السبت، 4 يناير 2025
خواطر
خواطر
أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان بل هي ضدها،
وما اجتمعا في قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه.
أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له،
فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته فيطلب الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلا.
الخواطر هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين،
فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي، وإذا غلبت على القلب أورثته الوساوس،
وأفسدت عليه رعيته وألقته في الأسر الطويل.
إصلاح الخواطر
إصلاح الخواطر
إصلاح الخواطر عن طريقين اثنين متوازيين:
الأولى: تفريغ القلب من الخواطر السيئة بعدم الالتفات إليها أو استدعائها،
وذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فور ورودها مع عدم التفرد والوحدة لمحاصرتها.
الثانية: فإذا تفرّغ القلب كان لابد من ملئه، فاملأه واشغله بالنافع المفيد عن طريق ملء الأوقات
بكل عمل مفيد نافع، ومن ثم تكون المدخلات إلى العقل من البيئة الطاهرة هي الخواطر الحسنة
والأفكار الطيبة، لأن خواطر القلب وحديث النفس ليست إلا
وليدة البيئة التي يضع الإنسان فيها نفسه ويقضي أكثر وقته.
الجمعة، 3 يناير 2025
حين يوفقك ربك
حين يوفقك ربك
حين يوفقك ربك فيكون لك حزب يومي من كتاب الله، كما كان لأصحاب رسول الله ﷺ أحزاب يومية من القرآن،
فحين تنهي تلاوة وردك اليومي، فاحذر يا أخي الكريم أن تشعر بأي إدلال على الله أنك تقرأ القرآن،
بل بمجرد أن تنتهي فاحمل نفسك على مقام إيماني آخر؛ وهو استشعار منة الله
وفضله عليك أن أكرمك بهذه السويعة مع كتاب الله، فلولا فضل الله عليك لكانت تلك
الدقائق ذهبت في الفضول كما ذهب غيرها،
إذا التفتت النفس لذاتها بعد العمل الصالح نقص مسيرها إلى الله، فإذا التفتت إلى الله
لتشكره على إعانته على العبادة ارتفعت في مدارج العبودية إلى ربها ومولاها،
وقد نبهنا الله على ذلك بقوله تعالى:
﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا﴾،
وقول الله:
﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾.
الطريق إلى القرآن (صـ17)
أعظم محبة
أعظم محبة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“ولَيْسَ لِلْخَلْقِ مَحَبَّةٌ أعْظَمُ ولا أكْمَلُ ولا أتَمُّ مِن مَحَبَّةِ المُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ،
ولَيْسَ فِي الوُجُودِ ما يَسْتَحِقُّ أنْ يُحَبَّ لِذاتِهِ مِن كُلِّ وجْهٍ إلّا اللَّهُ تَعالى.
وكُلُّ ما يُحِبُّ سِواهُ فَمَحَبَّتُهُ تَبَعٌ لِحُبِّهِ؛ فَإنَّ الرَّسُولَ ﷺ
إنّما يُحَبُّ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُطاعُ لِأجْلِ اللَّهِ، ويُتَّبَعُ لِأجْلِ اللَّهِ”
الصبر بين الأجر والجبر
الصبر بين الأجر والجبر
الصبر.منازل.ودرجات
الذي يريد الدرجات العلى ، والمنازل الرفيعة ، لا بد أن يدفع الثمن ،
والثمن هنا يقدره الصادق الأمين رسول رب العالمين ، كيف؟!
قال صلى الله عليه وسلم : ((إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعملٍ ،
ابتلاه الله في جسده أو ماله أو ولده ، ثم صبر على ذلك ، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل)).
والخير كل الخير في الابتلاء ؛ يقول صلى الله عليه وسلم : ((من يُرِدِ الله به خيرًا يُصَبْ منه)).
الابتلاء ليس غضبًا أو كرهًا من الله ، كلا ثم كلا ، إنما هو دليل حب الله تعالى للعبد المبتلى :
((إذا أحب الله قومًا ابتلاهم ، فمن رضِيَ فله الرضا ، ومن سخط فله السخط)) ؛ [صحيح].
الخميس، 2 يناير 2025
وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا
وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا
تأمل قول الله تعالى عما آتى اللهُ تَعَالَى آلَ إِبْرَاهِيمَ من الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ والْمُلْكَ العَظِيم:
﴿فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ﴾، صَدَّوا عنه،
وأَعْرَضُوا عَنِ التَّصْدِيقِ بِهِ وهم يَزعُمُون أنَّهم مِنْ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
جحدوا فضل الله عليهم، وكفروا بدينه، وصدوا الناس عن دعوة رسله
وهم من جنسهم من بني إسرائيل، فكيف بمن كان بعيدًا عنهم؟
وإنما أخَّر عنهم العذاب الذي توعدهم الله تعالى به في الدنيا كرامة لرسولِهِ
محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
[الأنفال: 34]، ولِمَا ينتظرهم من العذابِ المقيمِ يومَ القيامةِ، ﴿ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾.
فمن أراد ناصرًا ومعينًا فالله يكفيه، ومن أراد حجةً وبرهانًا فالقرآن يكفيه، ومن أراد
مرشدًا ودليلًا فالرسول يكفيه، ومن لا يكفيه ذلك فالنار تكفيه؛ ﴿ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴾.
هُدى للمتَّقينِ
هُدى للمتَّقينِ
إن هناك الكثير من الناس الذين قد يحفظون القرآن، أو يتحدثون به، أو هم من الدعاة
أنفسهم للإسلام، ولكن عندما تسمع لهم، أو تتناقش معهم، أو تتعامل معهم، أو تقرأ
لهم، لا تشعر معهم بمشاعر هدوء النفس، والطمأنينة، وراحة البال، ولا بالخشوع،
ولا بنور الإيمان يشع ويبرق في القلوب، ولا بدمعة عين تسكب بحرارتها على
الجبين، ولا بتلهف نفسك على الصلة بهم، بل قد تصاب بعكس ذلك.
الأربعاء، 1 يناير 2025
الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024
احذر أن تؤذي مؤمنا
احذر أن تؤذي مؤمنا
*عن يزيد بن شجرة - رضي الله عنه - قال :*
(( إن لجهنمَ لجُباباً ، في كل جُبٍّ ساحلاً كساحلِ البحرِ ،
فيه هوامٌّ وحيَّاتٌ كالبخاتي* ،* وعقاربُ كالبغالِ الدُّلْمِ*،
*فإذا سألَ أهلُ النارِ التخفيفَ قيل : اخرجوا إلى الساحلِ ، *
*فتأخذهم تلك الهوامُّ بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك
، فتكشطُها ، فيرجعون *،
*فيبادرون إلى معظم النيرانِ ، ويُسَلَّطُ عليهم الجَرَبُ ، *
*حتى إن أحدهم لَيَحُكُّ جلده حتى يبدو العظم ،فيقالُ
:يا فلان ! هل يؤذيك هذا ؟*
*فيقول :نعم ، *
*فيقال له : ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين )
**[ صحيح الترغيب والترهيب للألباني( 3677) ] ...*
النفس
النفس
وصف الله النفس بأنها أمارة بالسوء بقوله:
{ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[يوسف: 53]،
فهي تدعو صاحبها إلى المعصية، وترغِّبه في الحرام، فإن هو أطاعها، كانت
سائقة له لكل حرام، دافعة له لكل فاحشة، وإن هو عصاها ولم ينسقْ خلفها،
وجاهدها في الثبات على الطاعة، أعقبه ذلك لذة المناجاة، وهُدي إلى السبيل
الواضح، والطريق القويم، وكان كالمجاهد في سبيل الله؛ كما قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
[العنكبوت: 69]،
وقال صلى الله عليه وسلم: ((المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله،
والمهاجر من هجر الذنوب والخطايا)).
فالنفس ترغب في كل شيء، وتطلب كل ما يخطر لها من رغبات؛ مثلها كمثل
الطفل الصغير الذي لا يعقل، ويريد أن يحصل على كل شيء يراه أمامه،
وهو يظنه نافعًا له، وإن كان فيه ضرره وهلاكه، فإن مُنع مما يرغب سلِم
ونجا، وإن أُعطي ما يريد هلك؛ يقول الشاعر:
والنفس كالطفل إن تُهمله شبَّ على *** حبِّ الرَّضاع وإن تَفطمه ينفطمِ
فمن علِم عظم خطر هذه النفس وقبيح صنيعها، كان أكثر الناس محاسبة لها،
ووقوفًا أمام رغباتها وأطماعها، عاملًا بنقيض ما تُملي عليه، وبعكس ما
ترغب في الحصول عليه، فإن فعل، كان من أهل الجنة الفائزين؛ قال تعالى:
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات: 40، 41]،
فالسعادة كلها في مخالفة النفس والشيطان؛ فهما رأس كل بلاء،
وعنوان كل شر.
الاثنين، 30 ديسمبر 2024
أمر الله إذا قُضي لا يرده أحد
أمر الله إذا قُضي لا يرده أحد: (وكان أمر الله مفعولا)، (وكان أمر الله قدرا مقدورا).
وأمره نافذ ولا بد (إن الله بالغ أمره)، لا يغالبه أحد (والله غالب على أمره . ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
وكل المخلوقات داخلةٌ تحت أمره، مسخرةٌ به، مفتقرةٌ إلى دوام تدبير الله لها: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره)،
بل السماء بأسرها والأرض بما فيها، خاضعتان لأمره، لا تقومان إلا به (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره).
ولا تظهر أمةٌ وتنتصر إلا بأمره: (لله الأمر من قبل ومن بعد . ويومئذ يفرح المؤمنون . بنصر الله . ينصر من يشاء).
ولا تهلك أمةٌ إلا بأمره: (تدمر كل شيء بأمر ربها)، (إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود).
من القلب للقلب
ترى مالذي يجعل أحدهم وهو مستقرٌ في بيته، آمنٌ بين أهله، لديه كل ما يحتاجه من سبل معيشته ورفاهيته،
مالذي يدعوه -رغم كل ذلك- أن يحترق داخله كمدًا على حال أناسٍ في أقصى الأرض يدعوهم "إخوانه"،
يودُّ لو يفديهم بنفسه وماله!
إنه الإسلام الذي يؤلف بين القلوب فيجعلهم إخوانًا يفرحون لفرح إخوانهم في الدين ويحزنون لحزنهم ؛
فيصبحون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. ألا ما أعظم هذا الدين،
وما أشرف معانيه التي ترفع العبد من ضيق الأرض إلى سعة السماء.
والحمدلله الذي جعلنا نعيش يومًا كيوم الأحزاب، لا نرى فيه الفرج والنجاة ممن تكالبوا علينا
إلا بحسن الظن به والتصديق بوعده واليقين بنصره.
الشأن كل الشأن في الاستقامة
الشأن كل الشأن في الاستقامة
الاستقامة على الصراط المستقيم من أول السير إلى الله،
﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 54]،
﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25]،
ما أكثر من يرجع أثناء الطريق وينقطع، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن،
﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ﴾ [إبراهيم: 27].
الأحد، 29 ديسمبر 2024
حين لا تكون لدينا رؤية واضحة
حين لا تكون لدينا رؤية واضحة
من أقوال د. عبدالكريم بكار
حين لا تكون لدينا رؤية واضحة... فإن التناقض في القول...
والموقف يصبح هو سيد الموقف....
الظروف السيئة قد تمنعنا من القيام بالعمل الصحيح، لابأس هذا وارد
دائما..المهم ألا تحملنا على القيام بالعمل الخاطئ.