السبت، 13 يونيو 2015

العجز عن استعمال الماء لكبر السن

الســــؤال :
امرأة كبيرة في السن في عشر التسعين ويشق عليها الوضوء
والغسل لأنها مقعدة لا سيما وقت البرد وبعد مكان الوضوء عنها
فهل لها رخصة في التيمم لكل صلاة أو الجمع بين الأوقات
بالوضوء الواحد ؟
 
الإجابة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد :
إذا كان الأمر كما ذكر فإن المرأة المذكورة تتوضأ بقدر الاستطاعة ولو
بتقريب الماء إليها في محلها ، فإن لم تستطع ذلك بنفسها ولا بغيرها جاز
لها التيمم لقول الله عز وجل :
 
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
 
وأما الخارج من الدبر والقبل من الغائط والبول فيكفيها عنه الاستجمار
بما يزيل الأذى وينقي المحل من حجر أو مدر أو مناديل طاهرة . ويجب
أن لا تنقص المسحات لكل واحد من الدبر والقبل عن ثلاثا مرات ، فإن لم
تكف وجب الزيادة حتى ينقي المحل من الأذى . ولها الجمع بين الظهر
والعصر في وقت إحداهما وكذا بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما ؛
لأنها في حكم المريض .
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

الزهايمر .. داء نخشاه .. نستطيع أن نتفاداه

ما هو الزهايمر، ما هي مخاطره، وكيف نتفادى الإصابة به؟
الزهايمر هو مرض يصيب أجزاء من الدماغ، فيعمل على إتلافها
وتعطيلها، وبالتالي إضعاف القدرات الفكرية، والمهارات السلوكية
التي يمتلكها الإنسان.
 
كيف يتطور مرض الزهايمر؟
في حالة مرض الزهايمر،يُنتج الدماغ نوعًا من البروتينات تسمى
"Amyloid AB"،والتي يزيد معدل إنتاجها عن معدل التخلص
منها، فتتراكم على الخلايا الدماغية كبُقع تؤدي في النهاية إلى موت
الخلايا العصبية.
 
ماهي عوامل الخطر التي تُنبئ بمرض الزهايمر؟
 
1- قلة النشاط الرياضي:
ممارسة الرياضة بانتظام قد تقلل من تطور مرض الزهايمر
 من خلال التقليل من إنتاج بروتينات الأميلويد في الدماغ.

2- مرض السكري:
وُجد أن تركيز بروتين الأميلويد في الدماغ لدى مرضى السكّري
 أعلى منه لدى الأشخاص الطبيعيّين.
 
3- السمنة:
تشير الأبحاث إلى علاقة طردية بين وزن الجسم ومعدل تكوين
 بروتين الأميلويد.

4- ارتفاع ضغط الدم:
إن ارتفاع ضغط الدم الناتج عن ضغوط الحياة في منتصف العمر
 قد يؤدي إلى الخرف والإصابة بالزهايمر مع تقدّم العمر.
 
تمارين الدماغ (Neurotic)
بيدك أن تتفادى الإصابة بمرض الزهايمر
فيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على الوقاية من خطر
 الإصابة بمرض الزهايمر في كبرك:
 
    الانتظام في ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة،
 5 مرات في الأسبوع.
    
    الحفاظ على معدل السكر عن طريق زيادة استهلاك النشويات كاملة
الحبوب كالفريكة والبرغل، والابتعاد عن السكريات البيضاء كسكر
المائدة وسكر الخبز الأبيض والأرز.
    
    الحفاظ على وزن طبيعي من خلال الالتزام بحمية غذائية صحية
ومتوازنة تضمن الوصول إلى وزن طبيعي خلال وقت معقول.
    
    محاولة الابتعاد عن الضغوطات الحياتيّة،والتي قد تسبب
 ارتفاع ضغط الدم.
    
    الحد من تناول أملاح المائدة والأغذية المصنعة للحفاظ
 على مستويات ضغط الدم.
    
    تناول كميات مناسبة من الخضار النيئة أو المطبوخة يوميًا
(أي3 حصص، بما يعادل 3 حبات) للحصول على "حمض الفوليك"
 والذي ثبت أنّه يحمي من الزهايمر.
    
    استخدام مدعمات الزيوت "3 Omega" والتي تحمي خلايا
الدماغ من الإصابة بالزهايمر.
 
يلعب نمط الحياة اليومي دورًا فعّالا في الوقاية من الزهايمر، فلا تنتظر
إلى أن تصاب بالمرض، وعندها لا ينفع الدواء. كن واعيًا حتى تنعم
بحياة كلها صحة وقوة.

طرق مختلفة لإسعاد الزوج

من الأمور التي يجب الاعترف بها أن السعادة الزوجية قرار من كلا
الزوجين وليست من الأمور التي تحدث صدفة في حياتنا وإنما لكل من
الزوجين سبب أساسي في حدوثها وفيما يلي نعرض لك بعض الطرق
والمواقف التي يجب أن تتبعيها حتى تحققي السعادة الزوجية بينك وبين
زوجك وتتخلصوا من الكثير من المشاكل اليومية التي تحدث بينكما
بسبب سوء التعامل ليس أكثر.
 
    احرصي على أن
تتركي لزوجك شئ من الخصوصية ولا تتعودي أن تقتحمي عزلته حيث
أن الرجال يفضلون في معظم الأحيان العزلة عن الناس للتفكير في الأمور
التي تشغل بالهم.
 
    لا تنتظري دائمًا أن
 يقوم زوجك بفعل الأمور التي تريديها وتتمنيها لأنه من المؤكد ان لكل
منكما طريقة تفكير مختلفة ولكن حاولي دائمًا على أن تظهري له الامور
التي تفضليها وتتمنيها حتى تساعديه على تحقيقها لك.
 
    لا تتركي للروتين والملل أن
 يتواجد في علاقتكما وإنما حاولي دائمًا أن تضيفي إلى حياتكما شيئًا من
التجديد والتغيير سواء في أسلوب التعامل مع زوجك أو في ديكور المنزل
وخلافه.
 
    احرصي ألا تقومي ب
الاهتمام بالأولاد بطريقة تفوق اهتمامك بزوجك بطريقة كبيرة حتى
تشعريه دائمًا أن وجوده أساسي في حياتكم وأنه ليس مجرد أب
 للأولاد فقط .

متى تقلق اذا دخل الماء فى أذنك ؟



من الجدير بالذكر ان بعضنا يستهين بقطرات الماء التي تدخل للأذن
أثناء الاستحمام أو السباحة، لأن الأمر ينتهي تلقائيا في معظم الأحيان.
لكن الموضوع قد يتطور ويتسبب في مخاطر على الأذن.
 
فمتى يجب استشارة الطبيب
وما هي طرق حماية الأذن للسباحين؟
لا تستمر مشكلة دخول بعض قطرات من الماء للأذن أثناء الاستحمام
أو السباحة طويلا. إذ أن الأذن تقوم بتنظيف نفسها بشكل تلقائي خلال
فترة زمنية قصيرة، لكن الشعور المزعج الذي يسببه دخول الماء
للأذن قد يستمر لعدة أيام ويتطلب أحيانا التدخل الطبي.
 
وتتمثل أفضل طرق التخلص من الماء في:
- تحريك الرأس بقوة.
 
- يمكن استخدام المجفف بالقرب من الأذن، لكن مع الحفاظ
على مسافة مناسبة لا تقل عن 30 سنتيمترا.
 
- وفي حال عدم نجاح هاتين الطريقتين، يمكن استخدام طرف منديل
لتجفيف الجزء الخارجي من الأذن بحرص، كما تقول طبيبة الأنف
والأذن والحنجرة الألمانية كريستين لام، في حوار لموقع
"أبوتيكين أومشاو".
 
- ويشدد الأطباء على ضرورة الامتناع التام عن إدخال أعواد تنظيف
الأذنين أو أي آلة حادة للأذن لتنظيفها من الماء، لأن هذا التصرف
 قد يؤدي إلى إحداث أضرار بالغة بطبلة الأذن.
 
وفي حال استمرار الشعور بقطرات الماء داخل الأذن لعدة أيام، يفضل
زيارة الطبيب إذ أن السبب يكون عادة في وجود كمية كبيرة من الشمع
التي يتسبب الماء في زيادة سمكها. ولا يمكن للمريض بنفسه تنظيف
الأذن في هذه الحالة، لذا يجب زيارة الطبيب الذي يقوم بإدخال ماء
دافئ للأذن لإذابة الشمع قليلا ليسهل خروجه من الأذن. وإذا حدث
دوار شديد نتيجة لدخول الماء للأذن، فإن هذا يشير عادة إلى وجود
ثقب في طبلة الأذن، كما أن القطرات البسيطة التي تتدخل للأذن
قد تؤدي للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
 
إجراءات وقائية
وتنصح الطبيبة لام، من يمارسون الرياضات المائية ببعض الإجراءات
الوقائية لحماية الأذن وتتمثل في استخدام أنواع قطرات الأذن التي
تحتوي على الغليسرين والكحول، إذ أن التنقل بين الماء المالح والعذب
وماء البحر وماء حمام السباحة، يتسبب في تغيير درجة الحموضة
(PH) للأذن وهو ما يمكن أن يتسبب في التهاب الأذن الوسطى.
وتعتبر سدادات الأذن من الحلول العملية أيضا، لمن تزعجهم مشكلة
دخول الماء للأذن وكذلك للسباحين.
 
وتزيد مخاطر الإصابة بالتهابات المجرى السمعي
 بشكل خاص لدى
مستخدمي حمامات السباحة بشكل خاص إذ تزيد فرصة وصول بكتيريا
من الماء إلى الأذن. وتتمثل أعراض الإصابة بالتهابات المجرى
السمعي، في الشعور بألم شديد عند الضغط على الأذن من الخارج.
وفي حال إهمال علاج الالتهاب في بدايته، فإن هذا يزيد من خطورة
تحوله إلى التهاب مزمن.
 
ولا يحتاج علاج الالتهاب في بدايته إلى المضادات الحيوية، إلا إذ
وصل الالتهاب لمرحلة متقدمة كما تقول الطبيبة لام لموقع "أبوتيكين
أومشاو". وتتمثل أولى مراحل العلاج في تنظيف المجرى السمعي
لأن وجود بقايا شمع الأذن يقلل من فاعلية أي دواء، يليها استخدام
العقاقير المضادة للالتهابات والتي تكون على شكل قطرات للأذن عادة.
وتكفي هذه الطريقة عادة لعلاج معظم الالتهابات، لكن هناك بعض
الحالات التي يجب فيها أخذ عينة من البكتيريا لمعرفة الدواء الفعال

للقضاء عليها.

فضل صيام رمضان ، وأحكام قد تخفى على بعض الناس

 
الســــؤال :
فضل صيام رمضان وقيامه مع بيان أحكام مهمة
 قد تخفى على بعض الناس
 
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين،
 سلك الله بي وبهم سبيل أهل الإيمان، ووفقني وإياهم للفقه
 في السنة والقرآن. آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد :
 
فهذه نصيحة موجزة تتعلق بفضل صيام شهر رمضان وقيامه، وفضل
المسابقة فيه بالأعمال الصالحة، مع بيان أحكام مهمة قد تخفى على بعض
الناس. ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه
بمجيء شهر رمضان، ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تفتح فيه
أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين،
ويقول صلى الله عليه وسلم :
 
( إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها
باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين،
وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر،
 ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة )
 
ويقول عليه الصلاة والسلام:
 
 ( جاءكم شهر رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه فينزل
الرحمة ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم
فيه ، فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا ؛
فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله )
 
ويقول عليه الصلاة والسلام:
 
 ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه،
 ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه،
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .)
 
ويقول عليه الصلاة والسلام:
يقول الله عز وجل:
 
( كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ،
إلا الصيام ؛ فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي.
 
( للصائم فرحتان : فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه،
ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )
 
 والأحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه وفضل جنس الصوم كثيرة.
فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذه الفرصة ، وهي ما من الله به عليه من إدراك
شهر رمضان ، فيسارع إلى الطاعات، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء
ما افترض الله عليه ، ولا سيما الصلوات الخمس؛ فإنها عمود الإسلام ،
وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين . فالواجب على كل مسلم ومسلمة
المحافظة عليها وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة.
 
ومن أهم واجباتها في حق الرجال
؛ أداؤها في الجماعة في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه
؛ كما قال عز وجل:
 
{ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }
 
وقال تعالى:
 
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ }
 
وقال عز وجل:
 
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)
 
 إلى أن قال عز وجل:
 
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
 
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
 
( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر )
 
 
وأهم الفرائض بعد الصلاة أداء الزكاة كما قال عز وجل:
 
{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
 وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }
 
 وقال تعالى:
 
{ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
 
وقد دل كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم على أن من لم يؤد زكاة ماله
يعذب به يوم القيامة. وأهم الأمور بعد الصلاة والزكاة صيام رمضان،
وهو أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
 
( بني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا
رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان،
 وحج البيت )
 
 ويجب على المسلم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله عليه من
الأقوال والأعمال؛ لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه، وتعظيم
حرماته، وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها، وتعويدها
الصبر عما حرم الله، وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشرب وسائر
المفطرات، ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
 
( الصيام جُنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب،
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم )
 
 وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
 
( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ،
 فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
 
فعلم بهذه النصوص وغيرها أن الواجب على الصائم الحذر من كل ما
حرم الله عليه ، والمحافظة على كل ما أوجب الله عليه، وبذلك يرجى له
المغفرة والعتق من النار وقبول الصيام والقيام.
 
وهناك أمور قد تخفى على بعض الناس:
منها: أن الواجب على المسلم أن يصوم إيمانا واحتسابا لا رياء ولا سمعة
ولا تقليدا للناس ، أو متابعة لأهله أو أهل بلده، بل الواجب عليه أن يكون
الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك، واحتسابه
الأجر عند ربه في ذلك، وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم إيمانا
واحتسابا لا لسبب آخر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:
 
( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه،
ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه،
 ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .)
 
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس:
 ما قد يعرض للصائم من جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء
أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم، لكن
من تعمد القيء فسد صومه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
 
( من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء )
 
ومن ذلك: ما قد يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة
إلى طلوع الفجر، وما يعرض لبعض النساء من تأخر غسل الحيض
 أو النفاس إلى طلوع الفجر، إذا رأت الطهر قبل الفجر، فإنه يلزمها
الصوم، ولا مانع من تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها
تأخيره إلى طلوع الشمس؛ بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي الفجر قبل
طلوع الشمس، وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع
الشمس، بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس،
ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة.
 
ومن الأمور التي لا تفسد الصوم :
 تحليل الدم، وضرب الإبر، غير التي يقصد بها التغذية، لكن تأخير ذلك
إلى الليل أولى وأحوط إذا تيسر ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
 
( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )
 
 وقوله عليه الصلاة والسلام:
 
( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه )
 
ومن الأمور التي يخفى حكمها على بعض الناس:
عدم الاطمئنان في الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة، وقد دلت الأحاديث
الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الاطمئنان ركن من
أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه، وهو الركود في الصلاة والخشوع
فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه. وكثير من الناس يصلي
في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها
نقرا، وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة، وصاحبها آثم غير مأجور.
 
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس:
ظن بعضهم أن التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة، وظن بعضهم
أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة،
وهذا كله ظن في غير محله بل هو خطأ مخالف للأدلة.
 
وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن
صلاة الليل موسع فيها ، فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته، بل ثبت
عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة،
وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان
 وفي غيره.
 
ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل قال:
 
( مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له
ما قد صلى )
متفق على صحته .
 
ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره، ولهذا صلى الصحابة
رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه في بعض الأحيان ثلاثا
وعشرين ركعة، وفي بعضها إحدى عشرة ركعة، كل ذلك ثبت عن عمر
رضي الله عنه وعن الصحابة في عهده.
 
وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستا وثلاثين ركعة ويوتر بثلاث،
وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله وغيره من أهل العلم، كما ذكر رحمة الله عليه أن الأمر في ذلك
واسع، وذكر أيضا أن الأفضل لمن أطال القراءة والركوع والسجود أن
يقلل العدد، ومن خفف القراءة والركوع والسجود زاد في العدد،
هذا معنى كلامه رحمه الله.
 
ومن تأمل سنته صلى الله عليه وسلم علم أن الأفضل في هذا كله هو صلاة
إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، في رمضان وغيره؛ لكون ذلك
هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله، ولأنه أرفق
بالمصلين وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة ، ومن زاد فلا حرج
ولا كراهية كما سبق.
 
والأفضل لمن صلى مع الإمام في قيام رمضان أن لا ينصرف إلا مع
الإمام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
 
( إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة )
 
ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم
من صلاة النافلة، وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل والإكثار من التسبيح
والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والدعوات الشرعية، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله عز وجل، ومواساة
الفقراء والمساكين، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام
الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير؛
 لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق:
 
( ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته ، فأروا الله
 من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله )
 
 ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
 
( من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة
 فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين
 فريضة فيما سواه )
 
ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:
 
(عمرة في رمضان تعدل حجة. أو قال: حجة معي .)
 
والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في أنواع الخير
في هذا الشهر الكريم كثيرة.
 
والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يتقبل
صيامنا وقيامنا، ويصلح أحوالنا ويعيذنا جميعا من مضلات الفتن، كما
نسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق ،
إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المصدر: فتاوى ابن باز
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء