السبت، 17 يونيو 2017

قصة هلاك قوم هود عليه السلام


كان هود عليه السلام من قبيلة يقال لهم عاد وكانوا عرباً يسكنون
الأحقاف - وهي جبال الرمل - وكانت باليمن بين عمان وحضرموت،
بأرض مطلة على البحر يقال لها الشحر، واسم واديهم مغيث , وكانوا
كثيراً ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام، ويقال أن هوداً
 عليه السلام أول من تكلم بالعربية ، وكانوا أول من عبد الأصنام بعد
الطوفان. وكانت أصنامهم ثلاثة: صدا، وصمودا، وهرا , فبعث الله فيهم
أخاهم هوداً عليه السلام فدعاهم إلى الله، وكانوا جفاة كافرين،
 عتاة متمردين في عبادة الأصنام، فكذبوه وخالفوه وتنقصوه،
 فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
 
فلما أمرهم بعبادة الله ورغبهم في طاعته واستغفاره، ووعدهم على ذلك
خير الدنيا والآخرة، وتوعدهم على مخالفة ذلك عقوبة الدنيا والآخرة ,
فقالوا له ما جئتنا بخارق يشهد لك بصدق ما جئت به، وما نحن بالذين
نترك عبادة أصنامنا عن مجرد قولك؛ بلا دليل أقمته ولا برهان نصبته،
وما نظن إلا أنك مجنون فيما تزعمه. وعندنا أنه إنما أصابك هذا لأن
بعض آلهتنا غضب عليك فأصابك في عقلك فاعتراك جنون بسبب ذلك.
فقال لهم
 
{ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ،
 مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونِي }
 
وهذا تحد منه لهم، وتبرأ من آلهتهم وتنقص منه لها، وبيان أنها لا تنفع
شيئاً ولا تضر، وأنها جماد حكمها حكمه وفعلها فعله , وإذ أبيتم قبول
الحق وتماديتم في الباطل، وسواء عليكم أنهيتكم عما أنتم فيه أم لا،
فانتظروا الآن عذاب الله الواقع بكم، وبأسه الذي لا يرد و نكاله الذي
 لا يصد. وكان هذا أول ما ابتدأهم العذاب، أنهم كانوا ممحلين مسنتين،
فطلبوا السقيا فرأوا عارضاً في السماء وظنوه سقيا رحمة، فإذا هو سقيا
عذاب. ولهذا قال تعالى:
 
 { بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ }
 
أي من وقوع العذاب وهو قولهم:
 
 { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ }
 
.فلما أبوا إلا الكفر بالله عز وجل، أمسك عنهم القطر ثلاث سنين، حتى
جهدهم ذلك , وكان الناس إذا جهدهم أمر في ذلك الزمان فطلبوا من الله
الفرج منه إنما يطلبونه بحرمة ومكان بيته ,  وكان معروفاً عند أهل ذلك
الزمان، و به العماليق مقيمون، وهم من سلالة عمليق بن لاوذ بن سام
بن نوح، وكان سيدهم إذ ذاك رجلاً يقال إنه معاوية بن بكر، وكانت أمه
من قوم عاد واسمها جلهدة ابنة الخيبري. قال: فبعث عاد وفداً قريباً
 من سبعين رجلاً ليستسقوا لهم عند الحرم، فمروا بمعاوية بن بكر بظاهر
مكة، فنزلوا عليه فأقاموا عنده شهراً، يشربون الخمر، وتغنيهم
الجرادتان، قينتان لمعاوية وكانوا قد وصلوا إليه في شهر. فلما طال
مقامهم عنده، وأخذته شفقة على قومه، واستحيا منهم أن يأمرهم
بالانصراف - عمل شعراً يعرض لهم فيه بالانصراف، وأمر القينتين
أن تغنيهم به , فعند ذلك تنبه القوم لما جاءوا له، فنهضوا إلى الحرم
ودعوا لقومهم، فدعا داعيهم وهو قيل بن عنز، فأنشأ الله سحابات ثلاثاً:
بيضاء وحمراء وسوداء، ثم ناداه مناد من السماء: اختر لنفسك أو لقومك
من هذا السحاب، فقال: اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء،
فناداه مناد: اخترت رماد رمددا، لا تبقي من عاد أحداً، لا والداً يترك
 ولا ولداً إلا جعلته همداً إلا بني اللوذية الهمدا. قال وهم من بطن عاد
كانوا مقيمين بمكة، فلم يصبهم ما أصاب قومهم. قال: ومن بقي من
أنسابهم وأعقابهم هم عاد الآخرة , وساق الله السحابة السوداء التي
اختارها قيل بن عنز بما فيها من النقمة إلى عاد، حتى تخرج عليهم
من واد يقال له المغيث، فلما رأوها استبشروا، وقالوا هذا عارض
ممطرنا، فيقول تعالى:
 
 { بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ،
 تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا }
 
أي تهلك كل شيء أمرت به. فكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح
فيما يذكرون امرأة من عاد يقال لها "مهد" فلما تبينت ما فيها صاحت ثم
صعقت. فلما أفاقت قالوا ما رأيت يا مهد؟ قالت رأيت ريحاً فيها شبه النار
أمامها رجال يقودونها، فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام
حسوماً، والحسوم الدائمة؛ فلم تدع من عاد أحداً إلا هلك , واعتزل هود
عليه السلام في حظيرة هو ومن معه من  المؤمنين ، ما يصيبهم إلا
ما تلين عليه الجلود، وتلذ الأنفس ،  وإنها لتمر على عاد بالظعن
فيما بين السماء والأرض، وتدمغهم بالحجارة.
قصص الأنبياء لابن كثير
 
قال تعالى :
 
{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ
مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ {50}
يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {51}
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً
وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ {52}
قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ
وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ {53}
إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ
قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {54}
مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ {55}
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {56}
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ
وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ {57}
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا
وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ {58}

هود

لحظات تأمل 22

الحلقة الثانية والعشرون

ألا يكفيكِ يا نفسُ أن الله هو الوكيل ؟

بل هو « نعم الوكيل » سبحانه كما قال أهل الإيمان:

{ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }

نتوكل على الله لأنه هو الذي يكفينا، ومن أعظم كفاية من الله؟!

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

لو علم المرء أن فلاناً من المسؤولين هو المتكفل بمعاملته لتنفس اليقين

وفرغ قلبه من الشك بتحقق مطلبه،

فكيف يفوّت المرء على نفسه أن يكون الله خالق هذه الحاجات،

والخالق لسبل قضائها، والخالق لموانعها،

هو الذي سيتكفل بأمرك إذا توكلت عليه:

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

ومن كان الله حسبه ؛ فكيف ستكون قوته بين الناس؟!


للتأملات بقية ....

أربعة أحاديث بأربعة مهارات

أربعة أحاديث هي خلاصة أربع دورات تدريبية

لأربع مهارات مهمة جداً .. لأنها تجمع أصول الأخلاق والأدب

وهي ميثاق ودستور على المسلم أن يلتزم بها.

‏▪المهارة الأولى :

‏ قال رسول ﷺ :

« من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت » .

‏" مهارة ضبط اللسان "

‏▪المهارة الثانية :

قال النبي ﷺ :

« من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .

‏" مهارة ضبط الفضول "..

‏▪المهارة الثالثة :

لما قال رجل للنبي ﷺ :

أوصني قال : « لا تغضب » ، فردد مراراً قال : « لا تغضب » .

‏" مهارة ضبط النفس "

‏▪المهارة الرابعة :

قال النبي ﷺ :

« لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه » .

‏"مهارة سلامة القلب"

قال تعالى :

{ إنما المؤمنون إخوة }

قصة طوفان نوح عليه السلام


** هو نوح عليه السلام وكان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست
وعشرين سنة بعثه الله تعالى لما عبدت الأصنام والطواغيت، وشرع
الناس في الضلالة والكفر، فبعثه الله رحمة للعباد فكان أول رسول بعث
إلى أهل الأرض، كما يقول أهل الموقف يوم القيامة. و كان بين آدم و نوح
 عشرة  قرون كلهم على الإسلام  ،  ثم بعد تلك القرون الصالحة حدثت
أمور اقتضت أن آل الحال بأهل ذلك الزمان إلى عبادة الأصنام .وصارت
هذه الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ذلك . فلما بعث الله
نوحاً عليه السلام، دعاهم إلى إفراد عبادة الله وحده لا شريك له،
وألا يعبدوا معه صنماً ولا تمثالاً ولا طاغوتاً وأن يعترفوا بوحدانيته،
وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل
الذين هم كلهم من ذريته، فذكر أنهم دعاهم إلى الله بأنواع الدعوة في
الليل والنهار، والسر والاجهار، بالترغيب تارة والترهيب أخرى،
 
كل هذا لم ينجح فيهم، بل استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان وعبادة
الأصنام والأوثان. ونصبوا له العداوة في كل وقت وأوان، وتنقصوه
وتنقصوا من آمن به، وتوعدهم بالرجم والإخراج، ونالوا منهم وبالغوا
 في أمرهم. وتعجبوا أن يكون بشراً رسولاً، وتنقصوا من اتبعه، وكان
كلما انقرض جيل وصوا من بعدهم بعدم الإيمان به ومحاربته ومخالفته.
وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل عنه كلامه، وصاه فيما بينه وبينه:
 ألا يؤمن بنوح أبداً ما عاش، ودائماً ما بقى. وذلك أن نوحاً عليه السلام
لما يئس من صلاحهم وفلاحهم، ورأى أنهم لا خير فيهم، وتوصلوا إلى
أذيته ومخالفته وتكذيبه بكل طريق، من فعال ومقال، دعا عليهم دعوة
غضب فلبى الله دعوته وأجاب طلبته قال الله تعالى:
 
 { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ،
 وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ }
 
. فعند ذلك أمره الله تعالى أن يصنع الفلك، وهي السفينة العظيمة التي لم
يكن لها نظير قبلها ولا يكون بعدها مثلها. واستهزئ به قومه وهو يصنع
السفينة في مكان لا يوجد به بحر ولا نهر, فأمره الله تعالى إذا جاء أمر
الله تعالى وفار التنور أي خرجت المياه من وجه الأرض فعليه أن يحمل
في هذه السفينة من كل زوجين اثنين من الحيوانات، وسائر ما فيه روح
من المأكولات وغيرها لبقاء نسلها، وأن يحمل معه أهله، أي أهل بيته،
إلا من سبق عليه القول منهم، أي إلا من كان كافراً فإنه قد نفذت فيه
الدعوة التي لا ترد، ووجب عليه حلول البأس الذي لا يرد. وأمر أنه لا
يراجعه فيهم إذا حل بهم ما يعانيه من العذاب العظيم، الذي قد حتمه عليهم
الفعال لما يريد. وقد ارتفع الماء على أعلى جبل في الأرض خمسة عشر
ذراعاً،وقيل ثمانين ذراعاً، وعم جميع الأرض طولها والعرض، سهلها
وحزنها، وجبالها وقفارها ورمالها، ولم يبق على وجه الأرض ممن كان
بها من الأحياء عين تطرف، ولا صغير ولا كبير. و نادى نوح ابنه أن
يركب معهم السفينة فرفض وقال أنه سيأوي إلى جبل يعصمه من الماء
ولكن قدر الله نفذ وغرق مع الغرقى وذلك لأنه كان كافراً . و لما فرغ
 من أهل الأرض، ولم يبقى بها أحد ممن عبد غير الله عز وجل، أمر الله
الأرض أن تبتلع ماءها، وأمر السماء أن تقلع أي تمسك عن المطر
  و نقص عما كان وقيل بعداً للقوم الظالمين من الرحمة والمغفرة.
قصص الأنبياء لابن كثير
 
قال تعالى :
 
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {25}
 أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ {26}
 فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا
وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ
وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ {27}
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ
وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ {28}  
 وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ
وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ {29}
 وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ {30}
 وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ
وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً
اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ {31}
قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا
إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {32}
 قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ {33}
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ
 هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {34}
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ {35}
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ
فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {36}
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ {37}
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ
قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ {38}
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ {39}
حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ
إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ {40}
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {41}
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ
يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ {42}
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ
لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ
فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43}
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ
وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {44}

 هود

أصاب الناس قحط


أصاب الناس قحط فى خلافة أبى بكر الصديق ,

فلما أسند بهم الأمر , جاءوا إلى أبى بكر الصديق

وقالوا: يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم:

إن السماء لم تمطر , والأرض لم تنبت , وقد توقع الناس الهلاك ,

فما تصنع؟

فقال: انصرفوا واصبروا , فإنى أرجو الله ألا تمسوا حتى يفرج الله عنكم. فلما أصبحوا خرجوا يتلقونها ,

فإذا هى ألف بعير موثوقة برا وزيتا ودقيقا , فأناخت بباب عثمان

- رضى الله عنه , فجعلها فى داره , فجاء إليه التجار ,

فقال: ما تريدون؟

قالوا: إنك تعلم ما نريد.

فقال: كم تربحونى؟

قالوا: اللهم درهمين. قال: أعطيت هذا زيادة على هذا.

قالوا: أربعة. قال: أعطيت أكثر قالوا: خمسة. قال: أعطيت أكثر.

قالوا: ليس فى المدينة تجار غيرنا ,

فمن الذى أعطاك؟

قال: إن الله أعطانى بكل درهم عشرة دراهم ,

أعندكم زيادة؟

قالوا: لا قال: فإنى أشهدكم الله تعالى , أنى جعلت ما حملت العير

صدقة لله على الفقراء والمساكين.

من فضائل الصيام

من فضائل الصيام :-

أ- أن الله قد جعل باباً من أبواب الجنة خاصاً للمكثرين من الصيام .


ب- أنه العمل الوحيد الذي اختص الله عز وجل نفسه بادخار الثواب له .


ج- الصيام أدل الأعمال على قوة إخلاص العبد .


د- من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه

وبين النار سبعين خريفاً .

الصيام وتقوية المناعة


زاد اهتمامُ الأوساط الطبِّية مؤخَّراً بجهاز المناعة، اعتماداً على فرضية

علمية مفادها أنَّ كثيراً من الأمراض يمكن الوقاية منها، بل وسرعة

الشفاء منها، إذا قويت مناعةُ الجسم.

ولذلك، أُجريت مئاتُ الأبحاث لمعرفة العوامل التي تزيد من قوَّة مناعة

الجسم، وبعضها ركَّز حولَ دور الفيتامينات والمعادن في تقوية المناعة،

وبعضها اهتمَّ بالنشاط واللياقة البدنية، بينما اهتمَّ بعضها بالأغذية، وصار

بعضُها يركِّز على الناحية النفسية وأثرها في مناعة الجسم، وبدأ مؤخَّراً

اهتمامُ البعض بدور القوَّة الروحية في تقوية المناعة ومقاومة الأمراض.

ولا تزال جميعُ هذه الدراسات في مراحلها الأولى، لكنَّ نتائجَها تشير

وبشكلٍ واضح إلى أنَّ سراً جديداً من أسرار هذا المخلوق

قد يأذن اللهُ تبارك وتعالى بكشفه قريباً!.

فهل للصيام نصيبٌ من المناعة؟

من بين العوامل التي حَظيت باهتمام بعض الباحثين دورُ الصيام في تقوية

المناعة. وقد أُجريت بعضُ الدراسات حولَ تأثير الصيام في كريَّات الدم

البيضاء، وهي من أهمِّ مؤشِّرات مستوى المناعة في الجسم، فكانت

النتائجُ متفاوتة؛ ففي بعض هذه الدراسات، زاد عددُ الخلايا اللِّمفاوية،

بينما لم يكن للصيام أيُّ تأثير إيجابي في دراسات أخرى. وهذا الاختلافُ

في النتائج بين البحوث يعني لدى الأطبَّاء أنَّ الحاجةَ باقية لإجراء

مزيد من الدراسات.

ونحن نعتقد أنَّ المستقبلَ سيكشف لنا المزيدَ من الحقائق حولَ علاقة

الصيام بالمناعة، ولذلك فنحن وإيَّاكم في الانتظار، أو لعلَّ بعضَكم ينشط

ليكونَ من الباحثين، والله يوفِّقه ويسدِّد خطاه.

أسباب دنو الهمة


الأمور التي تجيز للمعتكف الخروج من المسجد

السؤال

هل يجوز في اعتكاف العشر الأواخر من رمضان

أن أخرج من الجامع أو المسجد لسبب وهو

الدعوة بأن أسير في الطرقات وأحدث الناس

عن رحمة الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد الذي اعتكف فيه إلا لما لا بد

له منه، كتحصيل الطعام والشراب، وقضاء الحاجة، وصلاة الجمعة،

وليس من ذلك الخروج للأمر الذي ذكرته، وهو أمر الدعوة إلى الله

إلا إذا شرط ذلك قبل اعتكافه، أو تعين عليه ذلك بحيث يحتاج الناس إليه،

ولا يقوم به غيره، وذلك لأن الاعتكاف هو لزوم المسجد، أو اللبث فيه

لطاعة الله، والخروج منه لغير ضرورة ينافي هذا المعنى.


المصدر: إسلام ويب

قصة الملكين هاروت وماروت


روى بعض أهل الأخبار أن الله تعالى لما أراد أن يخلق آدم قال للملائكة

إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فلما خلق آدم وتعاطت ذريته الفساد
 قالت الملائكة يا رب أهولآء الذين استخلفتهم في الأرض فأمرهم الله أن
يختاروا من أفاضلهم ثلاثة ينزلهم إلى الأرض ليحملوا الناس على الحق
ففعلوا وقالوا جاءتهم امرأة فافتتنوا بها حتى شربوا الخمر وقتلوا النفس
وسجدوا لغير الله سبحانه وعلموا المرأة الاسم الذي كانوا يصعدون به
إلى السماء فصعدت حتى إذا كانت في السماء مسخت كوكبا وهي هذه
الزهرة قالوا وخير الملكان من عذاب الدنيا والآخرة فاختاروا عذاب الدنيا
فهما معلقان بشعورهما في بئر بأرض بابل يأتيهم السحرة فيتعلمون
منهما السحر
 
 وأهل النظر لا يثبتون كثيرا من هذه القصة
 
 منها أمر الزهرة لأنها من الكواكب الخنس التي جعلها الله قطبا وقواما
للعالم ومنها ركوب الملائكة مثل هذه الفواحش مع ما وصفهم الله به من
طول العبادة وابتغاء الزلفة ثم هم ليسوا بذوي أجسام شهوانية مجوفة
فيجوز عليهم مثل هذا وقد قال قوم أنهم أعطوا الشهوة وجعل لهم مذاكير
ومنها تعليمهم الناس السحر وهم في العذاب والأولى بمن تلك حالته طلب
التوبة والمخلص ولا توبة للمذنب ما لم يقلع فإن كان هاروت وماروت
ملكين كما يزعمون فإنهما أنزلا ليبينا للناس وجوه السحر ويحذراهم
وبيل عاقبته لا غير .
البدء والتاريخ
 
قال تعالى :
 
{ وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ
 نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ
كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {101}
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
 وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ
 مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ
 لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {102}
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {103}

البقرة

الجمعة، 16 يونيو 2017

صيام العوام

لا تحسب أن صيام العوام هو الصيام الذي يؤجر عليه الإنسان

ويكون كفارة لما تقدم من ذنبه،

بل إن الصيام الذي أمر الله به صيام لا زور فيه ولاجهل .

وانظر ماصح عن رسول الله حينما قال :

( الصيام جنة مالم يخرقها بالغيبة )

وقوله

( من لم يدع قول الزور والعمل به

فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه )

ورحم الله جابرًا حين قال:

لايكون صوم العبد صومًا حقيقة حتى تصوم جوارحه.

لحظات تأمل 21


دعنا أخي القارئ نحلل دوافع التوكل، أو نجيب على سؤال:

لماذا نتوكل على الله ؟

بحسب المنظور القرآني:

نتوكل على الله لأن التوكل معيار الإيمان،

التوكل على الله هو اللحظة التي تكشف مصداقية إيماننا بالله،

ولاحظ هذا الامتحان في قول الله:

{ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

وفي الحوار الذي دار بين سيدنا موسى عليه السلام وقومه

كم يلفت النظر دوران الحوار حول "التوكل" وإنه مقياس الإيمان والإسلام!

{ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ

فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا }

فإذا تدبر قارئ القرآن هذه المنزلة لاعتماد القلب على الله ولجوئه إليه،

وتفويضه الأمور إليه تغيرت نظرته كلياً لموقع التوكل في حياته ..

نتوكل على الله لأن الله سبحانه هو أعظم وكيل،

حتى إن الله سبحانه قال في خمسة مواضع من القرآن ذات الجملة:

{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }

قالها سبحانه في سورة النساء ثلاث مرات،

وفي سورة الأحزاب مرتين،

كقوله سبحانه:

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }

ويقول الله تعالى:

{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }

فإذا كان القرآن يعيد على مسامعنا خمس مرات ذات الجملة

{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }

فهل امتلأت قلوبنا فعلاً بحقيقة هذا المعنى ونحن نعارك تصاريف الحياة؟

وهل نحن نتسلق المطالب، ونتجرع المصائب، ونخوض الأهوال؛

وقلوبنا معلقة بالسماء تفيض بهذا المعنى :

{ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }
للتأملات بقية ....