السبت، 12 أكتوبر 2013

ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض

قال صلى الله عليه وسلم :

 ( ما من مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ ، ولا مُسلمٍ ولا مسلمةٍ
يمرضُ مرضًا إلا قصَّ اللهُ عنه من خطايَاه )
 
الراوي:  جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: 
  السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 6/18
خلاصة حكم المحدث: بإسناد صحيح
 

الصبــر و أنواعه

ذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى امرأة جالسة
 إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات،
 فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
( اتقي الله واصبري
فقالت المرأة: إليك عني فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي.
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن المرأة تعرفه.
فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
 فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه
وتقول: لَمْ أعرفك.
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
 إنما الصبر عند الصدمة الأولى ).
 
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1283 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية المصيبة.
 
ما هو الصبـر؟
الصبر هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا وأن يجتنب
 ما ينهاه عنه وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد
والمسلم يتجمل بالصبر ويتحمل المشاق ولا يجزع ولا يحزن لمصائب
الدهر ونكباته.
يقول الله تعالى:
 
 } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ
 وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {
 
فضـل الصبـر:
أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة
يقول الله تعالى:
 
  }الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَـــةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ
 وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّـــــهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {
 
ويقول:
 
 }إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{
 
ويقول صلى الله عليه وسلم:
 
( ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر )
 
 الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري  المصدر: صحيح البخاري 
الصفحة أو الرقم: 1469 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
ويقول صلى الله عليه وسلم:
 
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري
 الصفحة أو الرقم: 5641 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
أنــــواع الصبــــــــر
للصبر أنواع كثيرة منها:
 
( 1 ) الصبر على الطاعة:
 فالمسلم يصبر على الطاعات لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة
 لتأديتها في أوقاتها على خير وجه والمحافظة عليها.
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
 
 }وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ {  
 
ويقول تعالى:
 
 }وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا {
 
( 2 ) الصبر عن المعصية:
المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية وهذا يحتاج إلى صبر عظيم
وإرادة قوية
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 
 (أفضل المهاجرين من هجر ما نهي الله عنه وأفضل
الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل).
 
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: السيوطي المصدر: الجامع
الصغير الصفحة أو الرقم: 1292 خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
( 3 ) الصبر على المرض:
 إذا صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به كافأه الله عليه بأحسن الجزاء
قال صلى الله عليه وسلم:
 
( من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده وكتمها
ولم يشْكُهَا إلى الناس كان حقًّا على الله أن يغفر له ).
 
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي المصدر: مجمع الزوائد
 الصفحة أو الرقم: 2/334 خلاصة حكم المحدث: فيه بقية وهو مدلس‏‏.
 
وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة فالسيدة أم زُفَر
 رضي الله عنها كانت مريضة بالصَّرَع فطلبت
ن النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء.
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
 
( إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ )
 
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5652 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
( 4 ) الصبر على المصائب:
 المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو أهله.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
 
( يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ
 إذا قبضتُ صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة )
 
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري
 الصفحة أو الرقم: 6424 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
وقال الإمام علي:
إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور (لك أجر وثواب)
وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور (عليك وزر وذنب)

( 5 ) الصبـر المكروه :
 الصبر ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون مكروهًا.
والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان أو يؤدي إلى
التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه أما الصبر المحمود فهو الصبر
على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه أو بلاء
 ليس فيه ضرر بالشرع.
قال الله تعالى:
 
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ
قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ
وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً }
 
اللهم اجعلنا من الصابرين

سلامة الصَّدر

معنى سلامة الصَّدر لغةً واصطلاحًا
معنى السلامة لغةً :
السلامة مصدر: سلم يسلَم بسلامة،
يقال: سلم المسافر أي خلص ونجا من الآفات فهو سالم.
ومعظم باب هذه المادة من الصِّحة والعافية؛ 
فالسلامة: أن يَسْلَم الإنسان من العاهة والأذى.
 قال أهل العلم: الله -جلَّ ثناؤه- هو السَّلام؛
 لسلامته مما يَلْحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء،
والسَّلام والسَلَامة : البَرَاءة  .
معنى الصَّدر لغةً :
الصَّدر: أعلى مُقَدَّمِ كُلِّ شيءٍ، وكلُّ ما واجَهَكَ صَدْرٌ، وصَدْرُ القَناةِ أعلاها،
وصَدْرُ الأمر أوَّلُه، كصَدْرُ النَّهارِ واللَّيْلِ، وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيفِ،
وما أشْبَه ذلك.
 وصَدْرُ الإِنسانِ: الجزء الممتدُّ من أسفل العنق إلى فضاء الجوف،
وجمعُه: صُدورٌ، وسمِّي القلب صَدْرًا لحلوله به،
وفي التَّنزيل العزيز:
 
{ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ }
[ آل عمران: 29 ]
معنى سلامة الصَّدر اصطلاحًا : 
قال الشَّوكاني : 

[ وأما سَلَامة الصَّدر، فالمراد به: عدم الحقد والغل والبغضاء ]
فسليم القلب والصَّدر هو من سَلِم وعُوِفي فؤاده من جميع أمراض القلوب
وأَدْوَائها، ومن كلِّ آفة تبعده عن الله تبارك وتعالى . 

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

ميقات من أتى من أستراليا

 
الســــؤال :
نحن نعيش في أستراليا ، وفي هذا العام يريد وفد كبير من مسلمي
أستراليا القيام بفريضة الحج، ونحن نسافر من سدني مثلاً وأول
محطة لنا وهي أحد ثلاث موانئ جوية: جدة ، أبو ظبي ، البحرين
، فأين ميقات إحرامنا؟ هل نحرم من سدني أو من أي مكان آخر؟ 
  أرجو الإجابة ولكم الشكر.
 
الإجــابــة :
ليست سدني ولا أبو ظبي ولا البحرين ميقاتًا لحج ولا عمرة،
وليست جدة ميقاتًا لمثلكم، وإنما هي ميقاتًا لأهلها. ويجب أن
تحرموا إذا كنتم مررتم جوًّا فوق أول ميقات تمرون عليه قاصدين إلى مكة ؛
 لقول النبي صلى الله عليه وسلم لـمَّا وقت المواقيت:
 
( هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن
 ممن أراد الحج والعمرة )
 
 وبإمكانكم تسألون مضيف الطائرة قبل المرور عليه، وإن نويتم
الدخول في الإحرام بالحج أو العمرة ولبيتم بذلك قبل الميقات الذي
ستمرون عليه خشية أن تتجاوزوه غير محرمين فلا بأس،
 أما التهيؤ للإحرام بتنظيف أو غسل أو ارتداء ملابس الإحرام
فيجوز في أي مكان.
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

الخميس، 10 أكتوبر 2013

سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ

 عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 ( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ تَعَالى يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا
مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ
فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدْرَاجٌ )

ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ
كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا
أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }.

أخرجه أحمد (4/145 ، رقم 17349) ، والطبراني فى الكبير
(17/330 ، رقم 913) ، وفى الأوسط (9/110 ، رقم 9272)
قال الهيثمي (10/245) : رواه الطبراني فى الأوسط عن شيخه
الوليد بن العباس المصرى ، وهو ضعيف.  
 والبيهقي فى شعب الإيمان(4/128 ، رقم 4540) .
وأخرجه أيضًا : الروياني (1/195 ، رقم 260) ،
والرافعي فى التدوين (1/279) وصححه الألباني
في "السلسلة الصحيحة (414)

ما أظلم من قرأ هذا ولم تدمع عيناه وما أقسى قلبه

قال المناوي في
"فيض القدير بشرح الجامع الصغير":

 ( من الدنيا )
أي من زهرتها وزينتها

( ما يحبه )
أي العبد من نحو مال وولد وجاه

( على معاصيه )
أي عاكف عليها ملازم لها

( استدراج )
أي أخذ بتدريج واستنزال من درجة إلى أخرى،
فكلما فعل معصية قابلها بنعمة وأنساه الاستغفار
فيدنيه من العذاب قليلاً قليلاً ثم يصبه عليه صباً.

قال إمام الحرمين:
إذا سمعت بحال الكفار وخلودهم في النار فلا تأمن
على نفسك فإن الأمر على خطر، فلا تدري ماذا يكون
وما سبق لك في الغيب، ولا تغتر بصفاء الأوقات فإن تحتها
غوامض الآفات.

وقال علي رضي الله عنه:
كم من مستدرج بالإحسان وكم من مفتون
بحسن القول فيه. وكم من مغرور بالستر عليه،

وقيل لذي النون: ما أقصى ما يخدع به العبد؟
قال: بالألطاف والكرامات

{ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ }

مقتضى السَّكِينَة هدوء النَّفس وسُكُونها

 
[ كان شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-
إذا اشتدَّت عليه الأمور قرأ آيات السَّكِينَة.
وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول
عن حملها من محاربة أرواح شيطانيَّة ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوَّة،
قال: فلمَّا اشتدَّ عليَّ الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرؤوا آيات السَّكِينَة.
قال: ثمَّ أقلع عنِّي ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبة ]
وقال ابن القيِّم أيضًا:
 
[ قد جرَّبت -أنا أيضًا- قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه،
فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطمأنينته ]

أديت عمرة في شهر ذي القعدة

السؤال
يقول السائل :
أريد الحج متمتعا وأديت عمرة في شهر ذي القعدة ثم عدت
 إلى جدة مكان إقامتي ، ماذا يلزمني عند الإحرام بالحج ؟
 
الإجــابــة :
إذا كانت إقامتك في جدة وأنت أحرمت بالعمرة وعدت إلى مقامك
بجدة فإن تمتعك قد انقطع . فإن أحرمت بالحج فأنت مفرد ولا دم عليك .
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
المصدر: مجلة البحوث الإسلامية