السبت، 2 نوفمبر 2013

آداب الوضوء

 
الوضوء شرط لصحة الصلاة
 
قال تعالى :
 
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ (6) }
المائدة
 
وهو تطهير للأعضاء الظاهرة بالماء تمهيدا للدخول في الصلاة،
واستعدادا لمناجاة الله تعالى، وعلامة على تطهير الجوارح من الخطايا
والذنوب، وتنظيف القلب مما يشغل عن الله تعالى من الغفلات والمحرمات،
ويحجب عن تلقفي أنواره وفيوضاته وعلومه اللدنية وحكته الالهية
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قال أحد العلماء  
" اعلم أنك إذا توضأت فإنك ستزور ربك عز وجل
فعليك أن تتوب إليه، لأنه جعل الغسل بالماء مقدمة للغسل من الذنوب.
 
فإذا تمضمضت فطهر لسانك من الكذب والغيبة والنميمة،
فإنما خلق لسانك لذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، ولترشد به خلقه
وتظهر به ما في نفسك من حاجات دينك ودنياك، فإذا استعملته
في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه، فإن جوارحك نعمة،
والاستعانة بالنعم على المعاصي غاية الكفران،
 
فإذا استنشقت فطهر أنفك من أن تشم محرما،
 
فإذا طهرت وجهك فطهر نظرك من ثلاث:
أن تنظر الى محرم، أو الى مسلم بعين الاحتقار، أو الى عيب أحد
 فإنما خلقت العينان لتهتدي بهما في الظلمات، وتستعين بهما في الحاجات،
وتنظر بهما الى عجائب ملكوت الأرض والسموات،
فتعتبر بهما بما تراه من الآيات
 
وإذا طهرت يديك بالماء فطهرهما من أن تؤذي بهما مسلما،
 أو تتناول مالا محرما، أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به،
فإن القلم أحد اللسانين فاحفظه عما يجب حفظ اللسان عنه،
 
وإذا مسحت رأسك فاعلم أن مسحه امتثال لأمر الله، والخضوع لجلاله،
والتذلل بين يديه، وإظهار الافتقار إليه،
 
وإذا طهرت بين رجليك فطهرهما من المشي الى حرام "
 
هذا هو الوضوء الصالح، الذي قال عنه
 
النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:  

( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه
من جسده حتى تخرج من أظفاره )
رواه مسلم عن عثمان.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وهذه طائفة من الآداب الإسلامية في الوضوء
 
1- ابتداء الوضوء بتسمية الله تعالى.
 
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه
 
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: 

 ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى )
رواه أبو داود.
 
2- الهدوء وحضور القلب أثناء الوضوء، لأن السكينة والخشوع
 في الوضوء مقدمة للخشوع في الصلاة.
 
3- استعمال السواك عند كل وضوء، لأنه مطهرة للفم، مرضاة للرب.
 
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه
 
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: 

( لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء )
رواه البخاري.
 
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
4- تجنب الكلام والضحك واللعب بالماء أثناء الوضوء.
 
5- تجنب لطم الوجه والرأس بالماء لطما.
 
6- تجنب نفض اليدين بعد الوضوء ورش الماء.
 
7- الحرص على إسباغ الوضوء زيادة على الفرائض، الى العضدين
وأنصاف السوق، وخاصة في أوقات البرد،
 لأنه نور المؤمن وحليته يوم القيامة.
 
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه
 
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:

 ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات،
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا الى المساجد،
وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط )
رواه مسلم.
 
وعنه قال: سمعت
 
خليلي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول:  

( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء )
 رواه مسلم.
 
8- الانتباه الى تبليغ الوضوء، وإيصال الماء الى ثنايا الجلد
والأعقاب وبين الأصابع.
 
عن أنس رضى الله عنه وارضاه  قال:  

( رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وفي قدمه
مثل الظفر لم يصبه الماء. فقال له: ارجع فأحسن وضوءك )
رواه أبو داود والنسائي.

الثلاثة العظماء الذين أخرجهم الجوع

( خرج رسول الله في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد
فأتاه أبو بكر فقال : ما جاء بك يا أبا بكر ؟ قال : خرجت ألقى
رسول الله وأنظر في وجهه  والتسليم عليه . فلم يلبث أن جاء
عمر ،فقال : ما جاء بك يا عمر ؟قال : الجوع يا رسول الله !
قال : وأنا قد وجدت بعض ذلك
فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا
كثير النخل والشاء  ولم يكن له خدم ، فلم يجدوه ، فقالوا لامرأته :
أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء . فلم يلبثوا أن جاء
أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ، ثم جاء يلتزم النبي ويفديه
بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته ، فبسط لهم بساطا ،
ثم انطلق إلى نخله ، فجاء بقنو فوضعه
فقال النبي : أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟
فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا
أو تخيروا من رطبه وبسره فأكلوا وشربوا
من ذلك الماء
فقال : هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه
يوم القيامة ؛ ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد .
فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما
فقال النبي : لا تذبحن لنا ذات در
فذبح لهم عناقا أو جديا ، فأتاهم بها ، فأكلوا
فقال : هل لك خادم ؟قال : لا .
قال : فإذا أتانا سبي فأتنا
فأتى برأسين ليس معهما ثالث . فأتاه أبو الهيثم
فقال النبي :    اختر منهما
فقال : يا رسول الله ! اختر لي
فقال النبي : إن المستشار مؤتمن ، خذ هذا  فإني رأيته يصلي ،
واستوص به معروفا  فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته ، فأخبرها
بقول رسول ، فقالت امرأته : ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي
إلا بأن تعتقه ، قال : فهو عتيق  فقال : إن الله لم يبعث نبيا ولا
خليفة إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر
وبطانة لا تألوه خبالا ، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي )
الراوي:  أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: مختصر الشمائل
- الصفحةأو الرقم: 113
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فضل البكاء خشية الله تعالى و شوقاً إليه

من رياض الصالحين
فضل البكاء خشية الله تعالى وشوقاً إليه
 
قال اللَّه تعالى:
 
 { وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } .
 
وقال تعالى:
 
 { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ! } .
 
وعَن أبي مَسعودٍ ، رضي اللَّه عنه . قالَ :
 قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
 
( اقْرَأْ علَّي القُرآنَ
قلتُ : يارسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟
 قالَ : إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي )
 
 فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُإلى هذِهِ الآية :
 
{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ
وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا } 
[ الآية : 41 ]
 
قال : حَسْبُكَ الآنَ
 فَالْتَفَتَّ إِليْهِ . فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ )
 متفقٌ عليه .
 
وعن أنس ، رضي اللَّه عنه ، قالَ :
 
( خَطَبَ رَسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ ،
 فقالَ : (لَوْ تعْلمُونَ ما أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كثيراً)
 قال : فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم .
 وُجُوهَهُمْ . ولهمْ خَنِينٌ )
متفقٌ عليه .
 
وعن أبي هريرة ، رضي اللَّه عنه ، قال :
قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
 
 ( لاَيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِاللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ
 في الضَّرْع وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ )
 رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
 
وعنه قالَ :
قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
 
( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ :
 إِمامٌ عادِلٌ ،وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى .
 وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ . وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه .
 اجتَمَعا عَلَيهِ . وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ،وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ
 مَنْصِبٍ وَجَمالٍ . فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه . ورَجُلٌ تَصَدَّقَ
 بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ .
 ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )
متفقٌ عليه .
 
وعَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير رضي اللَّه عنه . قال :
 
( أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي
 ولجوْفِهِ أَزِيز ٌكَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ )
حديث صحيح رواه أبو داود .
والتِّرمذيُّ في الشَّمائِل بإِسنادٍ صحيحٍ .
 
 
وعن أَنسٍ رضي اللَّه عنه قالَ :
 قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، لأَبِيِّ بنِ كَعْبٍ . رضي اللَّه عنه :
 
( إِنَّ اللَّه، عَزَّ وجَلَّ ، أَمْرَني أَنْ أَقْرَأَ علَيْكَ : لَمْ يَكُن الَّذِينَ كَفَرُوا )
 قَالَ : وَسَمَّاني ؟
 قال : « نَعَمْ » فَبَكى أُبَيٌّ )
 متفقٌ عليه .
 
 وفي رواية:
 
( فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكي)
 
وعنه قالَ : قالَ أَبو بَكْرٍ لعمرَ ، رضي اللَّه عنهما
بعدَ وفاةِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
 
 ( انْطَلِقْ بِنا إلى أُمِّ أَيمنَ . رضي اللَّه عنها . نَزُورُها كما كَانَ
رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، يَزُورُها . فَلَمَّا انْتَهَيا إِليْها
بَكَتْ . فقَالا لها :ما يُبْكِيكِ ؟ أَمَا تَعْلَمِينَ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّه تعالى
خَيْرٌ لِرَسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قالَتْ : إِني لاَ أَبْكِي ،
أَنِّي لأَعْلَمُ أَنَّ ماعنْدَ اللَّه خَيرٌ لِرَسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
 ولكِنِّي أَبْكِي أَنَّ الوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّماءِ
 فَهَيَّجَتْهُما عَلى البُكاءِ ، فَجَعَلايَبْكِيانِ مَعهَا )
 
رواهُ مسلم.
 
وعن ابن عَمَر ، رضي اللَّه عنهما ، قال :
 
( لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَجَعُهُ
 قيلَ لَهُ في الصَّلاَةِ فقال :
 ( مُرُوا أَبا بَكْرِ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ )
فقالتْ عائشةُ ، رضي  اللَّه عنها: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقيقٌ إِذا
َرَأَ القُرآنَ غَلَبَهُ البُكاءُ
 فقال :
( مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ  )
 
وفي رواية عن عائشةَ ، رضي اللَّه عنها ،
 
( قالَتْ : قلتُ : إِنَّ أَبا بَكْرٍ إِذا قَامَ مقامَكَ لَم يُسْمع النَّاس
 مِنَ البُكَاءِ )
متفق ٌعليه .
 
وعن إِبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ
 
 ( أَنَّ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوْفٍ ، رَضيَ اللَّه عنهُ أُتِيَ بطَعامٍ
وكانَ صائماً ، فقالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بنُ عُمَيرٍ ، رضيَ اللَّه عنه
وهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ، فَلَمْ يُوجَدْ لَه ما يُكَفَّنُ فيهِ إِلاَّ بُرْدَةٌ إِنْ غُطِّي
بِها رَأْسُهُ بَدَتْرِجْلاُه ، وإِنْ غُطِّيَ بها رِجْلاه بَدَا رأْسُهُ ،
 ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا ما بُسِطَ أَوْ قالَ : أُعْطِينَا مِنَ الدُّنْيا
مَا أُعْطِينَا قَدْ خَشِينَاأَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنا عُجِّلَتْ لَنا .
 ثُمَّ جَعَلَ يبْكي حَتَّى تَرَكَ الطَّعامَ )
 
وعن أبي أُمامة صُدَيِّ بْنِ عَجلانَ الباهِليِّ ، رضيَ اللَّه عنه
 عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال:
 
( لَيْسَ شَيءٌأَحَبَّ إِلى اللَّه تعالى من قَطْرَتَين . وأَثَرَيْنِ :
 قَطْرَةُ دُمُوعٍ من خَشيَةِ اللَّه وَقَطرَةُ دَمٍ تُهرَاقُ في
 سَبِيلِ اللَّه تعالى ، وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعـالى
 وَأَثَرٌ في فَرِيضَةٍ منْ فَرَائِضِ اللَّه تعالى )
 رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ .
 
وفي البابِ أحاديثُ كثيرةٌ ، منها :
حديث العْرباض بنِ ساريةَ . رضي اللَّه عنه ، قال :
 
( وعَظَنَا رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
 مَوْعِظَةً وَجِلَتْ منهاالقُلُوبُ ، وذَرَفْت منْهَا العُيُونُ )

متى و كيف تقول " لا " ؟


معظمنا يود أن يكون محبوباً وذو شعبية كبيرة، سواء أكان ذلك في مكان
العمل أو مع الأصدقاء. ومن أسهل الطرق التي تساعد على تحسين
العلاقات وتقويتها هي بمساعدة الآخرين وتقديم الخدمات لهم، بمعنى آخر
الإجابة بـ”نعم” كلما طلب منك شخص تنفيذ خدمة أو مساعدة له في
البداية قد لا تكون هذه مشكلة، فسواء أنظرت لها من ناحية دينية
أو إجتماعية مساعدة الناس شيء نبيل وجميل. لكن مع مرور الوقت،
وكثرة النعم التي توزعها ستجذب لك أناس يستغفلونك أو يستغلون ذلك،
سواءاً بحسن أو سوء نية. هنا ستصبح بين نارين، إما أنك ستستمر بقول
نعم كلما طلب منك أحدهم شيئاً، أو انك ستقفل الباب على نفسك وتكرر
“لا” لكل من يطلب منك شيئاً. قبل أن تفعل ذلك، تذكر أن هناك وسطاً،
فطبيعتك الإنسانية وعاطفتك تدعوك لأن تساعد الآخرين، وأنانيتك
وعقلك تدعوك لأن تحقق شيئاً ما لنفسك.
 
إذاً متى وكيف تقول “لا”؟
تابع معي متى تقول “لا”؟
عندما تعود نفسك على قول “لا” في الوقت المناسب، أنت توفر على
نفسك الكثير من الجهد والوقت في القيام بأعمال لا تفيدك، وتضمن بأن
لا يتم استغلالك من قبل الآخرين. عندما يطلب منك شخص القيام بمهمة
ما، موافقتك أو رفضك يجب أن يكون بناءاً على أولوياتك ومعرفة مدى
إزدحام جدول أعمالك. إن كنت لا تعرف ماهي أولوياتك، ولم تحدد ماهي
الأعمال التي يجب عليك العمل عليها أو انجازها، معرفة الوقت السليم
للرفض سيكون صعباً جداً
 
أسهل طريقة لقول: لا.. هي كلمة: لا
عندما يود البعض رفض القيام بمهمة، يحاولون المجاملة معتبرين كلمة
“لا” عيباً. فيبدأون باللف والدوران محاولين إيصال فكرة الرفض للطرف
الآخر بشكل غير مباشر. هذه الطريقة غير صحيحة وغير سليمة فالفكرة
قد لا تصل، والطرف الآخر قد يشعر بأن طلبه تحول للإسترجاء، وقد
تشعر حينها بصعوبة بالرفض. لذلك، ولكي توفر على نفسك وعلى الطرف
الآخر العناء، ولكن تذكر أن تفعل ذلك بلطف وتوضح للطرف الآخر
اسباب الرفض لعله يتفهم موقفك
 
قلت “لا” لكن الطرف الآخر لازال ملحاً
أحياناً قد تواجه أشخاصاً لحوحيين، هؤلاء الناس حتى عندما ترفض
يبدأون بالتصرف كمديري أعمالك، فيشرحون لك كيف أنك لست مشغولاً
وأنك لن تأخذ وقتاً طويلاً في العمل على مشروعه. عندما تشعر بأنهم لن
يتوقفوا عن السؤال، قد يكون حلاً مناسباً لإنهاء النقاش وإطالة الحديث
والمفاوضات، أن تخبرهم بأنك ستراجع جدول أعمالك وتفكر بالموضوع
وسترد عليهم لاحقاً
 
الطرف الآخر مهم لك وقد تخسره برفضك
في هذه الحالة قد يمكنك الرفض، وفي ذات الوقت إقتراح عمل أو آلية
أخرى يمكنك من خلالها خدمة الشخص أو مساعدته. يمكنك إقتراح وقت
آخر، أو شخص آخر ليقوم بالعمل نيابة عنك
 
تخلص من الشعور بالذنب
ذكر نفسك أنك عندما تقول“لا” ، أنت تفعل ذلك من أجل نفسك.
من الجميل أن تكون كالشمعة التي تحترق من أجل الإضاءة للآخرين
ولكن لتضمن أن هذه الإضاءة ستستمر، يجب أن تعطي نفسك الأفضلية
من وقت لآخر. فحياتك ومستقبلك المهني سيحتاج منك لأن تطور
من نفسك وتنجز الواجبات الخاصة بك وبالمحيطين بك، وذلك يجب
أن يكون موزوناً فلا تغلب جانب على آخر