واستمع يوم ينادي المناد
{ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ }
عجيبٌ أمرُ الناسِ يومَ القيامةِ، وحُقَّ له أن يكون عجيبًا..
نُفِخَ فِي الصُّورِ ونَادَى الْمُنَادِي..
{ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ *
يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ }.
فقام الناس من قبورهم، مذعورين فزعين، قد هالهم ذلك الصوت العظيم
الذي أقض مضاجعهم، وأخذ بأَزِمَّةِ قلوبهم، وبعثهم من مرقدهم، يتساءلون:
{ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا }.
فلو رأيتهم والأرْضُ تَتَشَقَّقُ عَنْهُمْ لَوَلَّيْتَ مِنْ هذا المنظر فِرَارًا
{ يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا }.
قاموا بعد طول الرقادِ، ينفضون الغبارَ عن وجوهٍ شاحبة،
وأجسادٍ كانت إلى قريبٍ باليَة.
شخصت عيونهم، وانعقدت ألسنتهم، قَدْ اسْتَولَى الفَزَعُ عَلَى النُّفُوسِ، وَطَارَتْ
مِنَ الهَلَعِ القُلُوبُ، يُسرِعُونَ نَحوَ الصَّوتِ فِي ذُلٍّ وَوُجُومٍ، وَرُعْبٍ وَخُشُوعٍ؛
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ }..
يؤمون النداء، ويقصدون الداعي، بلا تردد ولا توان، لَا يَمِيلُونَ عَنْهُ قيد
أنملة، لم يمنع كبيرًا كبره، ولا رضيعًا صغره؛
{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَن
فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا }.
يُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
«يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ النِّسَاءُ
وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَا عَائِشَةُ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ».
فيأتون أرض المحشر، ويُعرضون على الله تعالى، ظَاهِرٌ ذُلُّهُم وعجزهم؛
{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ }.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَة
عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ».
{ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى }
{ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى }.
السبت، 2 أغسطس 2025
واستمع يوم ينادي المناد
التقوى
التقوى
مراتب التقوى عند ابن جزي:
قال ابن جزي في "التسهيل لعلوم التنزيل" (1/ 69):
درجات التقوى خمس:
الأولى: أن يتقي العبد الكفر، وذلك مقام الإسلام.
الثانية: أن يتقي المعاصي والحرمات وهو مقام التوبة.
الثالثة: أن يتقي الشبهات، وهو مقام الورع.
الرابعة: أن يتقي المباحات وهو مقام الزهد.
الخامسة: أن يتقي حضور غير الله على قلبه،
وهو مقام المشاهدة؛ ا .هـ؛ بتصرف يسير.
مراتب التقوى عند ابن القيم:
قال العلامة ابن القيم في "الفوائد" (ص65): التقوى ثلاث مراتب:
أحدها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات.
والثانية: حميتها عن المكروهات.
والثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يغني.
فالأولى: تعطي العبد صيانة.
والثانية: تفيده صحته وقوته.
والثالثة: تكسبه سروره، وفرحه، وبهجته؛ ا .هـ.
قلت: وليكن حال العبد مع ربه، كحال الرجل الذي جاء إلى النَّبيِّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنْ قُتِلتُ في سَبيلِ اللهِ صابرًا
مُحتسِبًا مُقبِلًا غيرَ مُدبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ به خَطايايَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
إنْ قُتِلتَ في سَبيلِ اللهِ صابرًا مُحتسِبًا مُقبِلًا غيرَ مُدبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ به خَطاياكَ، ثُمَّ
إنَّ الرَّجُلَ لَبِثَ ما شاء اللهُ، ثُمَّ قال: يا رسولَ اللهِ، إنْ قُتِلتُ في سَبيلِ اللهِ، كَفَّرَ
اللهُ به خَطايايَ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ قُتِلتَ في سَبيلِ اللهِ
صابرًا مُحتسِبًا، مُقبِلًا غيرَ مُدبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ به خَطاياكَ إلَّا الدَّينَ؛ كذلك قال
لي جِبريلُ.
لولا رحمته
لولا رحمته
{ وَهُوَ الَّذي يَقبَلُ التَّوبَةَ عَن عِبادِهِ وَيَعفو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعلَمُ ما تَفعَلونَ }
[الشورى: ٢٥]
قبوله التوبة، وعفوه مع إحاطة علمه بخبيء عبده، وما كان وسيكون منه،
من عظيم رحمته وحلمه! سبحانه لولا رحمته لهلكنا!
الجمعة، 1 أغسطس 2025
عـز العزلة
عـز العزلة
عـز العزلة وأقصد بها العزلة عن الشر وفضول المباح، وهي مما يشرح الخاطر ويذهب الحزن.
قال ابن تيمية: لا لابد للعبد من عزلة لعبادته وذكره وتلاوته، ومحاسبته لنفسه، ودعائه واستغفاره،
وبعده عن الشر، ونحو ذلك. ولقد عقد ابن الجوزي ثلاثة فصول في (صيد الخاطر)،
ملخصها أنه قال: ما سمعت ولا رأيت كالعزلة، راحة وعزا وشرفا، وبعدا عن السوء وعن الشر،
وصونا للجاه والوقت، وحفظا للعمر، وبعدا عن الحساد والثقلاء والشامتين، وتفكرا في الآخرة،
واستعدادا للقاء الله عز وجل، واغتناما في الطاعة، وجولان الفكر فيما ينفع،
وإخراج كنوز الحكم، والاستنباط من النصوص.
البيت لزوجتك وليس لك إِنتبه...
البيت لزوجتك وليس لك إِنتبه...
المعلوم أن الرجل مالك بيته، ولكن الرجل يسكن عند زوجته: (لتسكنوا اليها)
نعم ... إنها بيوت زوجاتكم ...
فمن كنوز القرآن الكريم :- مررت بهذه الآية
{ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ } ..
لماذا نسب الله عز وجل البيت إلى المرأة رغم أنه ملك للرجل ...
هذا ما جعلني أبحث عن الآيات التي يُذكر فيها كلمة بيت مقترنة بالمرأة فوجدت هذه الآيات
التي تطيب خاطر المرأة وتراعي مشاعرها وتمنحها قدرا عظيما من الاهتمام والاحترام والتقدير ..
▫ *قال تعالى :
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِه ِ} .
﴿٢٣ يوسف﴾
امرأة العزيز تراود يوسف وتهم بالمعصية ورغم ذلك لم يقل الله عز وجل وراودته امرأة العزيز
أو وراودت امرأة العزيز يوسف في بيته .
▫ *وقال تعالى :
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ } . (٣٣ الأحزاب)
▫ *وقال تعالى :
{ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } . ﴿٣٤ الأحزاب﴾
ما أعظمك يا الله ..
أليست هذه البيوت ملك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
ولكنها نُسبت لنسائه ...
ياله من تكريم..
▫ *وقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا
تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنّ } . ﴿١ الطلاق ﴾ .
حتى في أوقات الخلاف وحين يشتد النزاع وتصل الأمور إلى الطلاق الرجعي هو بيتها ...
تبقى آية واحدة لم ينسب فيها البيت للمرأة وهي :-
{ وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ
فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } . ﴿١٥ النساء﴾
أما عندما أتت المرأة بالفاحشة وبشهادة أربعة شهود عدول لا ينسب البيت لها الآن يسحب التكريم ...
أي جمال ودقة في آيات الله فسبحان من كان هذا كلامه .
والله ما رأيت ديناً يصون ويرفع قدر المرأة مثل الاسلام .
هذه حقوق المرأة في كتاب الله وليست حقوقها عند مدعي الحرية والسفور والانفلات
"سلامًا على من مرّ صدفة فاستغفر فزادني حسنة وزادت حسناته وخفف ذنبي وخففت ذنبه."
آيات الله في البحار
آيات الله في البحار
آيات الله في البحار
نعيش مع بعض الحقائق اللطيفة حول علم البحار القرآني،
وهذا البحث من باب التذكرة، فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين......
يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ
وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً
مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].
منذ 1400 سنة لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن الحاجز بين النهر والبحر.
وقد قام حديثا علماء بدراسة المنطقة حيث يصبّ النهر العذب في البحر المالح.
وكانت النتيجة أن هذه المنطقة لها خصائص مختلفة كلياً عن الخصائص الموجودة في أيّ من ماء النهر أو ماء البحر.
حتى إننا نجد أحدث الأبحاث العلمية تؤكد أن منطقة المصبّ يحدث فيها مزج مضطرب،
وسبحان الله العظيم يأتي البيان الإلهي ليعبر عن هذه الحقيقة العلمية الدقيقة بكلمة واحدة وهي (مَرَجَ)!
وهذا النوع من الحواجز تحدث عنه القرآن، يقول تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا
مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً)
[الفرقان:53].
لقد نشأ علم حديث اسمه ميكانيك السوائل يبحث في القوانين التي وضعها الله تعالى لتحكم أي سائل في الكون.
ومن أهم السوائل بالنسبة لنا هو الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي فقال:
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)
[الأنبياء:30].
ومن أهم القوانين التي تحكم هذا الماء قانون التوتر السطحي الذي بواسطته تحافظ كل قطرة ماء على شكلها و وجودها.
ولولا هذا القانون لتبخر الماء ولم يتماسك أبداً. وبواسطة هذا القانون الذي يشد جزئيات الماء
إلى بعضها البعض تبقى البحار متماسكة أيضاً. لأن قوة التوتر السطحي هذه
وهي القوة التي تشد جزيئات الماء تتغير مع كثافة الماء ودرجة حرارته ونسبة الملوحة فيه وغير ذلك من العوامل.
فتجد أن النهر العذب له خصائص تختلف تماماً عن البحر المالح، وبالتالي
هنالك اختلاف كبير بين قوة التوتر السطحي للماء العذب وتلك الخاصة بالماء المالح.
هذه القوى تلتقي عند التقاء مصب النهر مع البحر. فتعمل كل قوة ضد الأخرى!
فتجد أن منطقة البرزخ أو منطقة الالتقاء للنهر مع البحر هي منطقة تدافع وتجاذب وحركة واضطراب
وهذا ما عبَّر القرآن عنه بكلمة واحدة وهي (مَرَجَ). يقول عز وجل: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ
وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) [الفرقان:53].
وتأمل معي كلمة (حِجْراً مَّحْجُوراً) في الآية كيف تعبر عن جدار منيع وقوي وهذا ما نجده فعلاً، فهذه القوى الناشئة
بين النهر والبحر في منطقة البرزخ هي جدار لا يمكن اختراقه. ومن علم ميكانيك السوائل نعلم بأن أي جدار
يتم بناؤه يقوم على أساس دراسة القوى التي ستقع على هذا الجدار.لذلك نجد أن التعبير القرآني عن الحاجز
بين النهر والبحر بأنه (حِجْر) تعبير دقيق من الناحية العلمية.
كما أن هنالك فارقاً في قوى الضغط التي يسببها النهر على البحر والقوة المعاكسة التي يسببها البحر على النهر،
وتكون النتيجة أن هنالك منطقة متوسطة هي البرزخ وعلى جانبيه ضغوط مختلفة يتحملها وكأنه جدار محصَّن وقوي.
لذلك قال تعالى في آية أخرى: (أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ
خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ
الْبَحْرَيْنِ
حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل:61].
إن الغوص في الماء ومعرفة أسرار البحار كان من رغبات الإنسان منذ وجوده على الأرض.
ولكن الإنسان في الحالة الطبيعية لا يمكنه الغوص لأكثر من أمتار معدودة وذلك بسبب الضغط الكبير المتولد من وزن الماء فوقه.
وعندما اخترع الإنسان الغواصة تمكن من الوصول لأعماق كبيرة تقدر بمئات الأمتار أو آلاف الأمتار.
وعندها تم اكتشاف عالم قائم بذاته في أعماق المحيطات، ولعل الشيء الملفت للانتباه هو اكتشاف
أمواج عميقة أشدّ عنفاً من الأمواج التي على سطح البحر.
فكما نرى أمواجاً متلاطمة على سطح البحر، أيضاً هنالك أمواج في عمق البحر
.هذه الأمواج تحدث عنها القرآن في قول الحق تبارك وتعالى:
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ
مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) [النور:40].
ونلاحظ كيف تتحدث الآية بوضوح عن البحر العميق الذي تغشاه الأمواج ثم من فوقه أمواج أخرى.
وهنا ندرك دقة القرآن حتى في تشبيهاته، فالله تعالى يقول لنا بأن الكافر بربه والذي ضلَّ عن سبيل الهدى
مثله كمثل رجل يعيش تحت هذه الأمواج العميقة، قمة الظلام والضيق، فالله تعالى يشبه الضلال
بهذه الظلمات ويتحدث عن أمواج في عمق البحر (اللجي هو العميق).
إن هذا النوع من المعرفة لا يمتلكه حتى أدباء عصرنا هذا، فكيف بالنبي الأمي الذي جاء في عصر عبادة الحجارة والأوثان،
في ذلك العصر لم يكن هنالك إلا الأساطير. بينما القرآن نجده يحاكي كل العصور فهو كتاب الله عزّ وجلّ.
إن الذي ينظر إلى الكرة الأرضية من الفضاء الخارجي يشاهد البحار تغطيها السحب بشكل كبير.
وهذا ما تظهره صور الأقمار الاصطناعية. هذه السحب الكثيفة تحجب جزءاً كبيراً من نور الشمس
ويبقى جزء صغير ليخترق أمواج البحر السطحية وبعد ألف متر تقريباً ينعدم الضوء تماماً
عند مستوى الأمواج العميقة. لذلك يقول تعالى: (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)،
فالأمواج تساهم في حجب قسم كبير من الأشعة الضوئية أيضاً. فيكون لدينا ظلام في قاع البحر،
ومن فوقه طبقة من الأمواج الداخلية التي تضيف طبقة ثانية من الظلام، ثم يأتي الماء الموجود فوق هذه الأمواج
والذي يضيف طبقة ثالثة من الظلام، ثم تأتي الأمواج على سطح البحر والتي تضيف طبقة رابعة من الظلام
ثم تأتي طبقة الغلاف الجوي فوق سطح البحر لتشكل طبقة خامسة من الظلام ثم السحاب
والغيوم الركامية التي تشكل طبقة سادسة وهكذا (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)،
فهل يمكن لإنسان يعيش تحت هذه الظلمات أن يرى يده؟ كذلك الذي ضل عن سبيل الله
ونسي لقاءه أنَّى له أن يرى نور الإيمان!
إذا كان الإنسان قبل مجيء القرن العشرين لا يستطيع الغوص في الماء إلا لعدد من الأمتار،
كيف علم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم بهذه الأمواج في أعماق البحار؟
هل درس رسول الله عليه الصلاة والسلام قوانين انكسار الضوء، وكيف يفقد الضوء جزءاً من طاقته عندما يخترق الماء أو الأمواج؟
إن الضوء الذي يخترق ماء البحر على عمق مائة متر لا يبقى منه إلا أقل من
واحد بالمئة على مثل هذا العمق، فكيف على أعماق آلاف الأمتار؟
إن الأمواج العمقية في البحر لم يتم كشفها إلا منذ أقل من مائة سنة، ولم يتم دراستها وتصويرها إلا منذ سنوات قليلة فقط.
إن الإنسان لا يمكنه الغوص إلى هذه الأعماق إلا باستخدام غواصة ذات جدران شديدة الصلابة
والتحمل لتتحمل الضغط الكبير جداً الذي تسببه طبقة الماء فوقها.
إذن الحياة مستحيلة تحت هذه الأعماق، فكيف تحدث القرآن عن إنسان يعيش على هذا العمق الكبير من الماء؟
إنها معجزة جديدة، فالقرآن يتحدث عن زمن سيخترع الإنسان فيه الغواصة وسينْزل إلى أعماق البحر
وسوف يتحقق قول الحق تعالى: (إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا)، وهذا ما يحدث فعلاً مع الغواصين في
غواصاتهم حيث تنعدم الرؤيا بشكل شبه كامل عند عمق البحر
إذن في هذه الآية الكريمة عدة إعجازات: الحديث عن الظلمات في أعماق البحار.
الحديث عن الأمواج العمقية في البحر. والحديث عن تحقق هذه الآية في المستقبل وقد تحققت فعلاً باختراع الغواصات.
نعيد كتابة النص القرآني ونترك للقارئ التفكر والتأمل في عظمة آيات الله تعالى:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ
اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ
ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ
يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)
[النور: 39-40].
ومن الكشوفات المهمة في علم البحار أن هنالك مسافة تفصل بين أي بحرين، فلا يطغى هذا على ذاك أو العكس.
عندما يلتقي البحران عند مضيق ما يحافظ كل بحرٍ على خصائصه. فعلى سبيل المثال يلتقي البحر الأحمر
مع المحيط الهندي في منطقة تسمى مضيق باب المندب.هذه المنطقة نجد لها خصائص متوسطة بين البحرين.
فالبحر الأحمر له كثافة ودرجة حرارة ولزوجة تختلف عن المحيط الهندي،
والأسماك التي تعيش هنا غير التي تعيش هناك. هذه المنطقة الفاصلة تسمى بالحاجز أو البرزخ.
هذا البرزخ يشبه الجدار المتين الذي يفصل بين البحرين،
وهو يسمح لماء هذا البحر بالمرور عبره لذلك البحر ولكن بعد أن يغير خصائصه بما يتناسب مع البحر الثاني.
وبالتالي رغم اختلاط البحرين وامتزاجهما يبقى كل منهما مستقلاً عن الآخر في مواصفاته.
هذا البرزخ الذي لم تتم رؤيته إلا بواسطة الأقمار الاصطناعية في نهاية القرن العشرين تحدث عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً.
لنستمع إلى قول الله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) [الرحمن:19-20].
إن هذا البرزخ يوجد أيضاً بين البحر المالح والنهر العذب عند التقائهما.
فنجد أن الأنهار العذبة تصب في البحار المالحة، ورغم ضخامة البحر المالح لا يطغى على النهر العذب ولا يختلط به أبداً.
ويمكن رؤية المنطقة التي تفصل بين الماء العذب والماء المالح بالأقمار الاصطناعية وهي تمتد عادة لعدة كيلومترات.
القشرة الأرضية ليست متصلة تماماً بل تتركب من مجموعة من الألواح. هذا ما كشفت عنه الأبحاث الجيولوجية حديثاً.
حركة الألواح هذه تؤدي إلى تصادمات مستمرة فيما بينها ينتج عنها تصدع للقشور الأرضية.
وهذا ما تحدث عنه القرآن بقوله تعالى: (والأرض ذات لصدع) [الطارق:12].
هذه التصدعات تكثر في قاع البحار والمحيطات وينتج عنها انطلاق كميات من الحمم المنصهرة
من باطن الأرض على شكل براكين. فالنيران تشتعل في قاع البحر بشكل دائم
وعلى الرغم من حجم الماء الكبير فوقها لا يستطيع إخمادها.
لقد تحدث القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً عن هذه الحقيقة العلمية بقوله تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) [الطور:6].
وكلمة (سَجَرَ) في اللغة تعني أشعل وأحرق، و لم يكن أحد على وجه الأرض يتخيل هذا الأمر.
ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى إنما بلغنا القرآن
كما أنزله عليه ربه دون زيادة ولا نقصان، لم يستغرب هذه الحقيقة بل هو مؤمن بكل ما أوحي إليه.
فقد بلغنا قول الله تعالى (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) وكلمة (الْمَسْجُورِ) تفيد الاستمرار.
فالبحر لا يزال منذ ملايين السنين يشتعل قاعه بنار تصل حرارتها لآلاف الدرجات المئوية
وعلى الرغم من ذلك لا يتبخر الماء ولا تنطفئ النيران!
ـــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الخميس، 31 يوليو 2025
الصراط
الصراط
"فهنا في هذه الدنيا هناك صراط هو الإسلام .
وفي الآخرة هناك صراط منصوب علي متن جهنم أعاذنا الله وإياكم منها .
واعلم أنه لن تعبر ذاك الصراط الذي هو على متن جهنم إلا بهذا الصراط .
إذا سلكته في الدنيا .صراط الله الإسلام الإيمان .
لا يعبر ذاك الصراط إلا بهذا الصراط .وذاك الصراط أيضاّ جعل في جنبتيه
كلاليب تخدش وتخطف من هو سائر عليه يوم القيامة .وكذاك علي هذا
الصراط في الدنيا .هناك كلاليب تخطف السائر علي الصراط المنصوب
علي متن جهنم .وكذلك في هذه الدنيا علي هذا الصراط الذي هو الإسلام
أو الشريعة أو القرآن أو التوحيد فيه وفي جنبتي الصراط كلاليب أيضاّ
تخطفك عن السير فيه فتنبه لها .إنها المعاصي إنها الأثام إنها حظوظ النفس
إنها الشهوات إنها طاعة الهوى طاعة إبليس عبادته لأن إبليس يُعبد بالطاعة
فمن أطاعه فقد عبده عبادة طاعة كما قال جل وعلا في سورة يس
{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)
وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }
فعبادة الشيطان هي طاعته وهذا الصراط في الدنيا عليها كلاليب هي
المعاصي والآثام فزن نفسك يا عبد الله عند قراءة هذه الآية في الصلاة كل
مرة وفي كل فرض زن نفسك بما حصل منك بين الفرض والفرض وكرره
فهل مشيت علي هذا الصراط مشياً جاداً حثيثاً أم تخطفتك كلاليب ؟ فإذا
تخطفتك كلاليب بين الفرض والفرض من عبادة الشيطان أو طاعته أو
المعاصي فاعلم أنك إن لم تبادر بالتوبة فستخطفك الكلاليب هناك هذا حق
يجب أن نستشعره ونحن تتلوا هذه الآية وعلي قدر سيرك علي هذا الصراط
في الدنيا يكون سيرك علي ذلك الصراط في الآخرة ..."
إياه فارحم
إياه فارحم
قال رجل لبعض الصالحين:
إن فلانا ذكرك بسوء، حتى إني رحمتك!
فقال له: فهل رأيتني ذكرته بشيء؟
قال: لا! قال: فإياه فارحم!
حياء يقهر الشهوات
حياء يقهر الشهوات
كان فتي من أهل المدينة يشهد الصلوات كلها مع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه،
وكان عمر يتفقده إذا غاب عنه، فعشقته امرأة من أهل المدينة فذكرت ذالك لبعض نسائها
فقالت: أنا احتال لك عليه فأدخله عليك، فقعدت له في الطريق فلما مر بها قالت له:أنا امرأة كبيرة في السن لي شاة لا أقوي علي حلبها
فهل لك في ثواب الله؟فدخل الدار فإذا بالمرأة تراوده عن نفسه فاستعصم، فلما أبي عليها صاحت فاجتمعوا عليها
فقالت: إن هذا دخل علي يراودني علي نفسي فوثبوا عليه فجعلوا يضربونه وأوثقوه
وذهبوا به إلي عمر الذي ما عن رآه حتى قال:اللهم لا تخلف ظني فيه فقصوا عليه الخبر
فالتفت عمر إلي الفتي وقال: أصدقني فأخبره بالقصة فقال عمر: أتعرف العجوز إن رايتها؟
قال: نعم فأرسل عمر إلي نساء جيرانها فجاء بهن فعرضهن عليه، فجعل لايعرف حتى مرت به العجوز
فقال: هذه ياأمير المؤمنين فعلاها عمر بدرته المباركة
وقال: أصدقيني فقصت عليه كما قص الفتي.فصاح عمر:
الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف !!
الاثنين، 28 يوليو 2025
القلب و حب الله
القلب و حب الله
إن القلب إن لم يملأ بحب الله والإيمان به مليء بوسوسة الشيطان
وهوى النفس ولذلك كان من دعاء النبي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
) أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان
وشركه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني
4402. وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا تشهد قال الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
ابوداودكتاب الصلاه وصححه الألباني.
نور القلوب
نور القلوب
إن ذكر الله حياة القلوب ونورها كقوله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
الأنفال 24
وذكر الله أساس كل عمل صالح ولك أن تتخيل رجلا يذكر الله على كل
أحواله وحركاته أيفعل شيئا يغضبه؟ وهل الذي يحمد الله بقوله الحمد
لله يطمع في شيءلم يكتبه الله له أو يتمنى ما في يد الآخرين وليس
له فيه حق؟ وهل الذي ملأ قلبه بذكر الله يجد الحقد في قلبه مكانا؟
وهل الذي ملأ قلبه بحب الله ورسوله تجد في قلبه بغضا لأحد؟ فكر
قليلا وسوف تجد الإجابة إن شاء الله هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى.
أسلوب جديد للشيطان
أسلوب جديد للشيطان!
هذا هو ما تعهد به إبليس بعدما طرده الله من الجنة، وبالفعل هو اليوم ينفذ تعهده ويستجيب لدعوته الملحدون.........
عندما طرد الله إبليس من الجنة أصبح عدواً للبشر وتعهّد بأن يغويهم ويضلهم وأن يدعوهم لتغيير خلق الله!
وقال: (وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) [النساء: 119]، وللأسف أصبح تغيير خلق الله علماً له أبحاث
ومختبرات وجميعها لا فائدة منها إلا الإفساد في الأرض والاستجابة لنداء الشيطان!
ومن آخر ما ظهر في هذا المجال: تحويل الإناث إلى ذكور!
ففي مقالة نشرت على موقع CNN كشف فريق علمي ألماني أنه تمكَّن من تحديد
كيفية عمل الجينات المسؤولة عن الهوية الجنسية لدى الفصائل المختلفة، من خلال رصد تأثير
جينات معينة تحمل اسم Fox12، التي تدفع نحو ظهور المبيض لدى الإناث،
والتي يمكن في حال إزالتها تحويل المبيضات إلى خلايا ذكورية.
ذكر الفريق أن الاختلافات بين الجنسين هي أصغر مما يظنه البعض على مستوى الجينات،
بل إن بإمكان العلماء تغيير جنس كائن ما بعد تعديل جيناته بحيث تتحول خلايا المبيض الأنثوية إلى خلايا تناسلية ذكورية.
ويقول "روبن لوفلبدج"، العامل في المؤسسة الوطنية البريطانية للأبحاث العلمية،
إن هذا البحث سوف يقلب مفاهيم الانتماء الجنسي رأساً على عقب، لأنه يكشف إمكانية تغيير جنس المخلوقات
بشكل كلّي حتى بعد تقدمها في السن. وسوف يقوم هذا الباحث بتأليف فريق علمي في لندن لمعرفة
ما إذا كان بإمكان العلماء القيام بالعملية بصورة عكسية، عبر تحويل خلايا الذكورة من خلال التلاعب بالجينات.
هذه الآية تشهد على صدق القرآن!
انظروا يا أحبتي كيف يحاول العلماء تغيير خلق الله وتحويل الرجل إلى امرأة وبالعكس، والله تعالى يقول:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) [الحجرات: 13]، ولكن الشيطان صدّق عليهم ظنَّه فاتبعوه
واستجابوا له وأنفقوا الأموال لتغيير خلق الله عز وجل. وهذه الآيات تشهد على صدق القرآن وأنه كتاب منزل من عند الله تعالى.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم منشغلاً في الدعوة إلى الله، وهداية البشر
ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد، ونبذ عبادة الحجارة والأصنام. وكان منشغلاً في تبليغ التعاليم الإسلامية
والحلال والحرام ودعوة قومه لمكارم الأخلاق... ولم يكن متفرغاً للتنبؤ بما سيفعله البشر في المستقبل!
ولذلك فإن مثل هذه الآية هي دليل على أن القرآن كلام الله، أخبر بما سيفعله البشر من فساد
وتغيير خلق الله، ليحذرنا نحن المسلمين من مثل هذه الأعمال ولتكون هذه الآية وسيلة لزيادة
إيماننا ويقيننا بهذا الخالق العظيم.
ولذلك فقد حذر الله تعالى من اتباع خطوات الشيطان والسير وراءه،
ولذلك فقد قال في تتمة الآية السابقة: (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ
وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا *
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) [النساء: 119-120].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الأحد، 27 يوليو 2025
رحلة الصلاة
"رحلة الصلاة" لها أهمية مفردة؛ فعيشوا تفاصيل الرحلة في كل محطاتها، واجعلوها نقطة
انطلاق لتطوير صلاتكم وتحسينها للوصول للذة الخشوع فيها..
تأنّوا فيها واستمتعوا بأعظم رحلة..
وتذكّروا أن هذه المحاضرة ليست للسماع مرة واحدة، بل ينبغي تكرارها دوماً بين الفينة والأخرى؛
لأن الصلاة مشروع عمر لا يفارق المؤمن في الحل والترحال، والصحة والمرض..
ومما ينبغي لكم العناية به: الاهتمام بنشر محاضرتي "التكاسل عن الصلاة" و"رحلة الصلاة"؛
لأن كثيراً من المسلمين في أزمة حقيقية في شأن الصلاة، عافانا الله وإياكم..
قال ابن الجوزي:
«من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم».
تنام مهمومًا تضرب أخماسًا بأسداس
لا تدري كيف تفعل بهذه الحاجة التي عرضت لك
تنام مهمومًا تضرب أخماسًا بأسداس،
لا تدري كيف تفعل بهذه الحاجة التي عرضت لك، من أين تبدؤها وكيف تنهيها..
--ثم تصحو على قضائها..
○ترغب بشيء من جهة أو إنسان وتواجه بالرفض الكامل،
ثم إذا الذي رفضك قد استدعاك بنفسه وأعلمك بأنه يوافق على طلبك..
□من ألان قلبه لك وبالأمس كان رافضًا لمطلبك؟
؟كم مرة تهت عن موقع تريده ثم أوقفت أحدًا وسألته فإذا به يعرف ما تسأل عنه ويدلك؟
؟كم مرة عطشت فإذا بأحد يمرّ عليك يسقيك بدون طلب منك؟
؟كم مرة احتجت مالًا فجاءك رزق ما ظننت أن الله خلق بابه؟
الركوع والسجود
تقول دراسة علمية:
إن الركوع والسجود في الصلاة يقويان عضلات البطن والساقين والفخذين.
كما تزيد حركات الصلاة من نشاط الأمعاء ….
تقول دراسة علمية:
إن الركوع والسجود في الصلاة يقويان عضلات البطن والساقين والفخذين.
كما تزيد حركات الصلاة من نشاط الأمعاء فتقي من الإمساك. كذلك الركوع والسجود يؤديان
إلى تقليل ضغط الدم على الدماغ ليسمح بعودة تدفق الدم إلى كافة أعضاء الجسم.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل