السبت، 26 يوليو 2014

الشر " الوسواس ".. والشيطان " الخناس "


كلمتا الوسواس والخناس من أكثر الكلمات ترديدًا على ألسنتنا، نظرًا لقراءة سورة الناس بكثرة بصفتها من المعوذات، ومعنى الوسواس بفتح الواو اسم للذي يلقي في نفوس الناس خواطر الشر والسوء وبكسر الواو المراد به المصدر أي الوسوسة والوسوسة هي ما يجده الإنسان في صدره من الأفكار الشريرة والخاطئة التي تدعوه إلى فعلها وتطبيقها وبمعنى آخر هو حديث النفس الذي يفكر به الإنسان فإذا أحس العبد بذلك الوسواس عليه أن يذكر الله تعالى حتى يذهب ويختفي كيد الشيطان.
في صدر الإنسان
أما الخناس في اللفظ صيغة مبالغة هو الشيطان الجاثم في صدر الإنسان، فإذا ذكر الله تعالى خنس وإذا غفل عنه أخذ يوسوس له بالسوء والشر ويلتقم قلبه فيحدثه ويمنّيه ويكون مسلطًا عليه إلا من عصمه الله. وثبت في الحديث الصحيح أن صفية أم المؤمنين زارت النبي وهو معتكف في المسجد فلما خرجت خرج معها ليردها إلى منزلها ليلًا فلقيه رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا متنحيين عن الطريق فقال عليه الصلاة والسلام »على رسلكما إنها صفية بنت حيي« فقالا سبحان الله يا رسول الله »أي نحن لا نشك فيك« فقال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وأني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا. وفي حديث آخر إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس. فالإنسان إذا غفل عن الله تعالى تعاظم عليه الشيطان وغلبه ومتى ما ذكر الله تصاغر الشيطان وغلبه الإنسان.
الصفات الثلاث
وسبب ذكر الصدور »في صدور الناس«، لأنها تحتوي على القلوب وهي محل الخواطر. وكيفية الاستعاذة بهذه السورة، أن نستعيذ بصفات ثلاث لله تعالى بالربوبية والملك والألوهية »قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس« من شرور الشيطان وأضراره في الدين والدنيا والآخرة برب الناس وملك الناس وإله الناس. فذكر ربنا هنا الناس وإن كان ربًا لجميع الخلق وذلك لأمرين، لأنهم معظّمون وعندهم قدرة لفعل الشر فاعلم أنه ربهم، ولأنه أمر بالاستعاذة من شر الناس »من الجنة والناس« لأنه هو القادر الذي يعيذ منهم. وذكر الله صفة الملك والألوهية ليبين للناس أن الله هو المالك الحقيقي وأنه إلآههم ومعبودهم ولا معبود لهم سواه وأنه الذي يلجأ إليه دون الملوك والعظماء.
وسبب تسمية السورة بالناس، لافتتاحها بالناس »قل أعوذ برب الناس« وهي آخر سورة في القرآن، وقد بدأ بالفاتحة التي هي استعانة بالله وبالحمد له وختم القرآن بالمعوذتين للاستعاذة به. والمقارنة في التعوذ بين سورة الفلق وسورة الناس، أن المستعاذ به في سورة الفلق »قل أعوذ برب الفلق« صفة واحدة وهي الربوبية والمستعاذ منه أربعة، وهناك أنواع عدة من الآفات وهي »شرور الخلق« و»الغاسق« وهو دخول ظلام الليل، والنفاثات، وهي الساحر إذا نفث أي قذف الريق القليل في سحره، والحاسد.
النفس والدين
أما في سورة الناس المستعاذ به موصوف بثلاث صفات وهي الرب والملك والإله والمستعاذ منه آفة، واحدة وهي الوسوسة، وسبب التفرقة أن المطلوب في سورة الفلق، سلامة النفس والبدن والمطلوب. في سورة الناس سلامة، الدين ومضرة الدين أعظم من المضرّة في الدنيا والنفس والبدن. كان صلى الله عليه وسلم يستشفي بسور الإخلاص والفلق والناس وكان علاجًا ناجحًا قوي المفعول سريع الأثر مضمون النتائج في كل حالات المرض، حتى من السحر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب السور إلى الله »قل أعوذ برب الفلق« »قل أعوذ برب الناس« وفضائلهما كثيرة لا تحصى، وهما تحميان العبد من الشياطين وهما رقية من المس.
وسبب نزول سورة الناس، أن رجلًا من بني زريق »لبيد الأعصم« سحر النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في غلاف طلع نخل ذكر ووضعه في بئر فأحسّ النبي صلى الله عليه وسلم بأثره فجاء الأمين جبريل بسورتي الفلق والناس فقرأهما النبي صلى الله عليه وسلم فكلما قرأ آية يجد خفة حتى إنحلت العقد الإحدى عشرة ولهذا يقول بعض المفسرين إن هاتين السورتين أحدى عشرة آية على عدد تلك العقد ثم وجد النبي صلى الله عليه وسلم نشاطًا كأنما حل من انعقاد، فلما نزلت هاتان السورتان كان يرقي بهما وترك ما سواهما.

الترغيب في القناعة أولًا: في القرآن الكريم

قال تعالى:
 
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[النحل: 97].
 
عن محمد بن كعبٍ في قوله تعالى:

[ { وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }
 قال: القناعة ]
 
 
وفسَّرها علي بن أبي طالب رضي الله عنه أيضًا بالقناعة.
 
وعن الحسن البصري،
[ قال: الحياة الطيبة: القناعة ]
 
وقال تعالى:
 
{ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
 [النور: 32].
 
قال البغوي:
[ قيل: الغنى: هاهنا القناعة ]
 
وقال سبحانه:
 
{ وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ }
 [الحج: 36].
 
قال الطبري:
 [ وأما القانع الذي هو بمعنى المكتفي؛
فإنه من قنعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعًا وقنعانًا ]
 
وقال مجاهد:
 [ القانع: جارك الذي يقنع بما أعطيته ]
 
وقال أبو إسحاق الثعلبي:
[ القانع من القناعة، وهي الرضا والتعفف وترك السؤال ]
 
وقال الرازي:
 [ قال الفراء: والمعنى الثاني القانع هو الذي لا يسأل من القناعة،
يقال: قنع يقنع قناعةً إذا رضي بما قسم له وترك السؤال ]
 
- وقال تعالى:
 
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
 [البقرة: 201].
 
قال النسفي:
 [ وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً عفوًا ومغفرة، أو المال والجنة،
 أو ثناء الخلق ورضا الحق، أو الإيمان والأمان، أو الإخلاص والخلاص،
أو السنة والجنة، أو القناعة والشفاعة.. ]
 
وقال أبو حيان في تفسير قوله تعالى:  

[ { حَسَنَةً }
القناعة بالرزق، أو: التوفيق والعصمة،
 أو: الأولاد الأبرار.. قاله جعفر ]
 
- قال تعالى:
 
{ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }
[ الانفطار: 13 ]
 
قال الرازي:
[ قال بعضهم: النعيم: القناعة، والجحيم: الطمع ]
 
 
وقال النيسابوري:
 [ وقال آخرون: النعيم: القناعة والتوكل ]

لفظ التهنئة بعيد الفطر

 
السؤال
يقول الناس في تهنئة بعضهم البعض يوم العيد ( تقبل الله منا
ومنكم الأعمال الصالحة) أليس من الأفضل يا سماحة الوالد أن
يدعو الإنسان بتقبل جميع الأعمال ، وهل هناك دعاء مشروع
 في مثل هذه المناسبة؟
 
الإجابة
لا حرج أن يقول المسلم لأخيه في يوم العيد أو غيره تقبل الله منا
ومنك أعمالنا الصالحة ، ولا أعلم في هذا شيئا منصوصًا ، وإنما
يدعو المؤمن لأخيه بالدعوات الطيبة ؛ لأدلة كثيرة وردت في ذلك.
والله الموفق .
 
المصدر: فتاوى الشيخ ابن باز

متى العيد ؟؟؟؟

أعيادنا يوم تحرير الأرض والعرض، يوم تحرير البلاد والعباد،
 يوم أن تتحررا لنفوس من الشهوات والملذات،
ويوم أن تتحرر القلوب من الكذب والنفاق،
 ويوم أن تتحرر الصدور من الشحناء والبغضاء،
 ويوم أن تتحرر الحقوق من قيود الفساد والاستبداد،
 فيبذل كل ذي واجب واجبه غير مقصر، و فيأخذ كل ذي حق حقه لا يزيد.
أعيادنا يوم يتحرر المحاصرون، من الظلم القائم،
والحصار الظالم، والعداء المتراكم، من الصديق قبل العدو،
ومن القريب قبل البعيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالي.
أعيادنا يوم أن يتحرر الاقصي المبارك من براثن اليهود،
ومن بطش اليهود، ومن ظلم اليهود وغير اليهود.

الجمعة، 25 يوليو 2014

الفرق بين القناعة وبعض الصفات

الفرق بين القصد والقناعة :
 
أن القصد: هو ترك الإسراف والتقتير جميعًا.
والقناعة: الاقتصار على القليل والتقتير، ألا ترى أنه لا يقال هو قنوع
 إلا إذا استعمل دون ما يحتاج إليه، ومقتصد لمن لا يتجاوز الحاجة
ولا يقصر دونها، وترك الاقتصاد مع الغنى ذم، وترك القناعة معه ليس بذم،
وذلك أنَّ نقيض الاقتصاد الإسراف، وقيل: الاقتصاد من أعمال الجوارح؛
لأنَّه نقيض الإسراف، وهو من أعمال الجوارح والقناعة من أعمال القلوب
 
الفرق بين القناعة والزهد :

قال الراغب:
 [ القناعة: الرضا بما دون الكفاية، والزهد: الاقتصار على الزهيد، أي:
 القليل وهما يتقاربان، لكن القناعة تقال اعتبارًا برضا النفس،
والزهد يقال اعتبارًا بالمتناول لحظ النفس،
 وكلُّ زهد حصل لا عن قناعة فهو تزهُّد لا زهد ]

فتاوى صلاة عيد الفطر

حكم صلاة عيد الفطر
 
السؤال
صلاة عيد الفطر هل هي واجبة أم سنة،
وما هي الذنوب على الذي يتركها؟
 
الإجابة
صلاة العيد فرض كفاية، وقال بعض أهل العلم: إنها
فرض عين كالجمعة؛ فلا ينبغي للمؤمن تركها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكان إقامة صلاة العيد
 
السؤال
هل المكان الذي يختار ليكون مصلى لأداء صلاة العيدين يجب
 أن يكون من أوقاف المسلمين، أم يمكن أن يكون فى أى مكان
 
الإجابة
المشروع أن تؤدى صلاة العيدين في الفضاء، ولا يلزم أن يكون
المكان الذي تؤدى فيه من أوقاف المسلمين، ولا بعيدًا عن المدينة
أو القرية. إذا لم يوجد مكان للمسلمين يؤدون فيه صلاة العيدين
ووجد مكان صالح لأدائها فيه تملكه دولة كافرة، وأذنت للمسلمين
المقيمين داخلها بالصلاة فيه -أديت فيه، ولا حرج في ذلك إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تكبيرات عيد الفطر

السؤال
كم عدد التكبيرات في صلاة العيد، وما محلها؟
كما هو ملاحظ من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
 
الإجابة
عدد التكبيرات في صلاة عيد الفطر: سبع في الأولى، منها تكبيرة
الافتتاح، وفي الثانية: خمس تكبيرات دون تكبيرة النهوض للركعة
الثانية. ومحل التكبيرات: الأولى بعد تكبيرة الإحرام، والثانية:
 بعد تكبيرة النهوض من السجود للركعة الثانية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما يقول بين التكبيرات في صلاة العيد

السؤال
ماذا يجب على المأموم والإمام أن يقرأ ما بين السبع التكبيرات،
من الركعة الأولى في صلاة العيدين، وكذلك في الخمس تكبيرات
من الركعة الثانية، هل يقول ما بين التكبيرات أثناء سكتات الإمام:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؟ أم ماذا؟
 أرجو الإفادة جزاكم الله خيرًا.
 
الإجابة
يشرع في صلاة العيدين أن يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات،
الأولى يفتتح بها الصلاة، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات
غير تكبيرة القيام، ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ويشرع له أن يحمد
الله ويسبحه ويكبره ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
بين كل تكبيرتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدعاء في صلاة العيد
 
السؤال
ما هو الدعاء في صلاة العيد؟
 
الإجابة
ج5: لا نعلم دعاء خاصًا يشرع للمسلمين في صلاة العيد،
 أو يومه، ولكن يشرع للمسلمين التكبير والتسبيح والتهليل
والتحميد في ليلتي العيد، وصباح يومها، إلى انتهاء الخطبة
 من يوم عيد الفطر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قضاء صلاة العيد
 
السؤال
في صباح يوم عيد الفطر المبارك وعند وصولنا إلى المشهد
في أحد ضواحي مدينة الطائف ، وبالتحديد في منطقة بني مالك ،
وجدنا الإمام صلى وعلى انتهاء من الخطبة، وطلب الذين حضروا
للصلاة ولم يتمكنوا من أداء الصلاة طلبوا من أحد الموجودين
إقامة الصلاة بهم، وعددهم يتجاوز الخمسين، فقام وصلى بهم
الركعتين والإمام يخطب. بعد الصلاة دار نقاش بعدم صحة الصلاة
ومنهم من قال الصلاة صحيحة. نرجو تكرم فضيلتكم بالإجابة وما
مدى صحة الصلاة من عدمه. وفقكم الله لكل خير والسلام عليكم.
 
الإجابة
صلاة العيد فرض كفاية؛ إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن
الباقين، وفي الصورة المسئول عنها: حصل أداء الفرض من الذين
 صلوا أولاً -الذين خطب بهم الإمام- ومن فاتته وأحب قضاءها
استحب له ذلك، فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها، وبهذا
قال الإمام مالك والشافعي وأحمد والنخعي وغيرهم من أهل العلم.
والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
 
(إذا أتيتم الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار
فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا )
 
 وما روي عن أنس رضي الله عنه أنه كان إذا فاتته صلاة العيد
مع الإمام جمع أهله ومواليه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه
فيصلي بهم ركعتين، يكبر فيهما. ولمن حضر يوم العيد والإمام
يخطب أن يستمع الخطبة ثم يقضي الصلاة بعد ذلك حتى يجمع
بين المصلحتين.

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

انتهى رمضان


انتهى رمضان وهو يعلمنا أن القلب المعمور بالإيمان، المنساق إلي الحق،
المنطلق إلي الصواب، لا يخرج منه إلا ما ينفع البلاد والعباد،
لا يخرج منه إلا ما يعبد الطريق إلي الله، لا يخرج منه إلا ما يرعي العهود،
الذين يتعاونون في رمضان علي البر والتقوى، يجمعون الزكوات،
ويوزعونها علي الفقراء والمساكين،
يقيمون تكافلاً لأفراد المجتمع غير القادرين فيمثلون حلقة الوصل
بين الأغنياء والفقراء، إنهم يبغون الأجر من الله،
يعتزون بإسلامهم ويفرحون بطاعة ربهم، فيرفع الله أعمالهم،
ويصعد إلي الله كلمهم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 
( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا
نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة،
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة،
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..)

الخميس، 24 يوليو 2014

اكتب اسمك تطلعلك وجبتك المفضلة


http://www.foodpersonality.com/en/?n=sa
الطريقة
اكتب اسمك؟
واسم عائلتك؟
تطلعلك وجبتك المفضلة.

أيها الأخ المبتلى


أيها الأخ الحبيب: يا من زاره المرض، وسكن ببدنه البلاء، يا من يعاني الألم، ويقاسي الشدة؛ اعلم أن المرض هو سبيل كل بني آدم من ذكر وأنثى، لا يفر منه غني بغناه، ولا يدفعه قوي بقوته وجاهه، كيف لا وقد مرض الأنبياء، وعانى من المشقة الأولياء، وتعب الحكماء، وقاسى الألم الشعراء، والأغنياء والفقراء، والأذكياء والأغبياء.
هذا سيد الأولياء، وخير الأنبياء، أجلُّ الرسل، وأكرم الخلق؛ يقول عنه عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه -: "دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكًا شديدًا؟ قال: ((أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم)) قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: ((أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكةٌ فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيآته كما تحط الشجرة ورقها))1.
فإذا كان أجلُّ الخلق يوعك هكذا فكل مرض يهون بعد مرضه - صلى الله عليه وسلم -، وكل مصيبة بعده تهون، بل إن قوة المرض يدل على قوة إيمان صاحبه - إن كان مسلمًا مستقيمًا - كما جاء عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو موعوك عليه قطيفة، فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة، فقال أبو سعيد: ما أشد حماك يا رسول الله، قال: ((إنا كذلك، يشتد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر)) فقال: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: ((الأنبياء ثم الصالحون، وقد كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يجوبُها - يقطعها - فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحًا بالبلاء مِن أحدكم بالعطاء)).

معنى القناعة لغةً واصطلاحًا

معنى القناعة لغةً:
القناعة مصدر قنِع، بالكسر، يقنَع قُنوعًا وقناعةً إذا رضي، وقَنَعَ، بالفتح،
 يقنَع قُنوعًا إذا سأل، والقُنوع: الرضا باليسير من العطاء.
وقال بعض أهل العلم: إن القُنوع قد يكون بمعنى الرضا،
والقانع بمعنى الراضي، وهو من الأضداد. وسمِّيت قناعةً؛
 لأنه يقبل على الشيء الذي له راضيًا
 
 
معنى القناعة اصطلاحًا:
القناعة: هي الرضا بما أعطى الله
 
وقال السيوطي:
 [ القناعة: الرضا بما دون الكفاية، وترك التشوُّف إلى المفقود،
 والاستغناء بالموجود ]
 
وقال المناوي:
[ هي: السكون عند عدم المألوفات. وقيل: الاكتفاء بالبلغة.
وقيل سكون الجأش عند أدنى المعاش. وقيل: الوقوف عند الكفاية ]

أخطاء في ‫‏السحور


تناولُ السَّحُور من السنن التي حث عليها رسول الله عليه وسلم،
وقد جاء في ذلك قوله:
( تسحروا، فإن في السحور بركة )
رواه البخاري ومسلم.
وقد فرط بعض المسلمين في هذه السُّنَّة، وأفرط البعض الآخر فيها،
فوقعوا في أخطاء نشير إليها تاليًا:
‫‏ أولاً:
ترك بعض الناس السحور، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم
كان من هديه السحور، ثم إنه قد حث عليه وجعله فارقًا بين صيامنا
وصيام أهل الكتاب،
يقول عليه الصلاة والسلام:
( تسحروا؛ فإن في السحور بركة )
متفق عليه،
ويقول عليه الصلاة والسلام:
( فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السَّحَر )
رواه مسلم،
وبناء على هذه الأحاديث التي اشتملت على فضائل السحور،
فإن في السحور عونًا على الصيام، فلا ينبغي تركه.
‫# ‏ثانيًا:
تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة
أو ساعتين، وهو خلاف السنة؛
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور )
رواه الطبراني وصححه الألباني.
والسنة أن يكون السحور في وقت السَّحَر قبيل طلوع الفجر بقليل؛ ومنه
سمي السحور سحورًا،
فعن أنس رضي الله عنه
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحَّرَا،
فلما فرغا من سَحُورهما قام النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الصلاةِ
فصلَّى، فسُئِل أنس: كم كان بين فراغِهما من سَحُورهما ودخولهما
في الصلاة؟ قال: "قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية")
رواه البخاري.
‫#‏ ثالثًا:
الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء، والواجب
أن يحتاط العبد لصومه، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن.
‫#‏ رابعًا:
الإفراط في تناول طعام السَّحور، حيث إن الإفراط في تناول السَّحور
يؤدي إلى خمول الجسم، وهذا بدوره يفضي إلى التثاقل عن أداء
الواجبات، وهو ما ينافي الحكمة من الصوم وهي كسر شهوة البطن
والفرج والسحور إذا كثر فإنه ينافي هذه الحكمة.
قال الحافظ بن حجر:
والصواب أن يقال ما زاد في المقدار حتى تنعدم هذه الحكمة بالكلية فليس
بمستحب كالذي يصنعه المترفون من التأنق في المآكل وكثرة الاستعداد
لها، ويحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب وقد
أخرج أحمد من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: السحور بركة فلا تدعوه
ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون
على المتسحرين.
‫# ‏خامسًا:
النوم بعد تناول السَّحور مباشرة، وهو من العادات السيئة، حيث إنه
يجلب على صاحبه أضرارًا صحية، فضلًا عما فيها من تضيعٍ لصلاة الفجر
مع الجماعة، ومخالفةٍ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكوث
في المسجد بعد صلاة الفجر؛ لذكر الله إلى أن تطلع الشمس.