الجمعة، 12 يونيو 2015

الاستعانة بآلات الرصد في رؤية الهلال

 
الســــؤال :
إنه من غير الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة قبل أن يصبح
عمره ثلاثين ساعة، وبعد ذلك فإنه من غير الممكن رؤيته بسبب
حالة الجو، آخذين بعين الاعتبار هذا الوضع، فهل يمكن لسكان
إنجلترا استعمال المعلومات الفلكية لهذه البلاد في حساب الموعد
المحتمل لرؤية القمر الجديد وموعد بدء شهر رمضان، أم يجب
علينا رؤية القمر الجديد قبل بدئنا بصوم شهر رمضان المبارك؟
 
الإجابة
تجوز الاستعانة بآلات الرصد في رؤية الهلال ولا يجوز الاعتماد على
العلوم الفلكية في إثبات بدء شهر رمضان المبارك أو الفطر؛ لأن الله
 لم يشرع لنا ذلك، لا في كتابه ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
وإنما شرع لنا إثبات بدء شهر رمضان ونهايته برؤية هلال شهر رمضان
في بدء الصوم ورؤية هلال شوال في الإفطار والاجتماع لصلاة عيد الفطر
وجعل الأهلة مواقيت للناس وللحج، فلا يجوز لمسلم أن يوقت بغيرها
شيئا من العبادات من صوم رمضان والأعياد وحج البيت، والصوم
في كفارة القتل خطأ وكفارة الظهار ونحوها، قال الله تعالى:
 
{ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }
 
وقال تعالى:
 
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ }
 
وقال صلى الله عليه وسلم
 
( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
 فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين )
 
وعلى ذلك يجب على من لم ير الهلال في مطلعهم في صحو أو غيم أن
يتموا العدة ثلاثين إن لم يره غيرهم في مطلع آخر فإن ثبت عندهم رؤية
الهلال في غير مطلعهم لزمهم أن يتبعوا ما حكم به ولي الأمر العام المسلم
في بلادهم من الصوم أو الإفطار؛ لأن حكمه في مثل هذه المسألة يرفع
الخلاف بين الفقهاء في اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره فإن لم يكن
ولي أمرهم الحاكم في بلادهم مسلمًا عملوا بما يحكم به مجلس المركز
الإسلامي في بلادهم من الصوم تبعًا لرؤية الهلال في غير مطلعهم
أو الإفطار؛ عملاً باعتبار اختلاف المطالع.
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق