الأحد، 11 يونيو 2017

ﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻻ ﺗﺨﻄﺊ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ !


ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻟﻜﻤﺎﻝ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭ ﻋﺪﻟﻪ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺟﻌﻠﻪ
ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﺤﺮﻣﺎ ،
 ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ  ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ:
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ الله :ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
 
( يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ
مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا )
ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ‏ _2577 ‏
 
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
:ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺎﺏ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﺣﺪﺍ،ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ، ﻭﻫﻮ: ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﻷﺑﻀﺎﻉ
ﻭﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺽ .
 
ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ! ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻤﺮﻭﺍ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺒنتهوا بنهيه ،
ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻏﺮﺗﻬﻢ ﻗﻮﺗﻬﻢ ! ﻭﻃﻐﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ،ﻓﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ
ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ، ﺇﻣﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺬ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ،
 ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ.!!!
 
 ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺘﻴﻦ
ﻋﻈﻴﻤﺘﻴﻦ :
 
ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ : ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ  ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻣﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ
ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﺩﻫﻰ  ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺇﻻ ﻟﻠﻀﻌﻴﻒ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ‏( 2/559 ‏)
 
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
 ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺄﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﺧﺬﻫﺎﻇﻠﻤﺎ، ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ
ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻭﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ .
←ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ‏( ﺹ 104 ‏)
 
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮﺓ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ! ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺯﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ !
 
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ،ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﻨﺎﺭ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻟﻨﻈﺮ
 ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ
 ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ‏( 2/560 ‏)
 
 ﻭﻧﺴﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻀﻌﻔﺔ ! ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻏﺘﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ! ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ
ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺎﻓﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ! ﻭﺇﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻟﻜﻤﺎﻝ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺣﻠﻤﻪ،ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻮﺑﻮﻥ ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﻟﻠﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻝ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ
ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺑﻈﻠﻤﻬﻢ ﺳﻴﺄﺧﺬهم أخذ عزيز مقتدر ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﺣﻴﻨﺌﺬ  ندم 
ولا اعتذار ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
 
 ‏{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ‏}‏
[ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 42]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق