السبت، 25 مايو 2019

فوائد الصيام المنتظم


من عجائب الدعاء (19)


من عجائب الدعاء (19)



لخالد بن سليمان بن علي الربعي

بين أبي مسلم وامرأة

بين ابن المنكدر ورجل يدعو الله



بين أبي مسلم وامرأة



عن عثمان بن عطاء قال : كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل منزله سلَّم،

فإذا بلغ وسط الدار كبر وكبرت امرأته، قال : فيدخل فينزع

ردائه وحذائه، فتأتيه بطعامه فيأكل، فجاء ذات ليلة فكبر فلم تجبه،

ثم أتى باب البيت فكبر وسلم فلم تجبه، وإذا البيت ليس فيه سراج

وإذا هي جالسة بيدها عود في الأرض تقلب به فقال لها : مالك ؟

فقالت : الناس بخير وأنت أبو مسلم لو أنك أتيت معاوية – رضي الله عنه –

فيأمر لنا بخادم، ويعطيك شيئًا نعيش به فقال : اللهم من أفسد علي

أهلي فأعم بصره، قال : وكانت معها – قبل قليل – امرأة فقالت لها :

أنت امرأة أبي مسلم فلو كلمت زوجك يكلم معاوية – رضي الله عنه –

ليخدمكم ويعطيكم. قال: فبينا هذه المرأة في منزلها، والسراج يزهر،

غذ أنكرت بصرها فقالت : سراجكم طفيء ؟ قالوا : لا، قالت : إن الله

أذهب بصري فأقبلت كما هي إلى أبي مسلم فلم تزل تناشده الله

– عز وجل –

وتطلب إليه قال : فدعا الله – عز وجل – فرد عليها بصرها، ورجعت

المرأة إلى حالها التي كانت عليه

(كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ) .



بين ابن المنكدر ورجل يدعو الله



قال محمد بن المنكدر – رحمه الله – إني لليلة مواجه هذا المنبر في

جوف الليل أدعو، إذا إنسان الأسطوانة مقنعًا رأسه فأسمعه يقول :

أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا

سقيتهم قال : فما كان إلا ساعة، فإذا سحابةٌ قد أقبلت، ثم أرسلها الله

وكان عزيزًا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحدٌ من أهل الخير،

فقال : هذا بالمدينة ولا أعرفه !! فلما سلم الإمام تقنع، وانصرف،

وأتبعته، ولم يجلس

للقاص حتى أتى دار أنس، فدخل موضعًا ففتح ودخل قال : ورجعت فلما

سبحت أتيت، فقلت : أدخل ؟ قال : أدخل، فإذا هو يُنجِّر أقداحًا، فقلت :

كيف أصبحت – أصلحك الله - ؟ قال : فاستشهرها وأعظمها مني، فلما

رأيت ذلك قلت : إني سمعت إقسامك البارحة على الله، يا أخي هل لك من

نفقة تغنيك عن هذا أو تفرغك لما تريد هذه الآخرة ؟ قال : لا، ولكن غير

ذلك لا تذكرني لأحد، ولا تذكر لأحد حتى أموت، ولا تأتني يا بن المنكدر،

فإنك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت : إني أحب أن ألقاك، قال القني في

المسجد قال : وكان فارسيًا فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل

قال ابن وهب : بلغني أنه انتقل من تلك من الدار فلم ير ولم يدر أين ذهب.

فقال أهل تلك الدار : الله بيننا وبين ابن المنكدر أخرج عنا ذلك الرجل

الصالح

(سير أعلام النبلاء) .


تلاوة القرآن للمفطر


تلاوة القرآن للمفطر

السؤال
هل تلاوة القرآن في رمضان وأنا مفطر تحسب؟.

الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالفطر في رمضان إذا كان بعذر شرعي لا يؤثر على عمل المسلم،
فأجر عمله محسوب له في كل وقت، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن
عملا، وتلاوة القرآن الكريم أجرها عظيم وثوابها جزيل في كل وقت وعلى
كل حال، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها،
لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف )
. رواه الترمذي وغيره، وصححه الشيخ الألباني.

وخاصة في رمضان الذي تضاعف فيه الحسنات، كما يومئ إليه ما رواه
الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( أفضل الصدقة صدقة في رمضان )
وتكلم بعض أهل العلم في سنده.

ومن ذلك ما رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال:

( عمرة في رمضان تعدل حجة ).

وقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع فتاويه: الأدلة الشرعية
على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل رمضان،
وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين.. اهـ

أما إذا كان الفطر بغير عذر، فإنه كبيرة من الكبائر، وصاحبه عاص بفطره
وعليه وزر معصيته، وله أجر طاعته وتلاوته، لأن جهة النهي عن الفطر
في رمضان منفكة عن جهة الترغيب في تلاوة القرآن وعمل الطاعات،
فيكون مثل الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تكتب عليه سيئاته كما
تكتب له حسناته، ويدل لهذا عموم قول الله تعالى في الآية الجامعة الفاذة:

{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }{الزلزلة:7}.

والله أعلم.
المصدر إسلام ويب

الصيام والإبداع


تذكر عطش يوم القيامة

تذكر عطش يوم القيامة

على العصاة الذين لا يصمون بغير حجة أن يتذكروا جوع وعطش يوم
القيامة ذلك اليوم الذي يوازي ألف سنة من سنين الدنيا، فإذا كنت أيها
العاصي لا تتحمل سويعات من الحر الشديد والعطش كما تدعي؟ فكيف يكون
حالك في عرصات يوم القيامة وأنت في حالة يرثى لها، وهل ينفع الندم
وهل ينفع التمني بالرجوع إلى الدنيا لتدارك الأخطاء؟ فاترك قرينك السوء
وتب إلى بارئك ومنعمك.

تأخير الفطر لأجل الدعاء

تأخير الفطر لأجل الدعاء

السؤال
أولاً أودّ أن أشكركم على جهدكم. بِسْم الله الرحمن الرحيم إن من مواقع إجابة
الدعاء: دعوة الصائم عند فطره. وأنا كنت صائمة لقضاء رمضان الذي علي.
ولكن قبل أن أفطر أجلس وأدعو ربي، ولا أنتهي من الدعاء إلا إذا كبر لصلاة
المغرب، ثم أفطر؛ لأني أطول الدعاء. وعندما أفطر عند التكبير للصلاة،
يكون النور لا يزال موجودا، فلم يذهب وقت المغرب. وعندما قرأت أنه يجب
علي تقديم الفطر، في اليوم التالي أفطرت عندما سمعت الأذان مباشرة.
في الأيام التي أفطرتها عند التكبير. هل يلزم علي إعادتها، علما
بأنني مصابة بالوسواس؟

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتعجيل الفطر سنة غير واجب، باتفاق العلماء.

قال النووي رحمه الله: فَاتَّفَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ مِن الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ السَّحُورَ
سُنَّةٌ، وَأَنَّ تَأْخِيرَهُ أَفْضَلُ. وَعَلَى أَنَّ تَعْجِيلَ الْفِطْرِ سُنَّةٌ بَعْدَ تَحَقُّقِ غُرُوبِ
الشَّمْسِ. وَدَلِيلُ ذَلِكَ كُلُّهُ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ، وَلِأَنَّ فِيهِمَا إعَانَةً عَلَى الصَّوْمِ،
وَلِأَنَّ فِيهِمَا مُخَالَفَةً لِلْكُفَّارِ، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورِ فِي الْكِتَابِ،
وَالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي سَأَذْكُرُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى: فَصَلَ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا
وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ. وَلِأَنَّ محل الصوم هو الليل، فَلَا مَعْنَى لِتَأْخِيرِ
الْفِطْرِ وَالِامْتِنَاعِ مِن السَّحُورِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ. وَلِأَنَّ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ صَارَ
مُفْطِرًا، فَلَا فَائِدَةَ فِي تَأْخِيرِ الْفِطْرِ. انتهى.

فإذا علمت هذا، فإن تأخيرك الفطر بعض الوقت لأجل الدعاء لا يفسد به
صومك، ولا يوجب عليك القضاء؛ وإن كان خلاف السنة؛ كما ذكرنا،
فلا تعيدي شيئا من تلك الأيام؛ فإن صومك فيها صحيح إن شاء الله.

المصدر إسلام ويب




الصيام علاج مجاني


من عجائب الدعاء (15)


من عجائب الدعاء (15)


دعاء يونس – عليه السلام - :


قال تعالى :

{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ

أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ

وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }

[الأنبياء: 87-88] .



ذكر المفسرون تفسير هذه الآية فقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - :

( وذلك أن يونس بن متى – عليه السلام – بعثه الله إلى أهل نينوى ...

فدعاهم إلى الله – تعالى – فأبوا عليه، وتمادوا على كفرهم، فخرج

من بين أظهرهم مغاضبًا لهم؛ ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلما تحققوا

منه ذلك، وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم،

وأنعامهم ومواشيهم، وفرقوا بين الأمهات وأولادهن، ثم تضرعوا إلى

– عز وجل – وجاءوا إليه ورغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر

وأولادها، وثغت الغنم وسخالها، فرفع الله عنهم العذاب ...

وأما يونس – عليه السلام – فإنه ذهب، فركب مع قوم في سفينة،

فلججت بهم، وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه

من بينهم يتخففون منه، فوقعت القرعة على يونس فأبوا

أن يلقوه، ثم أعادوا القرعة فوقعت عليه أيضًا فأبوا، ثم

أعادوا فوقعت عليه أيضًا، قال الله :

{ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ }

[الصافات: 141] ...

فقام يونس – عليه السلام – وتجرد من ثيابه،

ثم ألقى بنفسه في البحر) (تفسير ابن كثير) .

قال تعالى :

{ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ }

[الصافات: 142] .


وقد أوحى إليها الله ألا تأكله قال تعالى :

{ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }

[الأنبياء: 87-88] .

دعـاء نمـلة :

صح أن سليمان – عليه السلام – قد أوتي منطق الطير،

وقد خرج مرة يستسقي بالناس، وفي طريقه رأى نملة رفعت رجليها تدعوا الله –

عز وجل – بالغيث، فقال سليمان – عليه السلام - : أيها الناس،

عودوا فقد كفيتم بدعوة غيركم، فأخذ الغيث ينهمر بدعاء تلك النملة.

ترانيم نبيل جلهوم (64)


من عجائب الدعاء (16)

من عجائب الدعاء (16)


دعاء زكريا – عليه السلام - :



قال – عز وجل - :

{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ

سَمِيعُ الدُّعَاءِ }

[آل عمران: 38] .



وقال – جل وعلا - :

{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ *

فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ }

[الأنبياء: 89-90]

بعد أن دعا نبي الله زكريا – عليه السلام – ربه – عز وجل – بأن

يهب له ذرية طيبة، استجاب الله له، ووهب له يحيى – عليه السلام –

بعدما كبر زكريا – عليه السلام – لما رأى أن الله – تعالى –

يرزق مريم – عليها السلام – كما قال تعالى :

{ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى

لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

[آل عمران: 37].



عند ذلك دعا الله – عز وجل – فاستجاب الله له، وأصلح له زوجه .



دعاء عيسى – عليه السلام - :



قال – تعالى - :

{ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا

عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ

إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ }

[المائدة: 114-115]

دعا عيسى – عليه السلام – بهذه الدعوة بعد أن قال له الحواريون :

{ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ

كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

[المائدة : 112]

فاستجاب الله – سبحانه وتعالى – له دعوته .



دعاء في طريق الهجرة :



دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على سراقة بن مالك لما لحق

بالنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر – رضي الله عنه – في طريقهما للهجرة؛

لكي يأخذ مائة من الإبل؛ لأن قريشًا جعلت لمن يقتله أو يأسره ذلك،

فقال أبو بكر – رضي الله عنه - : يا رسول الله، هذا فارس قد لحق بنا،

فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

( اللهم اصرعه )

فساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة :

ادع لي، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنجت الفرس وخرجت

، ثم إن سراقة أسلم بعد سنوات – رضي الله عنه - .



ترانيم نبيل جلهوم (63)


تصفيد الشياطين في رمضان

تصفيد الشياطين في رمضان



السؤال

إن الشياطين تصفد في رمضان. فكيف ظهر شيطان

لأبي هريرة في رمضان؟





الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



فظاهر حديث أبي هريرة يدل على أن الشيطان ظهر له في رمضان، لأنه كان

موكلا بصدقة الفطر وكانوا يجمعونها قبل يوم الفطر. ففي مرقاة المفاتيح

شرح مشكاة المصابيح :وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:



( وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ)، أَيْ بِجَمْعِ

صَدَقَةِ الْفِطْرِ لِيُفَرِّقَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْفُقَرَاءِ،

وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ فِي حِفْظِهَا، أَيْ فَوَّضَ إِلَيَّ ذَلِكَ. انتهى.



وقال الحافظ ابن حجر عند ذكر فوائد قصة أبي هريرة وما يؤخذ من

الحديث: وَفِيهِ جَوَازُ جَمْعِ زَكَاةِ الْفِطْرِ قَبْلَ لَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَتَوْكِيلِ الْبَعْضِ

لِحِفْظِهَا وَتَفْرِقَتِهَا. انتهى.

وفي شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العثيمين عند شرح

الحديث المذكور: هذه القصة قصة عجيبة عظيمة، وذلك لأن النبي

صلى الله عليه وسلم وكل أبا هريرة رضي الله عنه على صدقة رمضان يعني

الفطر يحفظها وكانوا يجمعونها قبل العيد بيوم أو يومين، وكان أبو هريرة

وكيلا عليها، وفي ليلة من الليالي جاء رجل يحثو من الطعام فأمسكه

أبو هريرة وقال لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.



ولم نجد من أهل العلم من ذكر وجه الجمع بين ظهورالشيطان لأبي هريرة

وبين الحديث الوارد في تصفيد الشياطين في رمضان، لكن الظاهر أن

لا تعارض بين الأمرين، فقد ذكر العلماء أن التصفيد قد يكون خاصا بمردتهم

أو بعضهم أوالمراد به تقليل شرورهم وبالتالي فلا مانع من محاولة من سلم

منهم من التصفيد الإضرار بالإنس وبهذا يرتفع الإشكال.



قال الحافظ ابن حجر: وقال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره يعني

تصفيد الشياطين: فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان

كثيراً، فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك: فالجواب: أنها إنما تُغَلُّ عن

الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه، أو المصفد بعض

الشياطين وهم المردة لا كلهم، كما تقدم في بعض الروايات، أو المقصود

تقليل الشرور فيه، وهذا أمر محسوس، فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره،

إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية، لأن لذلك أسباباً

غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية. انتهى.




المصدر إسلام ويب

الجمعة، 24 مايو 2019

رمضان فرصتك للإقلاع عن التدخين


من عجائب الدعاء (14)

من عجائب الدعاء (14)



دعاء أيوب – عليه السلام - :



قال – تعالى - :

{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا

لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا

وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }

[الأنبياء: 83-84] .



قال ابن كثير – رحمه الله - :

( يذكر الله – تعالى – عن أيوب – عليه السلام – ما كان أصابه من البلاء

في ماله، وولده وجسده، وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث،

شيء كثير وأولاد ومنازل مرضية، فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره،

ثم ابتلي في جسده ... ولم يبق فيه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر

بهما الله – عز وجل – حتى عافه الجليس، وأفرد في ناحية من البلد،

ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه سوى زوجته، كانت تقوم بأمره،

ويقال إنها احتاجت، فصارت تخدم الناس من أجله ...

وقد كان نبي الله أيوب – عليه السلام – في غاية الصبر وبه يضرب المثل )

(تفسير القرآن سورة الأنبياء) .



ثم ذكر ابن كثير – رحمه الله – بعد ما ساق الروايات في القصة قال:

( فعند ذلك دعا الله – عز وجل – فقال :

{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }

[الأنبياء : 83] )

(تفسير القرآن سورة الأنبياء) .



وبعد أن دعا الله – عز وجل – بعد ذلك البلاء الذي مكث فيه ثماني عشر سنة،

وقيل : سبع سنوات، وقيل ثلاث سنوات، دعا ربه – عز وجل - :

{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً

مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }

[الأنبياء: 83] .

أفضل غذاء للصائم


من عجائب الدعاء (13)

من عجائب الدعاء (13)

دعاء يوسف – عليه السلام - :



قال – تعالى – عن يوسف – عليه السلام - :

{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ

أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ

إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

[يوسف: 33-34]

قال ذلك – عليه السلام – بعد ما راودته امرأة العزيز على نفسه،

فاعتصم بالله – تعالى – وقال معاذ الله بعد ما أشيع في المدينة من

قبل النساء بقولهن :

{ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ...}

[يوسف: 30]

فجمعتهن امرأة العزيز وأمرت يوسف بالدخول عليهن،

فتعجبن من جماله فقالت لهن :

{ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ

مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ }

[يوسف: 32]

فعند ذلك دعا يوسف الله – عز وجل – بأن يصرف عنه كيدهن،

فاستجاب الله له، وصرف عنه كيدهن إنه هو السميع لدعاء من

دعاه العليم بحاله .



دعاء موسى – عليه السلام - :



قال تعالى :

{ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا

رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ

فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا }

[يونس: 88 - 89] .



قال ابن كثير – رحمه الله - :

( استجاب الله لموسى – عليه السلام – ومن معه، وأهلك فرعون

وقومه بالغرق )

( تفسير القرآن العظيم – بتصرف - ) .




العيد والإخاء

العيد والإخاء

جاء العيد أيها المسلمون - ليرسم على الشفاه معاني الحب، ويكتب في حياة

المسلمين حياة من الإخاء الصادق، يقول:

( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،

يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ).

والسؤال الذي يطرح نفسه في ساحة العيد بالذات: القلوب المتنافرة

أما آن لها أن تتصافح؟! أما زالت مصرة على معاندتها للفطر السوية؟!

أما زال الكبر يوقد ضرامها ويشعل فتيل حقدها؟! ألا يمكن أن ينجح العيد

في أن يعيد البسمة لشفاه قد طال شقاقها؟! إن هذه القلوب يُخشى عليها

إن لم تُفلح الأعياد في ليّها للحق فإن لفح جهنم قد يكون هو الحل الأخير

القادر على كسر مكابرتها ولي عناقها.

إلى متى هؤلاء يصمّون آذانهم عن قول رسول الهدى:

وإن لم يُفلح العيد في تحليل صلابة هذه القلوب فوعيد الله تعالى غير بعيد

حين قال في كتابه الكريم:

{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }

[محمد: 22-23].

عباد الله، كل عام أنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال.

ترانيم نبيل جلهوم (59)


من عجائب الدعاء (12)

من عجائب الدعاء (12)

دعاء إبراهيم – عليه السلام - :



قال – تعالى - :

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }

[إبراهيم: 35] .



قال ابن كثير – رحمه الله -: ولقد استجاب الله له فقال تعالى:

{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا }

[العنكبوت: 76] .



وقال تعالى :

{ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ }

[إبراهيم: 37] .



قال ابن كثير – رحمه الله - : وقد استجاب الله ذلك كما قال :

{ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا

آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا }

[القصص: 57] .



وهذا من لطفه – تعالى – وكرمه، ورحمته وبركته، أنه ليس في البلد

الحرام مكة شجرة مثمرة، وهي تجبي إليها ثمرات ما حولها، استجابة

لدعاء الخليل – عليه السلام - (تفسير ابن كثير – رحمه الله -) .



فاستجاب الله – جل وعلا – لخليله إبراهيم – عليه السلام – وهو في

مواضع كثيرة مطولة، وهكذا جميع الأنبياء فإن دعاءهم مستجاب؛

لأنهم حققوا أسباب استجابة الدعاء، ولذلك قال تعالى عن إبراهيم –

عليه السلام - :

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ

إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }

[إبراهيم : 39]

قال ابن كثير في تفسيره :

( أي أنه يستجيب لمن دعاه ) .



دعاء يعقوب – عليه السلام - :



فقد يعقوب – عليه السلام – ابنه يوسف – عليه السلام – وحزن عليه

حزنًا عظيمًا كما قال تعالى :

{ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ

فَهُوَ كَظِيمٌ }

[يوسف: 84]

ثم فقد أخاه لما وضع في رحله صواع الملك بتدبير من يوسف –

عليه السلام – فرجعوا إلى أبيهم وأخبروه، فقال يعقوب – عليه السلام - :

{ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ

جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ

وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ

حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي

إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا

فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ

إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }

[يوسف: 83-87] .



فاستجاب الله – سبحانه – له فرد عليه يوسف وأخاه وأبصر بعد ما

وضع عليه قميص يوسف – عليه السلام – واستغفر لإخوته،

وذهبوا إلى مصر جميعًا، وكانت هذه عاقبة الصبر .

درس اليوم 02

ماذا يجب عليك في صوم رمضان؟



الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمدٍ

وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، وبعد :



فإن صيام رمضان عبادة عظيمة فعلى المسلم أن يهتم بها غاية الاهتمام ،

ومما يجب على المسلم لصيام رمضان ولكل صوم واجب ما يلي :



1- أن يُبيِّت نية الصيام من الليل : (من أي جزء من الليل) ،

ولو أكل بالليل سحوراً أو غيره بنية أن يصوم غداً فقد بيَّت النية من الليل ،

وقد قال صلى الله عليه وسلم :

( مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ ) رواه النسائي (صحيح).

فيا أيها المسلم : بيِّت النية لكل يوم لما مرّ في الحديث ،

ولأن كل يوم عبادة مستقلة فيجب التبييت له .



2- أن يمسك عن جميع المفطرات ، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب

الشمس : (حتى تغرب الشمس) بنية التعبد لله عز وجل ،

وقد قال صلى الله عليه وسلم :



( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ )

رواه الشيخان .



3- أن يتجنب المفطرات (يجب) ، وهذه المفطرات هي أنواع :

الأول : الجماع بإيلاج الذكر في الفرج : وهو أعظم أنواع المفطرات

وأعظمها إثماً ، فمن جامع في نهار رمضان ، والصوم واجبٌ عليه فإنه

يلزمه القضاء والكفارة والتوبة إلى الله تعالى ،كما جاء في حديث الرجل

الذي وقع بامرأته في رمضان ، فقال له صلى الله عليه وسلم :



( أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ مَا أَجِدُهَا قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ

قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا )

رواه الشيخان .



الثاني من المفطرات : إنزال المني باختياره : بتقبيل ، أو مباشرة ،

أو لمس ، أو استمناء ونحو ذلك ، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي :



( يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي )

رواه البخاري.



أما المباشرة والتقبيل واللمس بدون إنزال فلا يفطر به ، لقول عائشة رضي الله عنها:



( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ

وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ )

رواه الشيخان. وأما الإنزال بالاحتلام أو بالتفكير المُجرّد فلا يفطر به .


الثالث : الأكل أو الشرب : من الفم أو الأنف ، أيّاً كان المأكول أو المشروب ،

وقد قال تعالى :



{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ

مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }

[البقرة: 187].



وقال صلى الله عليه وسلم للقيط رضي الله عنه :



( وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا )

رواه أهل السنن (صحيح).



الرابع : ما كان بمعنى الأكل أو الشرب : وهو حقن الدم في الصائم ؛

لأن الدم يغذي البدن ، والإبر المغذية ، وأما غير المغذية فلا يفطر بها .



الخامس : إخراج الدم بالحجامة : وكذلك سحب الدم الكثير ،

لقوله صلى الله عليه وسلم :



( أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ )

رواه أحمد وأبو داود (صحيح). أما إخراج الدم اليسير للتحليل ،

والرعاف ، والنزيف ، وقلع السن ، والجرح فلا يفطِّر .



السادس : التقيؤ عمداً : لقوله صلى الله عليه وسلم :



( مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ )

رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة (صحيح) .



السابع : خروج دم الحيض والنفاس :

لقوله صلى الله عليه وسلم في المرأة :



( أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ )

رواه البخاري.

فيجب على الصائم تجنب المفطرات إلا ما ليس في اختياره

،كالحيض والنفاس .



الثامن : نية الفطر : لقوله صلى الله عليه وسلم :



( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ )

رواه الشيخان .



كل المفطرات التي باختيار الصائم إنما يفطر بها إذا تناولها عالماً ، ذاكراً ،

مختاراً ، لا ناسياً أو مكرهاً ، أو جاهلاً ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :



( مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ )

رواه الشيخان.



لكن لا يبالغ الصائم في المضمضة والاستنشاق .



لا يفطر الصائم بالكحل ، وتقطير الدواء في أذنه ، أو في عينه ، أو دواء

في جرح حتى لو وجد طعمه في حلقه ، ولا يؤثر التسوك على الصوم ،

بل إن التسوك مشروعٌ في كل وقت للصائم ولغيره ، ويجوز للصائم

أن يخفف عنه شدة الحر والعطش بالتبرد بالماء ، أو الثوب المبلول بالماء ،

ولا كراهة في ذلك .



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين



باب وجوب صوم رمضان

حديث اليوم

) باب وجوب صوم رمضان)

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه

عن طلحة بن عبيد الله



( أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال

يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة فقال الصلوات الخمس

إلا أن تطوع شيئا فقال أخبرني ما فرض الله علي من الصيام فقال شهر

رمضان إلا أن تطوع شيئا فقال أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة فقال

فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام قال والذي أكرمك

لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق

أو دخل الجنة إن صدق )



الشروح

قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم . كتاب الصوم )

كذا للأكثر ، وفي رواية النسفي " كتاب الصيام " وثبتت البسملة للجميع ،

والصوم والصيام في اللغة : الإمساك ، وفي الشرع : إمساك مخصوص

في زمن مخصوص عن شيء مخصوص بشرائط مخصوصة . وقال صاحب

" المحكم " : الصوم ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام ، يقال

: صام صوما وصياما ، ورجل صائم وصوم . وقال الراغب : الصوم

في الأصل الإمساك عن الفعل ، ولذلك قيل : للفرس الممسك عن السير

صائم ، وفي الشرع : إمساك المكلف بالنية عن تناول المطعم والمشرب

والاستمناء والاستقاء من الفجر إلى المغرب .



قوله : ( باب وجوب صوم رمضان )

كذا للأكثر ، وللنسفي " باب وجوب رمضان وفضله " وقد ذكر أبو الخير

الطالقاني في كتابه " حظائر القدس " لرمضان ستين اسما ، وذكر بعض

الصوفية أن آدم - عليه السلام - لما أكل من الشجرة ثم تاب تأخر قبول توبته

مما بقي في جسده من تلك الأكلة ثلاثين يوما ، فلما صفا جسده منها تيب

عليه ففرض على ذريته صيام ثلاثين يوما ، وهذا يحتاج إلى ثبوت السند فيه

إلى من يقبل قوله في ذلك ، وهيهات وجدان ذلك .



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

حكم الشرب أثناء أذان الفجر


حكم الشرب أثناء أذان الفجر



السؤال

ما حكم من اعتاد ( وقد يتعمد أحياناً) على السحور قبل أذان الفجر،

وعند سماع الأذان ( أي أثناء الأذان) يبدأ بشرب الماء، وذلك استناداً منه

على رأي بعض العلماء بجواز الشرب أثناء الأذان. وكان رأيهم هذا باعتبار

وجود فرق بين موعد الأذان في التقويم، وموعد الفجر الحقيقي، مع علمه

أن الأحوط هو عدم الشرب أثناء الأذان، ولكن يتعمد فعل ذلك حتى يبتعد عن

قاعدة الأخذ بالأحوط، ويبتعد عن التشدد، وقلبه مرتاح لذلك. فما حكم ذلك ؟!

وهل يؤخذ بهذا الرأي على المطلق أم في حالات التأخر غير المتعمد في

السحور كالاستيقاظ متأخراً وغيرها ؟! وهل من يأخذ بالأحوط في هذا الأمر

وينهي سحوره وشرابه قبل الأذان مباشرةً يعتبر فعله من التشدد والغلو ؟!



الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



فيجب على الصائم الإمساك عن المفطرات بمجرد طلوع الفجر لا بعد انتهاء

الأذان، فإن كان المؤذن يؤذن على الوقت الصحيح، فإن الشرب أثناء أذان

الفجر لا يجوز، أما إن كان يؤذن قبل دخول الوقت، فلا حرج في الشرب

حتى تيقن دخول الوقت.



وعلى ذلك فمن كان يستند في هذا الفعل إلى القول بوجود فرق بين موعد

الأذان في التقويم وموعد الفجر الحقيقي، فلا حرج عليه في ذلك، وإن كان

الأحوط هو الابتعاد عن مواطن الخلاف، وليس تحري الخروج من الخلاف

تشددا ولا غلوا، بل ولا الإمساك قبل طلوع الفجر؛ لما في الصحيحين عن زيد

بن ثابت- رضي الله عنه- قال:



( تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة.

قلت : كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية ).



المصدر إسلام ويب

ترانيم نبيل جلهوم (58)


أليس الصيام كله خير؟

أليس الصيام كله خير؟



ربما ندرك مدى القوة الشفائية التي يتمتع بها الصيام،

ولذلك هذه العبادة كلها خير للإنسان... وربما ندرك لماذا قال تعالى:



{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

[البقرة: 184].....





يقول البروفسور Mark Mattson المتخصص بعلم أعصاب الشيخوخة،

إن الصيام يجبر الدماغ على إفراز بروتين نادر ومهم لصحة الإنسان وطول

عمره. فالعلماء اليوم متأكدون بنسبة 100 % أن الصيام يطيل العمر

(وهناك تجربة على الفئران تؤكد أن الصيام يزيد العمر حتى 40 % )!!

ويؤكد هذا الباحث أن تقليل كمية الطعام والشراب المستهلكة تؤدي إلى

تنشيط الخلايا وصيانة الكبد وتنظيف الأمعاء وتقوية القلب وتنشيط الدماغ

والذاكرة والتخلص من الوزن الزائد وتحسن ضغط الدم..



كشفت دراسة أمريكية جديدة أن الصيام المتكرر يخفض السعرات الحرارية،

ما يزيد من كمية الخلايا العصبية التي تنشط الأعصاب. وهذا يساعد على

شفاء الكثير من الأمراض. وكشفت الدراسة أن الصيام لمدة طويلة تصل

إلى عشرة أيام متتابعة مع اتباع نظام غذائي مبني على الخضروات يساعد

مريض التهاب المفاصل على تخفيف الآلام الناتجة عنها، كذلك الحال بالنسبة

للأمراض الخاصة بالقلب، وأن فوائد الصيام تظهر أيضاً

على مرضى ارتفاع ضغط الدم، في حال الصيام لمدة 12 يوماً.



وأشارت الدراسة إلى أن صيام يوم من كل شهر يخفض من خطورة المعاناة

من مرض السكر بنسبة 40%، حيث إن الجسم يفرز الكولسترول الذي

يستخدم الدهون كمصدر للطاقة بدلا من الجلوكوز،

مما يجعل الخلايا الدهنية في الجسم تنخفض!



تقول الدراسة إن الصوم يقي من بعض أمراض السرطان، وهو له نفس قدر

العلاج الكيماوي بالنسبة لسرطان الثدي والجلد والمخ، فالصيام لمدة خمسة

أيام يساعد على بطء نمو الأورام السرطانية، وإن المواظبة على اتباع نظام

للصوم يثبط نمو الخلايا السرطانية في الجسم.



إن هذه الفوائد تجعل من الصيام قوة هائلة لشفاء الأمراض. فالصوم المنتظم

وبخاصة يومين من كل أسبوع وكذلك شهر في السنة يخفض تأثير

الكولسترول الضار في الجسم، ويضبط مستوى السكر وكذلك يوازن معدل

ضغط الدم وينظم عمل القلب وهذه الأمراض تصيب معظم البشر وتؤدي إلى

نوبات قاتلة، ولذلك فإن الصوم يحدّ من هذه الأمراض وبالتالي يجعلك تتمتع

بحياة أفضل....



يقول العلماء إن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة يعطي فرصة

للنظام المناعي لممارسة مهامة بشكل أقوى، ويخفف الأعباء عن أجهزة

الجسد لأن الطعام الزائد يرهق الجسم، ولذلك وبمجرد أن تمارس الصوم،

فإن خلايا جسدك تبدأ بطرد السموم المتراكمة طيلة العام، وسوف تشعر

بطاقة عالية وراحة نفسية وقوة لم تشعر بها من قبل!



أظهرت دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم التغذية السريري أن

الصوم المتقطع المشابه للصوم عند المسلمين مهم جداً لعلاج بعض

الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين.



كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان

إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون

"الأديبونيسيتين" الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز

واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة

استجابة الأنسجة لهرمون الإنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم

للجلوكوز في الجسم.



كما كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية

البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر

رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان،

ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد

الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري.



أظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام

المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً،

بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم

المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات

في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.





أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع، في تأخير هرم الخلايا

الدماغية، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر. هذه الدراسة أجراها

المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية، حول تأثير

محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية

إلى النصف تقريباً، وتبين دور الصوم في تأخير هرم

الأنسجة الدماغية.



يقول البروفسور الألماني هانزديتليف فاسمان (مدير قسم جراحة الأعصاب

في مستشفى مونستر الجامعي) إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر

يعد "منشطاً للمخ". ويؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية

أو الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك

وبذور الكتان تمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة

التعرض للخرف أو السكتة الدماغية.



والسؤال... أليس الصيام كله خير؟



إذاً تأملوا معي قول الله تعالى:



{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

[البقرة: 184].



بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

الخميس، 23 مايو 2019

من عجائب الدعاء (11)

من عجائب الدعاء (11)

لخالد بن سليمان بن علي الربعي

دعاء الأنبياء

دعاء آدم – عليه السلام - :

عصى آدم – عليه السلام – ربنا – تبارك وتعالى – بأكله من الشجرة

التي نهاه أن يأكل منها، لأن إبليس – لعنه الله – أغراه بالأكل منها،

فكما قال – تعالى - :

{ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ

عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ

وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ }

[الأعراف: 22] .


وبعدها دعا آدم الله – تعالى – وطلب منه المغفرة والعفو ثم إن الله تاب

عليه كما قال عز وجل –

{ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }

[البقرة: 37]،

بل إن الله خصه بالاجتباء بقوله – سبحانه –

{ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى }

[طه: 122] .

دعاء نوح – عليه السلام - :

قال – تعالى - :

{ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا }

[نوح: 26] .

قال ابن كثير – رحمه الله – أي لا تترك على وجه الأرض منهم أحدًا،

ولا ديارًا، وهذه من صيغ تأكيد النفي ثم قال بعد ذلك فاستجاب الله له،

فأهلك جميع من في الأرض من الكافرين، حتى ولد نوح لصلبه الذي

اعتزل عن أبيه وقال :

{ قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ

اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }

[هود: 43] .

ونجي الله أصحاب السفينة الذين آمنوا مع نوح – عليه السلام –

وهم الذين أمره الله بحملهم معه (تفسير ابن كثير سورة نوح) .

ترانيم نبيل جلهوم (57)


الأصحاب في القرآن (10)

الأصحاب في القرآن (10)


14- صاحب الجنتين



- وهما صاحبين أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد جعلنا للكافر حديقتين

من أعناب ، وأحطناهما بنخل كثير، وأنبتنا وسطهما زروعًا مختلفة نافعة .

وقد أثمرت كل واحدة من الحديقتين ثمرها، ولم تُنْقِص منه شيئًا،

وشققنا بينهما نهرًا لسقيهما بسهولة ويسر. وكان لصاحب الحديقتين

ثمر و أموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث ،

و الغرور يملؤه : أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا . و دخل حديقته،

وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث ، و شكه في قيام الساعة،

فأعجبته ثمارها و قال : ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة،

وما أعتقد أن القيامة واقعة ، و إن فُرِضَ وقوعها -كما تزعم أيها

المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا

ومردًا؛ لكرامتي و منزلتي عنده . قال له صاحبه المؤمن ، و هو

يحاوره واعظًا له : كيف تكفر بالله الذي خلقك مِن تراب، ثم مِن نطفة

الأبوين ، ثم سَوَّاك بشرًا معتدل القامة والخَلْق؟ وفي هذه المحاورة دليل

على أن القادر على ابتداء الخلق، قادر على إعادتهم. لكن أنا لا أقول

بمقالتك الدالة على كفرك، وإنما أقول: المنعم المتفضل هو الله ربي

وحده ، ولا أشرك في عبادتي له أحدًا غيره . وهلا حين دخَلْتَ حديقتك

فأعجبتك حَمِدت الله، و قلت : هذا ما شاء الله لي ، لا قوة لي على

تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن

يعطيني أفضل من حديقتك ، و يسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على

حديقتك عذابا من السماء ، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم،

ولا ينبت فيها نبات ، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض،

فلا تقدر على إخراجه . و تحَقَّقَ ما قاله المؤمن، ووقع الدمار بالحديقة،

فهلك كل ما فيها ، فصار الكافر يُقَلِّب كفيه حسرةً وندامة على ما أنفق فيها ،

و هي خاوية قد سقط بعضها على بعض ، و يقول : يا ليتني عرفت

نِعَمَ الله وقدرته فلم أشرك به أحدًا . و هذا ندم منه حين لا ينفعه الندم .

ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به ،

و ما كان ممتنعًا بنفسه و قوته . في مثل هذه الشدائد تكون الولاية

و النصرة لله الحق ، هو خير جزاءً ، و خير عاقبة لمن تولاهم

من عباده المؤمنين .



التفسير الميسر

قال الله تعالى :

1 - { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }

الكهف34



قال الله تعالى :

2 - { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن

نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }

الكهف37

متى يجب الإمساك قبل الصيام؟


متى يجب الإمساك قبل الصيام؟



السؤال

هناك من يقول: إن الإمساك يكون عند أذان الفجر الثاني؛ استدلالاً بحديث

سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:



( إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم )



ـ علمًا بأن موعد أذان الفجر الرسمي، والذي بينه وبين إقامة الصلاة 30

دقيقة هو: 3:51 ص ـ وموعد الأذان الثاني قبل موعد الإقامة بـ 15 دقيقة،

أي الساعة ـ 4:07 ص ـ أرجو من فضيلتكم توضيح هذا الأمر

-بارك الله فيكم-.



الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإمساك عن المفطرات من أكل، وشرب، ونحوهما إنما يجب عند طلوع

الفجر الصادق، وليس بسماع الأذان من أي مصدر كان، قال تعالى:



{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ

مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }

{البقرة:187}.



فإذا كان الأذان الثاني عندكم يرفع عند طلوع الفجر, فيجب الإمساك عنده,

وإن كان هذا الأذان يتقدم عن طلوع الفجر، فلا يجب الإمساك, جاء في

مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: سئل فضيلة الشيخ –

رحمه الله تعالى-: نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيه قسم

يسمى: الإمساك ـ وهو يجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق، أو ربع

ساعة، فهل هذا له أصل من السنة أم هو من البدع؟ أفتونا مأجورين؟

فأجاب فضيلته بقوله: هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة

على خلافه؛ لأن الله قال في كتابه العزيز:



{ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ

ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ

تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }



ـ وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:



( إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم،

فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر )



ـ وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله عز وجل

فيكون باطلاً، وهو من التنطع في دين الله،

وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:



(هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون ). انتهى



وفي فتح الباري للحافظ ابن حجر: من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان

من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء

المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام،

زعمًا ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة. انتهى.



وقال الشيخ ابن عثيمين أيضًا في فتاوى اللقاء الشهري: لا شك أن الله

سبحانه وتعالى ربط الإمساك والإفطار بعلامات محسوسة أفقية، الإمساك

بطلوع الفجر، فمتى طلع الفجر ورأيته فأمسك سواء أذن أم لم يؤذن، ومتى

أذن ولم يتبين الفجر فلك الأكل، لكن من المعلوم أننا الآن لا يمكن أن نشاهد

الفجر؛ لأن البلد مضيئة بالأنوار، والناس أكثرهم في الحجر لا يشاهدونه،

فمن باب الاحتياط أنك إذا سمعت المؤذن فأمسك، ولكن لا حرج عليك

أن تأكل اللقمة التي في يدك، أو تشرب الكأس الذي في يدك. انتهى.


المصدر إسلام ويب

درس اليوم 01

درس اليوم

في استقبال الشهر الكريم

الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده ،
نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، وبعد :

فإنّ شهر رمضان شهر مبارك ، فعلى المسلم أن يستغلّه في كل ما يقرِّبه
إلى ربه من أعمال الخير ، وأن ينتهي العبد عن كل الشرور والآثام .

فيا أيها العبد المسلم :
1- أقبل على كل خير في هذا الشهر (رمضان) ، واجتهد ، وسابق ، وسارع
إلى فعل الحسنات طالباً ما عند الله من الثواب العظيم ، وليكن ذلك من أول
ليلةٍ من رمضان ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :

( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا
بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ... الحديث )
رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .

وفي روايةٍ :
( وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَمْسِكْ )
رواه النسائي وغيره.

2- أيها المسلم : استجب لهذا المنادي كلّ ليلة ، واجتهد في أن تقدم لآخرتك
أعمالاً صالحةً ، فإنّ العمر قليل ، والرحيل من الدنيا قريب ، والله اعلم
هل تعيش إلى رمضان المقبل أم لا ، فشمِّر عن ساعد الجد في التقرب إلى الله
ﻷ بقراءة القرآن ، والتسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، والدعاء والصدقات ،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتعليم الناس الخير ، وإصلاح القلب
واللسان والجوارح ، والانخراط في طلب العلم ، والدعوة إلى الله ﻷ ،
والسعي في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وفي تعليم القران الكريم وتعلُّمه ،
وفي ما ينفع الناس ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :

( وخَيرُ النَّاسِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ)
رواه الطبراني في الأوسط (صحيح) .

3- أيها المسلم : وأنت في هذا الشهر الكريم (رمضان) عُدْ إلى نفسك
فحاسبها قبل أن تموت ، وتزيَّن للعرض الأكبر ، وقد قال عمر رضي الله عنه :

( حاسبوا أنفسكم قبل تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل إن توزنوا
فانه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم
وتزينوا للعرض الأكبر " يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " )
ذكره الترمذي .

4- أيها المسلم : وأنت في هذا الشهر الكريم (رمضان) ، وهو شهر
المسارعة إلى الخيرات ، فتُب إلى الله ﻷ توبة صادقة ، وقد قال الله تعالى :

{ يا أيها الذين آمَنُواْ توبوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً عسى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ... الآية ﴾
[ التحريم : 8 ].

ولتكن توبتك خالصةً لوجه الله تعالى ، ومن جميع الذنوب ، وأقبل على الله
خائفاً منه ، راجياً له ، محباً له ، عاملاً بأمره ، منتهياً عن نهيه ،
وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ )
رواه ابن ماجه (حسن) .

بل إن الله جلّ وعلا يُبدِّل سيئات التائب حسنات ، كما قال تعالى :

{ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
[ الفرقان: 70 ].

5- أيها المسلم : ليكن دخول شهر رمضان عليك بأن تقوم في هذا الشهر
قومةً نشيطةً ، وعزمةً كبيرةً على التوجه إلى ربك ، والإنابة إليه ، وتغيير
حالك من الغفلة والإعراض إلى الإقبال والمنافسة في كل خير ، وطلب النجاة
من عذاب الله ، وبذل الأسباب التي يدخل بها العبد الجنة ، وتُرفع بها درجته
عند الله ، وينجو بها من النار ، ولتكن ممن أفاق من رقدته ، فسعى في حياة
قلبه بذكر الله ، وشكره ، والتقرب إليه ، وطلب ما عنده من الأجر العظيم ،
والنظر إلى الدنيا أنها ذاهبةٌ مُضمحلة ،

{ وَمَا الحياة الدنيآ إِلاَّ مَتَاعُ الغرور }
[ الحديد : 20 ].

ولتكن ممن يتقي الدنيا وغرورها ، ويطلب الآخرة ، وهي خيرٌ وأبقى ،
وقد قال صلى الله عليه وسلم :

( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ )
رواه مسلم .

6- أيها المسلم : ابتعد عن الشر ! وامسك عنه ، واحذر منه ! بل إنّك ابتعد
عن الأماكن والمجالس التي فيها الشرور والذنوب ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :

( وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ )
رواه الترمذي وغيره (صحيح).

وكذلك إذا ذهبت إلى السوق في رمضان أو غيره ، فخذ حاجتك ثم اخرج ،
ولا تكن من أهل الصَّخَب في الأسواق ؛ لأنها شر البقاع ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( خَير البِّقاعِ المسَاجِد وشرُّ البقَاعِ الأسْوَاق ) رواه الحاكم (حسن) .

وقال صلى الله عليه وسلم :
( وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ ) رواه مسلم

. وقد قالت عائشة رضي الله عنها عنه صلى الله عليه وسلم:

( لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ )
رواه الترمذي . واجتنب مجالس القات ، والمحرمات ، والغيبة ،
وكل سوء . والله الموفق.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين