الأربعاء، 4 يونيو 2025

صاحب القلب الحي

 

صاحب القلب الحي

من أقوال د. خالد أبو شادي
صاحب القلب الحي يرى أعظم مصيبة وأشد محنة:عمى القلب.
فلا يبصر صاحبه الحق من الباطل.
ولا طريق الجنة من النار.
أو صحبة أهل الفلاح من أهل النار! وصاحب أعظم
مصيبة من لا يرى في دينه المصيبة!

القدرة الإلهية

 القدرة الإلهية



من أقوال د. خالد أبو شادي
وما بين قول ربنا:
(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ).
وقوله:
(فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا)..
ترى القدرة الإلهية تنصر المؤمنين وتهلك المجرمين!

أذان الفجر

 أذان الفجر


من أقوال د. خالد أبو شادي

أذان الفجر:
استدعاءٌ للتشرف بلقاء ملك الملوك في بيته!
هنيئا لمن أجاب، ويا ويح من أبى!

الثلاثاء، 3 يونيو 2025

مواضع رفع اليدين في الصلاة

 مواضع رفع اليدين في الصلاة

السؤال:

يقول: رفع الأيدي بعد (سمع الله لمن حمده) في الصلاة ما حكمه وفقكم الله؟

الجواب: يشرع للمصلي أن يرفع يديه في أربعة مواضع:

الموضع الأول: عند الإحرام، إذا كبر عند التكبير يقول: (الله أكبر)

رافعاً يديه حيال منكبيه أو حيال أذنيه، هذه واحدة.



الموضع الثاني: عند الركوع، إذا أراد أن يركع يرفع يديه

مع التكبير إلى حيال منكبيه أو إلى حيال أذنيه.



الموضع الثالث: عند الرفع من الركوع يرفع يديه قائلاً:

(سمع الله لمن حمده) كما فعله النبي ﷺ عند الرفع، الإمام والمنفرد والمأموم

كلهم، يرفع يديه عند الرفع من الركوع قائلاً الإمام: (سمع الله لمن حمده)

، وقائلاً المأموم: (ربنا ولك الحمد) عند الرفع، كما هو في السنة.



والموضع الرابع: عند القيام من التشهد الأول للثالثة، الظهر والعصر

والمغرب والعشاء إذا نهض للثالثة يرفع يديه مكبراً ويجعل يديه

حيال منكبيه أو حيال أذنيه.

هذه المواضع الأربع ثبت فيها الرفع عن النبي ﷺ وذهب إلى هذا جمهور أهل

العلم وهو الحق؛ لأنه ثبت عن الرسول ﷺ من عدة أحاديث من حديث ابن

عمر ومن حديث علي  ومن أحاديث أخرى، وثبت الرفع في المواضع

الثلاثة عند الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه في أحاديث أخرى،

فالحاصل أن هذه المواضع الأربعة قد ثبت فيها الرفع عن النبي ﷺ، فالسنة

للمصلي أن يفعل ذلك تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام. نعم.


المصدر: فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله

عظمة النبي الكريم

 عظمة النبي الكريم

الحمد الله الذي بعث لنا هذا النبي الكريم ليعلمنا الكتاب والحكمة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فالأحاديث الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم.
وقد يدعي البعض أنه لا حاجة لهذه الأحاديث ما دام القرآن موجوداً!!
وقد يدعي آخرون انه لا يمكن معرفة الحديث الصحيح من الحديث الموضوع،
لذلك نجد بعض هؤلاء المبطلين ينكرون أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ولكن الله تعالى قال عن حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
(وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) [النجم: 3 -4].
لذلك ومن حكمة البارئ جل وعلا أنه ألهم رسوله عليه الصلاة والسلام
أن يتحدث بأحاديث علمية ليأتي البشر بعد أربعة عشر قرناً ويكتشفوا هذه الحقائق!
إن الذي يتأمل القرآن بشيء من التدبر ويتأمل الأحاديث الصحيحة يرى بأن القرآن
والسنة قدّما حقائق جديدة لم يكن لأحد علم بها من قبل. ولو كانت هذه الحقائق معروفة لوجدنا حديثاً عنها في كتب الأقدمين.
ولكن ونحن نعيش العصر المادي في الألفية الثالثة تأتي أحاديث الرسول الكريم لتخاطب العلماء
كل حسب اختصاصه، وتثبت لهم أن كل كلمة نطق بها هذا النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام هي حق من عند الله تعالى.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول رجل في التاريخ دعا إلى البحث العلمي الطبي من خلال
أحاديث كثيرة أرسى من خلالها أهم الأسس للطب الحديث. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاءً) [رواه البخاري]. هذا الحديث العظيم يؤكد وجود الشفاء لمختلف أنواع المرض،
وهذا يعني أن الإنسان إذا بحث عن العلاج سيجده.
وفي حديث آخر يؤكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على ضرورة علم الطب وتعلمه والبحث عن الدواء،
فقال: (ما انزل الله عز وجل داءً إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله) [رواه أحمد].
فهذا الحديث يحث على البحث في الطب: (علمه من علمه). ويؤكد أن الدواء موجود ولكن يحتاج لمن
يبحث عنه ويجتهد في طلبه واكتشافه.
وفي حديث آخر يعلمنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كيف نبحث عن الدواء المناسب لكل داء،
أي هنالك نظام طبي لعلاج الأمراض، يقول صلى الله عليه وسلم: (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى) [رواه مسلم].
إن القرآن هو أول كتاب يتحدث عن البنية النسيجية للكون في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7].
والقرآن هو أول كتاب يتحدث عن حقيقة البناء الكوني في قوله عز وجل: (وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22].
والقرآن هو أول كتاب يتحدث عن بداية خلق الكون بأسلوب علمي مطابق للحقائق اليقينية...
وهكذا تعجز الأقلام عن وصف عظمة ودقة وروعة هذا القرآن، إذاً أين هذه المعجزات العلمية في كتب الأقدمين؟
ما أكثر الأحاديث الشريفة التي تناولت حقائق علمية لم نكتشفها إلا اليوم، وسأكتفي بحديث واحد يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء) [رواه البخاري].
لقد استغرب بعض الملحدين من هذا الحديث، بل وأنكره بعض المسلمين بحجة أنه لا يتفق مع العقل.
ولكن وأخيراً أثبت العلماء يقيناً بما لا يقبل الشك أن الذباب يحوي مضادات حيوية فعالة جداً!!
فهذا هو البروفسور Juan Alvarez Bravo من جامعة طوكيو، يقول: إن آخر شيء يتقبله الإنسان أن يرى الذباب في المشفى!
ولكننا قريباً سوف نشهد علاجاً فعالاً لكثير من الأمراض مستخرج من الذباب!!
(The ointment in the fly: antibiotics, The Economist, December 3, 1994.).
كذلك أعلن الباحثون في جامعة ستانفورد الأمريكية أنها المرة الأولى التي يكتشفون فيها
مادة في الذباب يمكنها تقوية النظام المناعي للإنسان!
(Fruit Fly Insight Could Lead To New Vaccines, Stanford University, March 11, 2007.).
وهنالك أحاديث وأحاديث أكثر من أن تُحصى جميعها تتفق مع معطيات الطب الحديث
وهذا دليل على أن كل ما جاء به سيدنا رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام هو
وحي من عند الله تعالى، ولكنه أقر الأشياء الصحيحة ولم ينكرها أو يتجاهلها، وهذا يدل على أن الله هو من أوحى إليه هذه العلوم.

ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

الجمال

الجمال


جمال الروح يهوِّن عليك المصائب،

وجمال النفس يسهِّل لك المطالب، وجمال

العقل يحقِّق لك المكاسب،

وجمال الشكل يسبب لك المتاعب.
 

الاثنين، 2 يونيو 2025

معالم السنن

 معالم السنن

قال الإمام الخطابي: ومعنى أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم أحد ثلاثة وجوه:
أولها: أنه بسط الأجنحة،
والثاني: أنه كناية عن تواضعها تعظيماً لطالب العلم،
والثالث: أن المراد ترك الطيران والنزول عند مجالس العلم لأجل استماع العلم(معالم السنن)
وكل منزلة من هذه الوجوه فيها من الشرف والعز ما تطمح إليه النفوس وتتشوق إليه.
وكفى بالمرء حباً للعلم وطلبه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»
(رواه البخاري).

الجليس الصالح ... يطيل العمر

 الجليس الصالح ... يطيل العمر


هذا بحث جديد عن أهمية الصحبة وأثرها على رفع
النظام المناعي والتمتع بصحة أفضل وطول العمر....
لقد كانت الرهبانية منتشرة قبل الإسلام ويظنون أنها شيء حسن، ولكن
النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن الانعزال فقال:
( لا رهبانية في الإسلام )
وأمر بالصحبة الصالحة ورغب بالجماعة، حتى إنه جعل ثواب صلاة
الجماعة أفضل من صلة الفرد بسبع وعشرين درجة! عندما جاء العصر
الحديث وابتعد كثير من الناس عن تعاليم هذا النبي الكريم، ظهرت حركات
ونظريات وأفكار فلسفية كثيرة، وكان منها أنهم عزفوا عن الصحبة
الصالحة، حتى إنهم تخلوا عن صحبة الأبوين، لنجد دور العجزة قد
امتلأت عندهم بالمسنين... وأولادهم لا يأتون إلا في الأعياد فقط!
هذه النظرة الفلسفية بزعمهم تضمن للإنسان الحياة السعيدة، حيث
إن الإنسان حرّ فيما يصنع ولذلك نجدهم قد عزفوا عن الزواج واكتفوا
بالعلاقات غير الشرعية... حتى بلغت نسبة الأولاد غير الشرعيين في
أرقى بلدان العالم (السويد) أكثر من خمسين بالمئة... أي نصف المجتمع
غير شرعي، فماذا نرجو من مجتمع كهذا!؟
ومع تطور علوم الطب وعلم النفس وتطور التكنولوجيا برزت أمراض
جديدة على رأسها الاكتئاب الذي يعاني منه أكثر من 10% من المجتمع!
بدأ العلماء بإيجاد أسباب الوفاة المبكرة وأسباب الإصابة بالأمراض
النفسية، وضمن هذه التجارب ما قام به فريق بحثي حول أسباب
طول العمر.
يقول الباحثون إن الدراسة
، التي اعتمدت على مراجعة 148 دراسة مختلفة حول العلاقات
الاجتماعية والوفيات، وجدت أن من يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية،
ارتفعت بينهم احتمالات طول العمر بواقع 50 في المائة، مما يؤكد
أهمية الصداقة للصحة العامة.
ويؤكد البحث ما كشفته دراسات سابقة بأن الصداقة تعتبر مصدراً هاماً
من مصادر السعادة الحقيقية، ولا تقل أهمية عن السعادة التي تولدها
الحياة العائلية، وتزداد أهمية الصداقة مع التقدم بالعمر.
يقول الطبيب النفسي، جوليان هولت-لونستاد،
من جامعة "برايتام يونغ" في يوتاه:
"أعتقد أننا وجدناً دليلا قاطعاً على أن العلاقات الاجتماعية ينبغي أن تؤخذ
على محمل الجد، إلى حد بعيد من حيث خفض معدل الوفيات."

العزلة داء خطير يهدد الإنسان ويصيبه بالأمراض ونقص المناعة، ويؤكد
البحث الجديد أنه قد تم إجراء 148 دراسة مختلفة، بمشاركة 380 ألف
شخص، جرت متابعتهم على مدى سبع سنوات ونصف، في المتوسط، قام
الباحثون بقياس العلاقات الاجتماعية بعدد من الطرق، من بينها النظر إلى
حجم الشبكة الاجتماعية للمشارك، وإذا ما كان متزوجاً أم يعيش عازباً،
بالإضافة إلى تقدير مفهوم العلاقات بالنسبة للمشاركين، وكيفية اندماجهم
في الشبكات الاجتماعية.
ويفسر العلماء سر ذلك التأثير بأن علاقتنا يمكن أن تؤثر على صحتنا
بطرق شتى، على سبيل المثال، يمكن أن تساعدنا على التعامل مع
الضغوط العصبية التي قد يكون لها تأثير قاتل.
وتابع:
"عندما نمر بأوقات عصيبة في حياتنا، وندرك بأن هناك من يمكننا
الاعتماد عليهم أو التوجه إليهم، هذا يجعل الأمر أقل إجهاداً لأننا ندرك
بأنه يمكننا التعامل مع الوضع."
ويرى الخبراء في الدراسة، التي نشرت في دورية "PLoS الطبية، أن
الصديق يوفر الدعم الاجتماعي من جهة، والإرشاد، والمساعدة المادية،
لأن العلاقة مستمدة من الثقة المتبادلة بين الطرفين، إضافة إلى ذلك فإن
الروابط المشتركة بين الأصدقاء تجعلهم يقضون وقتاً ممتعاً حتى
في الأوقات العصيبة.

دراسات سابقة وجدت أن سر طول العمر هو زيادة عدد الأصدقاء، وأن
الحياة الاجتماعية النشيطة تزيد من كفاءة جهاز المناعة، مما يكسب
الإنسان تسعة أعوام إضافية. وأوضح العلماء أيضاً أن الايجابية في
مواجهة الهموم اليومية تزيد من العمر، بواقع سبعة أعوام ونصف العام.
والآن ماذا عن تعاليم هذا الدين الحنيف؟
1- تؤكد الدراسات الحديثة على أهمية العلاقات الاجتماعية في رفع نظام
المناعة والتمتع بصحة أفضل، وهنا نتذكر كيف أن أول عمل قام به
النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة أنه آخى بين
المهاجرين والأنصار،
ولذلك قال تعالى:
{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[الأنفال: 63].
2- تقول الدراسة الجديدة أن أهم صحبة هي بالنسبة للكبار، وتأملوا معي
كيف أن القرآن لم يغفل أهمية الصداقة والصحبة الحسنة بالنسبة لكبار
السن، يقول تعالى يأمرنا بحسن صحبة الأبوين:
{ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا }
[لقمان: 15]
. فإذا اتبع كل واحد منا هذه القاعدة الذهبية (صحبة أبويه بالمعروف)
تزول مشاكل كبار السن.
3- الخطاب في القرآن يأتي دائماً بصيغة الجمع فيأمرنا بالتعاون مثلاً:
{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
[المائدة: 2].
وآيات تأمرنا بألا نتفرق ونعتزل الناس بل نبقى متحدين متماسكين،
كما في قوله تعالى:
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }
[آل عمران: 103].
وآيات كثيرة في القرآن تحض المؤمنين على التعاون والعمل الصالح.
4- الإسلام يأمرنا دائماً بحسن الصحبة والمودة بين المؤمنين،
يقول تعالى:
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[التوبة: 71]،
وتأملوا معي كيف جاء الخطاب دائماً بصيغة الجمع ليؤكد لنا الله تعالى
على أهمية أن نبقى ضمن الجماعة، فالذئب يأكل من الغنم القاصية!
5- لقد أوصانا النبي الكريم بالصديق الصالح وأن نحرص عليه وألا نعزل
أنفسنا، بل إن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل
من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.
6- إن حياة النبي كانت مليئة بالصحبة الصالحة، مليئة بصلة الرحم
وبالعطف على الصغير ورحمة الكبير، ومساعدة الناس والصبر عليهم
كل ذلك يؤكد أن النبي الكريم سبق العلماء إلى التأكيد على أهمية
الصحبة الصالحة.
ونخاطب أولئك الذين يريدون فهماً عصرياً للإسلام بما يتفق مع التطور
العلمي، أليست تعاليم ديننا الحنيف تتفق مئة بالمئة مع العلم الحديث؟
أليس القرآن الكريم قد أمرنا بكل ما ينفعنا ونهانا عن كل ما يضر بنا؟
إذاً لماذا نرفض الإسلام ونتبنى أفكاراً إلحادية ثم يثبت خطأ هذه الأفكار
مع التطور العلمي؟
لذلك ندعو كل من يعتقد أن الإسلام لا يتناسب مع عصرنا هذا أن يعيد
قراءة الإسلام قراءة علمية منصفة ليرى أن تعاليم هذا النبي الكريم هي
أفضل ما يصلح لهذا العصر، وليس كما يدعي بعضهم – وللأسف – أن
تعاليم الإسلام جاءت فقط لمجتمع البادية قبل ألف وأربع مئة سنة!
إن هؤلاء يتناسون أن صاحب هذه التعاليم هو الله تعالى الذي خلق الكون
وخلق العلماء وهو الذي أراد لعصرنا أن يكون بهذا التقدم العلمي،
ولا يعجزة أن يجعل كتابه مناسباً لكل زمان ومكان...
نسأل الله تعالى
أن يثبتنا على الحق ويهدي كل حائر إلى طريق الله عز وجل...

ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل

اعتياد الذكر

اعتياد الذكر


إن من سعة رحمة الله وفضله أن جعل الحج كله مواطن ذكر فالإحرام فيه ذكر وعرفة ذكر ومزدلفة ذكر ومنى ذكر

والرمي ذكر والطواف ذكر والسعي ذكر وهو مادة الحج قال تعالى

{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}

وكما قال تعالى {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ

الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.

كل ذلك ليتحقق في النفوس أن طمأنينة القلوب وراحتها بذكره عزوجل كما قال تعالى

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}،فما أعظمها من نعمة

حين يعتاد هذا اللسان على دوام ذكر الله عزوجل في كل حال من الأحوال كما قال تعالى

{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ }.

فما قصد الحجيج مكة من جميع بقاع الأرض إلا حباً لربهم وأُنساً بعبادته

وتلذذاً بالتعب في سبيل طاعته،فحريٌ بهم أن يأنسوا بذكره على جميع أحوالهم
 

الأحد، 1 يونيو 2025

تربية الضمير

تربية الضمير


كم تحتاج المجتمعات المسلمة أن تتميز عن غيرها من المجتمعات في أخلاقها وفي عاداتها وفي عباداتها،

فها هو الحج يغرس في نفس كل مسلم تلك الغايات النبيلة والأخلاق الفاضلة المؤثرة

ليكون الحاج قدوة خير ومنار هدى لمن يراه ويخالطه من المسلمين وغيرهم.

فالمسلم لا بد وأن يربي نفسه على مراقبة الله عزوجل وأن يكون له ضمير يردعه

ويحبسه عن كثير من الأقوال والأفعال والأشياء التي فيها ضرر وهي ممنوعة ومحرمة شرعاً.

ومن الأمثلة التي تربي المسلم على ذلك في أعمال الحج الطواف ففيه اختلاط بين الرجال

والنساء فيتربى المسلم على أن يغض بصره ولا يطلق له العنان في رؤية ما حرم الله،

كذلك التنقل لأداء شعائر الحج قد تكون هناك فرصة مهيأة للسرقة أو الأعتداء على أمتعة الحجيج

ولكن الحج يربي النفس على مراقبة الله في كل وقت وعلى كل حال، وغيرها من الأمثلة التي

ترسخ مثل هذه المعاني والمقاصد.

حتى يعود الحاج بعد حجه بعيداً كل البعد عن تلك المحرمات التي يكون بها ضرر عليه

أو على غيره ليعيش المجتمع المسلم مجتمعاً محافظاً نزيهاً قدوة لغيره من المجتمعات

التي وقعت في وحل كثير من المفاسد والشرور.
 

التعود على الانضباط

 التعود على الانضباط


الحج في شهر ذي الحجة وصيام رمضان في شهر رمضان ومواقيت الصلاة في وقت محدد معروف

وغيرها من العبادات فتلك هي منظومة تربي المسلم على أن يكون منضبطاً في حياته

ويزداد ذلك حينما يكون في أيام فاضلة كأيام الحج يتنقل فيها الحاج من عبادة إلى عبادة ليعود

المسلم نفسه على أن يكون منضبطاً فلا يقدم شهر الحج عن شهره ولا يوم عرفة عن يومها

ولا الرمي عن وقته ولا الطواف عن موعده.

فمواقيت العبادة في الحج منضبطة فلا يمكن أن يؤخر بعضها ولا يقدمها ولو لثواني.

وهي دعوة لأن يتميز المسلم عن غيره بانضباطه في مواعيده وأعماله فيعتاد الانضباط في حياته كلها ومع الآخرين.

غرس الأخلاق الحميدة

 غرس الأخلاق الحميدة

الحج مدرسة الأخلاق وميدان تربية النفس على معالي الأخلاق،

والتباعد والتجافي عن سيء الأخلاق ورديئها.

يحدوه في ذلك خلق سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي كان مناراً لكل حائر في ظلمة الأخلاق،

مستشعراً تلك النداءات النبوية والوصايا الإيمانية بالتخلق بكريم الأخلاق والاتصاف بجميل الطباع.

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا)

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق)

ومن أهم هذه الصفات والأخلاق التي نستقيها من الحج صفة الصبر والحلم والرحمة والشفقة

والإيثار والتعاون وهذه الصفات وغيرها تغرسها كثير من أعمال الحج وتنبذ القبيح والرديء

والسيء من الأخلاق كما قال تعالى

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ..}