الاثنين، 9 يناير 2012

باب الأرض


بسم الله الرحمن الرحيم


الأرض تذكر ويراد بها أرض الأردن:  "ولا تعثوا في الأرض مفسدين".
ويراد بها القبر:  "لو تسوى بهم الأرض".
ويراد بها أرض مكة:  "كنا مستضعفين في الأرض".

ويراد بها أرض المدينة: "ألم تكن أرض الله واسعة".
ويراد بها أرض الإسلام:  "ويسعون في الأرض فساداً".
ويراد بها أرض التيه: "يتيهون في الأرض".
ويراد بها الأرضون السبع:  "وما من دابة في الأرض".
ويراد بها أرض مصر:  "اجعلني على خزائن الأرض".
ويراد بها أرض الحجر: "فذروها تأكل في أرض الله".
ويراد بها القلب: "فيمكث في الأرض".
ويراد بها أرض الغرب: "مفسدين في الأرض".
ويراد بها الجنة:   "أن الأرض يرثها".
ويراد بها أرض الروم:  "في أدنى الأرض".
ويراد بها أرض بني قريظة:    "وأورثكم أرضهم".
ويراد بها أرض فارس:   "وأرضاً لم تطئوها".

ويراد بها أرض القيامة:  "وأشرقت الأرض".
كتاب المدهش لابن الجوزي

إذا قال المؤذن الله أكبر


بسم الله الرحمن الرحيم

عن عمر بن الخطاب قال  : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا اله الا الله قال أشهد ألا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمداً رسول الله قال أشهد أن محمداً رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة ]
رواه مسلم .

معاني المفردات:
أكبر : أفعل تفضيل أي أن الله أكبر من كل شيء (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنيه سبحانه وتعالى عما يشركون).
حي على الصلاة: أي هلموا إليها.
لا حول ولا قوة إلا بالله: أي لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله تعالى.
وقيل لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله.
وحكي عن ابن مسعود أنه قال في معناها: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته.

من فوائد الحديث:
1- فضل متابعة المؤذن، وذلك مستحب في حق كل من سمعه سواء كان متوضئاً أو محدثاً.

2- المشروع أن يقول كما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين (حي على الصلاة) (حي على الفلاح) فيقول لا حول ولا قوة إلا بالله.

3- الحكمة في قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) عند الحيعلة أن العبد ضعيف ليس له قدرة على التحول من حال إلى حال إلا بالله ، ومن ذلك ذهابه إلى الصلاة لأدائها مع الجماعة ، لا حول له ولا قوة على ذلك إلا بالله ، فيستشعر عجزه وضعفه ، وأنه لا يقدر على إجابة هذا النداء إلا بالله.

- في قوله (ثم قال لا إله إلا الله من قلبه) تنبيه على شرط من شروط لا إله إلا الله وهو الإخلاص فيها، وهذه الكلمة لا تنفع قائلها إلا بتحقيق شروطها. وشروطها سبعة مجموعة في البيت التالي:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها


5- عظم شأن التوحيد فإن من مات عليه دخل الجنة ولابد أي أنه بفضل الله تعالى لا يخلد في النار لو قدر دخوله فيها بسبب ذنوبه.

6- إذا تابع المؤذن ثم سمع مؤذناً ثانياً فله أن يتابعه أيضاً لعموم الأحاديث.
7- إذا كان الأذان في الراديو أو التلفاز مسجلاً فلا تشرع متابعته، وإن كان ينقل مباشراً على الهواء فتشرع متابعته.

- إذا قال المؤذن في صلاة الفجر (الصلاة خير من النوم) فإنه يقول مثله ولا يقول: (صدقت وبررت) لأنه لم يثبت فيه شيء عن النبي .

9 – المشروع في هذه الأذكار عقب الأذان أن تكون سراً لا يجهر بها ولا يرفع بها الصوت وأن يذكرها المسلم بنفسه.

10- إذا كان المؤذن يزيد ألفاظاً غير مشروعة في أذانه فلا يتابعه فيها كمن يقول في أذانه (أشهد أن علياً ولي الله ) أو يقول (حي على خير العمل)..

وصية عتبة بن أبي سفيان


بسم الله الرحمن الرحيم

قال عُتبة بن أبي سفيان لعبد الصَّمد مؤدِّب ولدِه:
ليكن أوَّلَ ما تبدأُ به من إصلاحك بَنِّي إصْلاحُك نَفسَك؛
فإنَّ أَعينهم معقودة بعينك، فالحسَنُ عِندهم ما استحسنت، والقبيحُ عندهم ما استقبحت،
علِّمْهم كتابَ اللَّه، ولا تُكرِهْهم عليه فيَملُّوه، ولا تتركْهم منه فيهجُروه،
ثم روِّهم من الشِّعر أَعَفَّه، ومن الحديث أَشْرَفه،
ولا تُخْرِجْهم من عِلْمٍ إلى غيره حتّى يحْكموه، فإنَّ ازدحامَ الكلام في السَّمع مَضَلَّةٌ للفهم،
وعلِّمْهم سِيَرَ الحكماء وأخلاقَ الأدباء، وجنِّبْهُم محادَثة النساء، وتهدَّدْهم بي وأدِّبْهم دُوني،
وكنْ لهم كالطَّبيب الذي لا يَعجَل بالدَّواء حتى يعرف الداء،
ولا تَتّكل على عُذري، فإني قد اتَّكلتُ على كفايتِك،
وزد في تأديبهم أزدك في برّي إن شاء اللَّه.

حقيقة ( أبجد هوز ) في اللغـــــة العــــــربية


بسم الله الرحمن الرحيم


هل يجوز اختصار حروف اللغة العربية إلى مختصر : أبجد هوز ? !


من العادات التي يسير عليها المشتغلون بالبحث العلمي : ترقيم مقدمات الأبحاث و الكتب بأحدي طريقتين الأولي : ترقيمها أبجديا بحروف اللغة العربية : أ ، ب ، ج ،،، الخ . و الثانية : ترقيمها بحسب الأرقام : 1 ، 2 ، 3 ،،،الخ . و كلاهما صواب عند سائر الباحثين المشتغلين بالبحث العلمي ، و إن كانت الطريقة الثانية هي الأكثر شيوعا في الآونة الأخيرة .
ففي أحد كتب التراث المحققة ووجد في مقدمة الكتاب – بقلم المحقق – مرتبة بحسب الطريقة الأولي في الترقيم : أعني مرتبة ترتيبا أبجديا على نحو ما جرت عليه عادة الباحثين . و عندما نظرت في الحروف التي استخدمها المحقق في ترقيم المقدمة وجدتها : أ ، ب ، ج ، ه ، هـ ، و ، ز ، ح ، ط ، ي ، ك ، ل ، م ، ن ، س ، ع ، ف ، ص ، ق ، ر ، ش ، ت . و المدقق في هذه الحروف يجدها فعلا حروفا عربية لكنها غير مرتبة بحسب حروف معجم اللغة العربية ، فترتيب حروف اللغة العربية معروف لنا جميعا ، و هي و بحسب حروف المعجم : أ ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، د ، ذ ، ر ، ز ، ص ، ض ، ظ ، س ، ش ، ع ، غ ، ف ، ق ، ك ، ل ، م ، ن ، هـ ، و ، ي . و نجد كذلك أن عدد الحروف الأولي هو 22 حرفا ، في حين أن عدد الحروف في الحالة الثانية هو 28 حرفا . و هذا أمر يدعو للدهشة و الاستغراب . فهل انخفض عدد حروف اللغة العربية ؟ ! ، و هل يمكن اختصارها بحسب الاختصار الأول : أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ؟ ! ، مع العلم أن هذا الاختصار غير مطابق للترتيب الأبجدي لحروف اللغة العربية بحسب معجم اللغة العربية .
و هذا الأمر يدعونا للتساؤل عن : ما هذه الحروف الأولي ؟ ! ، و ما هذا المختصر ؟ ! .



على كل حال من خلال العديد من المناقشات و الحوارات مع بعض الزملاء من المتخصصين في اللغة العربية و أخواتها من اللغات السامية وجدت أن الحروف الأولي : أبجد هوز ... . هي مختصر حروف اللغة العبرية لا مختصر حروف اللغة العربية . و من هذا المنطلق
يحق لأي باحث أكاديمي أن يؤكد أن الباحثين العرب و المسلمين – دون أن يدروا – يستخدمون في ترقيم مقدمات مؤلفاتهم العلمية – بحوث و كتب – حروف اللغة العبرية و ليس حروف اللغة العربية . و هكذا سرت - دون أن ندري – حروف اللغة العبرية داخل البحث العلمي عند العرب و المسلمين . و قد يعترض أحد الباحثين على ذلك بقوله : أن هذه الحروف هي حروف اللغة العربية و ليست حروف اللغة العبرية ، فقد ورد هذا المختصر - أبجد هوز ... – في بعض كتب التراث على النحو التالي : أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت سخذ ضظغ . و لكن هذا الاعتراض مردود عليه ، و هو أن هذا الترتيب ليس هو ترتيب الحروف بحسب واردها في معجم اللغة العربية .




و ثمة سؤال آخر هنا هو : كيف تسربت هذه الحروف أو هذا المختصر إلي قواعد البحث العلمي في بلداننا العربية و الإسلامية ؟
في ظني أن المستشرقين و من تتلمذ علي أيدهم من الباحثين العرب و المسلمين هم الذين أدخلوا هذا الترتيب أو الترقيم – أبجد هوز - إلينا ، فأساتذتنا الكبار يستخدمون هذا الترتيب أو الترقيم ، و نحن بدورنا أخذناه عنهم ، و هم بدورهم حصلوه عن أساتذتهم من المستشرقين و غيرهم من الأساتذة الغربيين الذين وفدوا للتدريس إلي جامعاتنا في بداية القرن العشرين . و يظهر ذلك بوضوح و جلاء في جامعة " فؤاد الأول = جامعة القاهرة حاليا " بجمهورية مصر العربية , و هذا التحليل أو التفسير في أغلب ظني هو ما أدي إلي تسرب هذا المختصر إلينا و توارثناه معشر الباحثين جيلا بعد جيل .
لأجل ذلك أدعو كافة الباحثين إلي عدم الأخذ بهذا الترتيب أو الترقيم ، و إن كان الأمر ضروريا فنستخدم حروف اللغة العربية بحسب ورودها في معجم اللغة العربية أو نستخدم الطريقة الثانية في الترقيم : 1 ، 2 ، 3 ،،، الخ . حتى نبتعد عن أي شبة يمكن أن نقع فيها . و أتساءل كذلك : لماذا لا نفكر في بقية أسس و مقومات البحث العلمي التي نعتمدها في بحثنا العلمي ، فلعل بعض هذه الأسس و المقومات الشائعة بين الباحثين يتعارض مع بعض من ثوابتنا و معتقداتنا , و من الممكن أن يعترض معترض و يؤكد و بشدة أني أغالي في الأمر كثيرا جدا ، فالأمر لا يسير على النحو الذي أطرحه تماما ، و تلك مغالطة مرفوضة . أعتقد أنه من اليسير الرد على هذا الاعتراض ، و هو أننا لا يضيرنا شيئا على الإطلاق إذا أخذنا بنظرية المؤامرة أو قل بنظرية الشك من أجل الوصول للحقيقة في هذا الأمر و غيره من الأمور . و أؤكد أن الأحداث الجارية على المستوى الإقليمي و العالمي ، و ما يحاك للعرب و المسلمين من مؤامرات و دسائس على كافة المستويات ، و كذلك المحاولات الحثيثة لتفتيت العرب و المسلمين و الاستيلاء على مقدراتهم و ثرواتهم عن طريق شن الحروب العسكرية و المؤامرات السياسية كل ذلك يؤكد على الطرح الذي أطرحه هنا .

فَإيَّاكَ وَالْمُقْذعَ مِنَ الْقَولِ


بسم الله الرحمن الرحيم


للخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قصة مع الشاعر الحطيئة ـ وهو شاعر

مخضرم هجّاء ـ واسمه جرول بن أوس،
وذلك أن الزبرقان بن بدر التميمي سيد قومه
عَمِل للنَبي ـ ـ وأبي بكر وعمر، وكان يجمع زكاة
قومه ويؤديها لهم. وقد أشتكى لعمراً لما هجاه
الحطيئة. فقال له سيدنا عمر وما قال لك: قال: قال لي :


دع المكارم لا ترحل لبغيتهــا ...... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي


فقال عمر: ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة.
فقال الزبرقان :
أو لا تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس!
والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت قط أشد
عليَّ منه. فدعا عمر حسان بن ثابت وسأله :
أتراه هجاه ؟ قال حسان : نعم وسلح عليه !
فحبس سيدنا عمر الحطيئة، فجعل الحطيئة
يستعطفه ويرسل إليه الأبيات، فلم يلتفت إليه سيدنا عمر" رضي الله عنه "،
حتى أرسل إليه الحطيئة


ماذا تقول لأفراخ بذي مـــرخ .... (الى آخر الأبيات)


قال سيدنا عمر " رضي الله عنه "،: فإياك والمقذع من القول
فقال الحطيئة : وما المقذع ؟
قال عمر " رضي الله عنه "،: أن تخاير بين الناس فتقول
فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان ؛
قال الحطيئة : فأنت والله أهجى مني .
ثم قال له عمر" رضي الله عنه "، : والله لولا أن تكون سُنّة
لقطعت لسانك . فاشترى عمر منه
أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم،
وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً

بين السلطان الفاتح وأستـاذه


بسم الله الرحمن الرحيم


كان السلطان محمد الفاتح يكن لأستاذه الشيخ آق شمس الدين مشاعر الحب والإجلال والتوقير، ويزوره على الدوام، حيث يستمع لأحاديثه ونصائحه، ويستفيد من علمه الغزير.
وكان أستاذه هذا مهيبًا لا يخشي سوى الله، لذا فإنه عند قدوم السلطان محمد الفاتح لزيارته لا يقوم له من مجلسه، ولا يقف له. أما عند زيارته للسلطان محمد الفاتح، فقد كان السلطان يقوم له من مجلسه توقيرًا له واحترامًا، ويجلسه بجانبه.

وقد لاحظ ذلك وزراء السلطان وحاشيته، لذا لم يملك الصدر الأعظم محمود باشا من إبداء دهشته للسلطان فقال له: لا أدري يا سلطاني العظيم، لم تقوم للشيخ آق شمس الدين عند زيارته لك، من دون سائر العلماء والشيوخ، في الوقت الذي لا يقوم لك تعظيمًا عند زيارتك له ؟

فأجابه السلطان: أنا أيضًا لا أدري السبب … ولكني عندما أراه مقبلاً علي لا أملك نفسي من القيام له … أما سائر العلماء والشيوخ، فإني أراهم يرتجفون من حضوري، وتتلعثم ألسنتهم عندما يتحدثون معي، في الوقت الذي أجد نفسي أتلعثم عند محادثتي الشيخ آق شمس الدين.

وفي فتح القسطنطينية أراد السلطان أن يكون شيخه بجانبه أثناء الهجوم، فأرسل إليه يستدعيه، لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه أحد الخيمة، ومنع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول، وغضب محمد الفاتح، وذهب بنفسه إلى خيمة الشيخ ليستدعيه، فمنع الحراس السلطان من دخول الخيمة بناءً على أمر الشيخ، فأخذ الفتح خنجره، وشق جدار الخيمة في جانب من جوانبها، ونظر إلى الداخل فإذا شيخه ساجدًا لله في سجدة طويلة وعمامته متدحرجة من على رأسه، وشعر رأسه الأبيض يتدلى على الأرض، ولحيته البيضاء تنعكس مع شعره كالنور، ثم رأى السلطان شيخه يقوم من سجدته والدموع تنحدر على خديه، فقد كان يناجي ربه ويدعوه بإنزال النصر ويسأله النصر ويسأله الفتح القريب.

وعاد السلطان محمد الفاتح عقب ذلك إلى مقر قيادته، ونظر إلى الأسوار المحاصرة، فإذا بالجنود العثمانيين وقد أحدثوا ثغرات بالسور تدفق منها الجنود إلى القسطنطينية، ففرح السلطان بذلك وقال: ليس فرحي لفتح المدينة، إنما فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زمني.

وذكر الإمام الشوكاني صاحب البدر الطالع أن ( ثم بعد يوم - من الفتح - جاء السلطان إلى خيمة آق شمس الدين وهو مضطجع فلم يقم له، فقبل السلطان يده وقال له: جئتك لحاجة، قال : وما هي ؟ قال: أن ادخل الخلوة عندك، فأبى، فأبرم عليه السلطان مرارًا وهو يقول: لا. فغضب السلطان وقال: إنه يأتي إليك واحد من الأتراك فتدخله الخلوة بكلمة واحدة، وأنا تأبى علي، فقال الشيخ: إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك، فتختل أمورها، فيمقت الله علينا ذلك، والغرض من الخلوة تحصيل العدالة، فعليك أن تفعل كذا وكذا، وذكر له شيئًا من النصائح، ثم أرسل إليه ألف دينار فلم يقبل، ولما خرج السلطان محمد خان قال لبعض من معه: ما قام الشيخ لي. فقال له: لعله شاهد فيك من الزهو بسبب هذا الفتح الذي لم يتيسر مثله للسلاطين العظام، فأراد بذلك أن يدفع عنك بعض الزهو.

المصدر : المرصد الأسلامي

السلبوك

بسم الله الرحمن الرحيم

كان هناك رجلاً فارسيًا يدعى السلبوك...

عاش في نواحي بغداد دهرًا طويلا ً ,يصنع قصعًا من الطين

وأزيارًا وغيرها , وله في الأواني الفخارية نظرًابعيدًا وعلمًا مديدًا

ومن سوء حظه أنه عاش في قرية فنيّة , يضربون الأوتاربحرفية

ويتقنون النفخ والصفير ولهم أصوات ٌ حسان يشار لها بالبنان

كان يشعر بأنه أفضل منهم صوتًا , وأحسن منهم صفيرًا وعزفًا ,

وأخذ يغني كلما مر على أحدهم , وكلما خاطبهم في محله وفي محلهم

وكلما مشى في شارع , وكلما ارتقى إلى مكان ٍ فارع , فضاق به الناس ,

وسكتوا عنه أدبًا وذوقًا ليس إلا !

دخل مرة إلى منزله فوجد زيرًاكبيرًا كان قد أتم صنعه

وأصبح جاهزًا و إلى جواره زيرًا صغيرًا

فأدخل رأسه في الزير الكبير ليتفحصه من الداخل , ,

وكان وهو يتفحصه , يغني , فأعجبه صوته أكثر من ذي قبل

فأخرج رأسه وأدخله في الزير الصغير , وأخذ يغني فأيقن في نفسه

أنه ثروة وطنية لهذه القرية , وثورة غنائية في هذه المعمورة

اتجه على إثر ذلك إلى قصر الوالي , وطلب الدخول إلا أنهم منعوه ,

فقال لهم أنه مغني بارع , وأن له طرقًا في الغناء ستعجب الوالي

ولم يستجيبوا له , فكرر القدوم إلى القصر , حتى أدخله الوالي ,

وأذن له بالغناء في الأسبوع القادم على رأس الأشهاد من خاصّته

وقال له مهددًا : إن كان صوتك جميل وغناؤك حسن فسأعطيك ما يرضيك ,

وإلا !! فلا أحد يعلم ماذا سيكون عقابك !

فوافق السلبوك غير أنه طلب من الوالي أن يأذن له بإحضارالزيرين

الكبير والصغير , فهو لا يغني إلا بهما , فوافق الوالي , واقترب الموعد المعهود !

أخذ السلبوك يرتدي أبهى ثيابه لهذه المناسبة , ويتجهز بأفخم ما عنده

من عبارات يلقيها على الوالي , وحدد الأغاني ورتب المعاني

وعندما أراد حمل الزير الكبير , وجد أنه ثقيل وأنه لايمكنه

حمله من هنا إلى قصر الوالي , فاستعاض بالصغير عنه وذهب ماشيًا

حتى وصل إلى قصر الوالي , فأدخله الحراس ,

ووقف أمام الوالي وخاصته من الوزراء والأمراء والجنود والحرس

وقال :

أيها الوالي المعظّم , جئتُ لأغني بعد أن تفضلت علي بجزيل خيرك

وأذنت لي بلطفك وكرمك فهل أبدأ ؟ ..

قال له الوالي : ابدأ يا سلبوك .

نصب السلبوك زيره الصغيرفي وسط البلاط , وأخذ يغني ويغني ويغني ,

فضج البلاط بالضحك تارة , وبالتنديد تارة أخرى

أما الوالي فما كان منه إلا أن وضع أصابعه في أذنيه حتى إنتهى السلبوك

من وصلته الموسيقية وهو يلهث والدم مجتمعًا في وجهه .

حينئذ أمر الوالي أن يُملأ ذلك الزير بالماء , ويوضع أمام السلبوك ,

وأن يقوم كل من في القصر من جنود وحرس ووزراء وشعراء ومغنين

بالوقوف طابورًا خلف الزير , ويتقدمون بالترتيب فيغمسون أيديهم

بداخل الزير الممتلئ بالماء فيبللونها , ثم يصفعون السلبوك واحدًا تلو الآخر

ويعودون إلى آخر الطابور ليأخذوا دورًا جديدًا حتى ينتهي الماءمن الزير ,

وبدأت الصفعات اللينة تتولى على خد السلبوك وكان مع كل صفعة

يقول : الحمد لله

استغرب الوالي منه ثم استوقفه

وسأله: لماذا تحمد الله وانت تصفع , ويزداد حمدك عند كل صفعة ,

فقال السلبوك:

يا مولاي إني أحمد الله لأني لم آتِ بذلك الزير الكبير !.

الفَرْقُ بَيْنَ الشَّاهِدِ والحَاضِرُ

بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الشاهد والحاضر: أن الشاهد للشئ يقتضي أنه عالم به ولهذا قيل الشهادة على الحقوق لانها لا تصح إلا مع العلم بها وذلك أن أصل الشهادة الرؤية وقد شاهدت الشئ رأيته، والشهد العسل على ما شوهد في موضعه، وقال بعضهم الشهادة في الاصل إدراك الشئ من جهة سمع أو رؤية فالشهادة تقتضي العلم بالمشهود على ما بينا، والحضور لا يتقضي العلم بالمحضور ألا ترى أنه يقال حضره الموت ولا يقال شهده الموت إذ لا يصح وصف الموت بالعلم، وأما الاحضار فإنه يدل على سخط وغضب، والشاهد قوله تعالى " ثم هو يوم القيامة من المحضرين"(4).
1165 الفرق بين الشاهد والشهيد(1): قيل: الشاهد بمعنى الحدوث.والشهيد بمعنى الثبوت.

فإنه إذا تحمل الشهادة فهو شاهد باعتبار حدوث تحمله.

فإذا ثبت تحمله لها زمانين أو أكثر فهو شهيد.

ثم يطلق الشاهد عليه مجاز، كما في قوله تعالى: " واستشهدوا شهيدين من رجالكم "(2).

فإن الطلب إنما يكون قبل حصول المطلب

معجم الفروق اللغوية للعسكري