامِ المسلِمِ والإحسانِ إليه اتِّباعُ جَنازتِه إذا مات، والصَّلاةُ عليه، وفي ذلك أجرٌ عظيمٌ،
وثوابٌ جزيلٌ لِمَن قامَ به إيمانًا واحتِسابًا.وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ حُصولَ الأجرِ العَظيم في اتِّباعِ الجنائزِ،
وأنَّ مَن تَبِعَ جَنازةَ مُسلِمٍ إيمانًا واحتسابًا، أي: تَصديقًا بوَعْدِ الله، واحتسابًا للأجرِ مِن اللهِ،
ورَغبةً في ثَوابِه، مُخلِصًا للهِ تعالى وحْدَه، لا يَقصِدُ مُراءاةَ النَّاسِ، ولا غيرَ ذلك ممَّا يُخالِفُ الإخلاصَ،
وصلَّى على الجِنازةِ وتَبِعَها حتَّى يُفرَغَ مِن دفْنِها؛ فإنَّه يُحصِّلُ مِن الأجرِ قِيراطينِ، كلُّ قِيراطٍ مِثلُ جَبلِ أُحُدٍ،
وهو الجَبَلُ المعروفُ على مَشارِفِ المدينةِ مِن الجِهةِ الشَّماليَّةِ على بُعدِ 4 أو 5 «كم» مِن المسجدِ النَّبويِّ،
وطُولُه 7 كم، وعرْضُه بيْن 2 و3 كم، وارتفاعُه يَصِلُ إلى قُرابةِ 350 مترًا،
وحُصولُ القِيراطينِ هاهنا مُقيَّدٌ بثَلاثةِ أشياءَ؛ الأوَّلُ: اتِّباع الجنازةِ، والثاني: الصَّلاةُ عليه،
والثَّالثُ: حُضورُ الدَّفنِ، أمَّا مَن صلَّى عليها فقطْ ورجَع قبْلَ أنْ تُدفَنَ، فقد حصَّل مِن الأجرِ قِيراطًا واحدًا.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الصَّلاةِ على الميِّتِ، واتِّباعِ جنازتِه،
وحُضورِ دَفْنِه.وفيه: بَيانُ عِظَمِ فضْلِ اللهِ وعِظَمِ ما يُعطِيه مِن الأجْرِ والثَّوابِ على العَملِ القليلِ.
الإنفاق في رمضان غير محدد بوقت أو قدر معين
الإنفاق في رمضان غير محدد بوقت أو قدر معين
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نريد أن نعرف منكم عن الصدقة في رمضان، هل نطعم كل يوم فقيراً له خير أكبر أم
نوزعه في 27 من الشهر على ثلاثين فقيراً له أجر أكبر؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنه لم يثبت
شرعاً تخصيص رمضان بصدقة معينة غير صدقة الفطر، وهي واجبة، والمطلوب في
هذا الشهر هو زيادة الإنفاق في وجوه الخير، والاتصاف بالجود اقتداء برسول الله
صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان أجود
الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من
رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح
المرسلة. كما ثبت الترغيب في الإنفاق والصدقة في هذا الشهر،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً.
رواه الترمذي.
وعليه فإن الإنفاق في هذا الشهر غير محدد بوقت أو قدر معين، بل كلما أكثر المسلم
من الإنفاق عظم أجره وثوابه، وكذلك إذا اشتدت حاجة المتصدق عليه، رجي الثواب
العظيم للمتصدق.
والله أعلم.
المصدر: إسلام ويب
الخميس، 13 مارس 2025
لكمال الدين الإسلامي
لكمال الدين الإسلامي
﴿لا إِكراهَ فِي الدّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللَّهِ
فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾
[البقرة: 256]
🔹🔹هذا بيان لكمال هذا الدين الإسلامي، وأنه لكمال براهينه، واتضاح آياته
▪️وكونه هو دين العقل والعلم
▪️ودين الفطرة والحكمة ▪️ودين الصلاح والإصلاح ▪️ودين الحق والرشد،
فلكماله وقبول الفطر له لا يحتاج إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه إنما يقع على ما تنفر عنه القلوب،
ويتنافى مع الحقيقة والحق أو لما تخفى براهينه وآياته،
وإلا فمن جاءه هذا الدين ورده ولم يقبله فإنه لعناده،
فإنه ﴿قد تبين الرشد من الغي﴾ فلم يبق لأحد عذر ولا حجة إذا رده ولم يقبله.
🔺ولا منافاة بين هذا المعنى وبين الآيات الكثيرة الموجبة للجهاد، فإن الله أمر بالقتال ليكون الدين كله لله،
ولدفع اعتداء المعتدين على الدين،
وأجمع المسلمون على أن الجهاد ماضٍ مع البر والفاجر، وأنه من الفروض المستمرة الجهاد القولي والجهاد الفعلي،
ومن ظن من المفسرين أن هذه الآية تنافي آيات الجهاد فجزم بأنها منسوخة فقوله ضعيف
لفظًا ومعنى كما هو واضح بين لمن تدبر الآية الكريمة كما نبهنا عليه.
ثم ذكر الله انقسام الناس إلى قسمين:
1️⃣قسم آمن بالله وحده لا شريك له وكفر بالطاغوت ـ وهو كل ما ينافي الإيمان بالله من الشرك وغيره ـ
فهذا قد ﴿استمسك بالعروة الوثقى﴾ التي لا انفصام لها،
بل هو مستقيم على الدين الصحيح حتى يصل به إلى الله وإلى دار كرامته.
2️⃣ويؤخذ القسم الثاني من مفهوم الآية أن من لم يؤمن بالله بل كفر به وآمن بالطاغوت
فإنه هالك هلاكًا أبديًا ومعذب عذابًا سرمديًا.
🔺وقوله ﴿والله سميع﴾؛ أي: لجميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات،
وسميع لدعاء الداعين وخضوع المتضرعين.
🔺﴿عليم﴾؛ بما أكنته الصدور، وما خفي من خفايا الأمور،
فيجازي كل أحد بحسب ما يعلمه من نياته وعمله.
جدد في التوبة
جدد في التوبة
وسارع في الرجوع والأوبة، فليس للعبد مستراح إلا تحت شجرة طوبى،
ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد، فبادر بالتوبة والفرار إلى الله، قبل أن تقضي عليك الذنوب،
و تتلفك المعاصي والآثام، فاستيقظ من سباتك، وأفق من غفلتك، فالأيام تمضي وتمر،
فاحذر أن تكون من المغبونين، بزهدك في جنات النعيم، فسارع إلى التوبة والندم على ما فات.
فهذا شهر رمضان، شهر بركة وخير، حباه الله بفضائل عديدة، وخصال حميدة،
فهو شهر القرآن، وشهر الإحسان، وشهر التوبة وتكفير الذنوب والخطايا،
فيه تنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتفتح فيه أبواب الجنان،
وتغلق أبواب النيران، وتصفد فيه مردة الشياطين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين،
وفي رواية مسلم:
فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين
رواه البخاري ، ومسلم
الأربعاء، 12 مارس 2025
ولمن خاف مقام ربه جنتان
ولمن خاف مقام ربه جنتان
يقول الدكتور زغلول النجار:
كنت اقرأ سورة الرحمن يوما ما، فسمعني رجل كبير فقال لي معلومة جعلتنى أشعر إني
أقرأ سورة الرحمن لأول مرة وكأني لم أقرأها من قبل هذا الرجل الكبير سألني سؤال
فقال : الله يقول في الآية ٤٦ (ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ويقول في الآية ٦٢ ( ومن دونهما جنتان )
فهذا يعني أن هناك أربع جنان ينقسمان اثنين اثنين. فما الفرق بينهما ؟ فقلت : لا أعرف.
قال : سوف أوضح لك. وهنا كانت الصدمة أن هناك فرقا شاسعا بينهما
١- إن الجنتين الأفضل هما للمُتقي الذى يخاف ربه. ٢- وهما ( ذواتا أفنان ) اى تحتوي على شجر
كثيف يتخلله الضوء، وهذا منظر بديع جميل يسر النفس والقلب.
.. والجنتان الأقل منهما ( مدهامتان ) أي تحتوي على شجر كثيف جدا ولكن لا يتخلله ضوء ،
أي أن هناك ظل كامل، فالمنظر أقل جمالا.
الجنتان للمُتقي ( فيهما عينان تجريان ) وماء العيون الجارية هو أنقى ماء ولا يتعكر لأنه يجري
والجنتان الأقل منهما ( فيهما عينان نضاختان) أي فوارتان، يعني ماء يفور ويخرج من العين لكنه لا يجري.
وطبعا قد تتصف العينان اللتان تجريان أنها أيضا نضاختان وفوارتان، لكن لا يجوز العكس
الجنتان للمُتقي ( فيهما من كل فاكهة زوجان )، أي نوعان: رطب ويابس، لا ينقص هذا عن ذلك فى الطيب والحسن
.. والجنتان الأقل منهما ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) يعنى نوع واحد ، وهو فى المتعة أقل
الجنتان للمُتقي ( متكئين على فُرش بطائنها من أستبرق وجنى الجنتين دان )
تخيل أن هذا وصف البطائن فما بالك بالظواهر ، وقد جاء عن النبى أنه قال : ظواهرها نور يتلألأ :
الشجر يدنو له وهو مضطجع يقطف منها جناها .تخيل العظمة أن الشجر يأتى لمكانك وأنت مضطجع تختار وتقطف من ثماره :
أما الجنتان الأقل منهما ( متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان ) وصف الظاهر فلا تعرف عن الباطن شيئا ،
وهو أقل من وصف الباطن وترك الظاهر مبهما.
صاحب الجنتين الأقل قد عمل أعمالا صالحة ، لكنه في الخلوات أحيانا قد يعصى الله جل
وعلا ظنا منه أن لا أحد من الناس يراه. فلك أن تتخيل أن ذنوب الخلوات جعلت الفرق الشاسع بينهما فى الجنة :" ..
أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ، وأن عبادات الخفاء هي أصل الثبات :
فكن من المتقين وحافظ على خلواتك،
ثلاثة لا ترد دعوتهم
ثلاثة لا ترد دعوتهم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ
حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ
وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ
وَعِزَّتِي
لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ رواه الترمذي (2525)، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " (2050).
هذا الحديث دليل على أنه ينبغي للصائم أن يغتنم لحظات الإفطار فيدعو بما أحب من الخير فإن له دعوة مستجابة.
وأولى ما يقول عند فطره ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا أَفْطَرَ قَال: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ
الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ رواه أبو داوود (2357)، وحسنه الألباني في "
صحيح أبي داوود " (2066)
فعلى الصائم أن يغتنم هذا الوقت ويدعو بحضور قلب وإيقان بالإجابة في وقت تُرجى فيه الإجابة،
فإنه وقت ذل وانكسار بين يدي الله تعالى، مع كونه صائماً ويكرر الدعاء ثلاثاً قال النبي ﷺ:
ولله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة رواه أحمد (7401)، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (2169).
وعَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ
فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ رواه ابن ماجه (1643)،
وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه (1332)
فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع وهو صائم ولم يمنع من إجابة الدعاء مانع كأكل الحرام ونحوه
فإن الله تعالى قد وعده بالإجابة. وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهو الاستجابة لله تعالى بالانقياد
لأوامره ونواهيه القولية والفعلية والإيمان به الموجب للاستجابة،
قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
وعليه أن يلح في الدعاء وطلب الغفران فإنه في شهر فاضل وموسم عظيم من
مواسم العبادة، وموطن حري أن يستجاب فيه الدعاء.
وعلى الصائم أن يحذر أن تكون لحظات الإفطار وقتاً للقيل والقال أو الانشغال بأمور
لا تفوت بتأخيرها، فإن هذه دقائق غالية فلا ترخصوها بالغفلة.
الثلاثاء، 11 مارس 2025
الصيام صبر
الصيام صبر
إن الصيام من الصبر،
قد قال الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}
ولهذا ورد عن النبي ﷺ: (أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر)
وفي حديث آخر عنه ﷺ قال: (الصوم نصف الصبر)
اخرجه الترمذي.
ما حكم صيامي؟
ما حكم صيامي؟
السؤال
ما حكم صيامي؟ حيث كنت متعبا وتسحرت
ونمت قبل السحور بساعة، ولم أستطع القيام لصلاة الفجر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صيامك صحيح - إن شاء الله تعالى - إذا كنت لم تفعل شيئا من مفسدات الصوم،
وننبه هنا إلى أن المسلم إذا لم يتعمد النوم عن الصلاة وأخذ بالأسباب المعينة على
القيام لها، وغلبه النوم حتى فاتته الصلاة فلا إثم عليه إن شاء الله تعالى، فإن الله لا
يكلف نفسا إلا وسعها، وفي الحديث: (إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في
اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها)
رواه مسلم وغيره.
والله أعلم.
المصدر: إسلام ويب
الاثنين، 10 مارس 2025
الصلاة في النعال جائزة
الصلاة في النعال جائزة
فالصلاة في النعال جائزة إذا كانت طاهرة، والأصل في ذلك ما في الصحيحين
عن أبى سلمة سعيد بن زيد قال: سألت أنسا: "أكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي في نعليه؟.
قال: نعم".
وما رواه أبو داود عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم".
ولا فرق في هذا بين أن تكون الصلاة في المسجد أو البيوت أو خارجها أو الصحراء، لعموم الأحاديث،
بل في بعضها ذكر المسجد، كما روى أحمد، وأبو داود، من حديث أبى سعيد الخدري أنه قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر
فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصل فيهما".
وما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:
"إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا، ليجعلها بين رجليه أو ليصل فيهما".
وروى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: "بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي بأصحابه
إذ خلع نعليه فوضعها عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته
قال: ما حملكم على إلقاء نعالكم؟ قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيها قذرا".
لكن بعد أن فرشت المساجد بالفرش الفاخرة، والبسط ، قال أهل العلم: ينبغي لمن دخل المسجد
أن يخلع نعليه رعاية لنظافة الفرش، ومنعا لتأذي المصلين بما قد يصيب الفرش مما في أسفل
الأحذية من قاذورات وإن كانت طاهرة.
والله أعلم.
أطيب من ريح المسك
أطيب من ريح المسك
خلوف أفواه الصائمين له أطيب من ريح المسك، عري المحرمين لزيارة بيته أجمل من لباس الحلل،
نوح المذنبين على أنفسهم من خشيته أفضل من التسبيح، انكسار المخبتين لعظمته هو الجبر،
ذل الخائفين من سطوته هو العز، تهتك المحبين في محبته أحسن من الستر، بذل النفوس للقتل
في سبيله هو الحياة، جوع الصائمين لأجله هو الشبع، عطشهم في طلب مرضاته هو الريّ،
نصب المجتهدين في خدمته هو الراحة.
الأحد، 9 مارس 2025
صام عنه وليه
صام عنه وليه
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«من مات وعليه صوم، صام عنه وليه». متفق عليه.
والمختار جواز الصوم عمن مات وعليه صوم لهذا الحديث،
والمراد بالولي: القريب وارثا كان أو غير وارث.
في هذا الحديث: مشروعية الصيام عن الميت،
فيتخير الولي بين الصيام والإطعام.
بستان الواعظين
بستان الواعظين
استغفر الله العظيم للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات يارب العالمين
يا أهل الذنوب ، تدبروا هذه الآية ، فإن فيها بلاغة لمن تذكر ، وزجرًا لمن اعتبر، وتخويفًا لمن تدبر ،
ونهيًا لمن تفكر ، فالفكرة عبادة ، وخير وزيادة ، لأن مولاكم الكريم قد خوَّفكم وهدَّدكم وزجركم بها زجرًا شديدًا....
فقال: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا
وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ
أَمَدًا بَعِيدًا ﴾
ثم قال: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ أي: يحذركم عقابه وعذابه إذا عصيتموه ،
ويجزل لكم ثوابه إذا أطعتموه ، فلا يحقِرنَّ أحدكم من الذنب شيئًا وإن صغُر ،
فربما كان فيه شدة العذاب والعقاب ، ولا يحقِرنَّ حسنة يعملها وإن قلَّت ،
فربما كان فيها الرضا من الملك الوهاب.
- ابن الجوزي - بستان الواعظين
هل لتلاوة القرآن أجر للمفطر في رمضان؟
هل لتلاوة القرآن أجر للمفطر في رمضان؟
السؤال
هل تلاوة القرآن في رمضان وأنا مفطر تحسب؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفطر في رمضان إذا كان بعذر شرعي لا يؤثر على عمل المسلم، فأجر عمله
محسوب له في كل وقت، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، وتلاوة القرآن
الكريم أجرها عظيم وثوابها جزيل في كل وقت وعلى كل حال، فعن ابن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة
بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه
الترمذي وغيره، وصححه الشيخ الألباني.
وخاصة في رمضان الذي تضاعف فيه الحسنات، كما يومئ إليه ما رواه الترمذي
وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصدقة صدقة في رمضان. وتكلم
بعض أهل العلم في سنده.
ومن ذلك ما رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: عمرة في رمضان تعدل حجة.
وقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع فتاويه: الأدلة الشرعية على أن
الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل رمضان، وعشر ذي
الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين.. اهـ
أما إذا كان الفطر بغير عذر، فإنه كبيرة من الكبائر، وصاحبه عاص بفطره وعليه وزر
معصيته، وله أجر طاعته وتلاوته، لأن جهة النهي عن الفطر في رمضان منفكة عن
جهة الترغيب في تلاوة القرآن وعمل الطاعات، فيكون مثل الذين خلطوا عملا صالحا
وآخر سيئا، تكتب عليه سيئاته كما تكتب له حسناته، ويدل لهذا عموم قول الله تعالى
في الآية الجامعة الفاذة: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {الزلزلة:7}.
والله أعلم
المصدر: إسلام ويب