الثلاثاء، 21 مايو 2019

خيانة زوجي وتعلقي بغيره (1)

خيانة زوجي وتعلقي بغيره (1)

الداعية عبد العزيز بن صالح الكنهل

السؤال

♦ الملخص:

امرأة متزوجة متعلقة بزوجها جدًّا، لكنها لا تعبِّر لزوجها عن ذلك،

خانها زوجُها، فانهارت، وتعرَّفت على شاب وحكَت له

عن مشكلاتها، فتعلَّق بها، وتريد حلًّا لهذه المشكلة.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بدايةً أشكركم وأشكُر القائمين على هذا الموقع، لِما فيه

من إرشادات ونصائح تعم فائدتها على المجتمع.

أنا امرأة متزوجة منذ عدة سنوات، ولدي ولدان ولله الحمد، مشكلتي

بدأت مع زوجي عندما كنتُ حاملًا بطفلي الأول، كنت أحب زوجي جدًّا

ومتعلقة به، ولا أصدِّق أحدًا سواه، لكني كنتُ لا أستطيع أن أُعبِّر له

عما بداخلي، فكنتُ أكتفي بالرومانسية، لكن هذا لم يكن يكفيه،

فقد كان يطمع في المزيد والمزيد، لذا قررتُ حينها ترك خجلي،

لكن سَرعان ما صدَمني الواقع المرير بخيانته لي عبر وسائل

التواصل الاجتماعي، لم أستطع تحمُّل ذلك، فانهرتُ انهيارًا شديدًا،

وكاد انهياري يقضي علي وعي جنيني.

ترددتُ كثيرًا في مصارحته بالأمر، لكن بعد عدة أيام صارحتُه، فأنكَر

إنكارًا شديدًا، فسقط من عيني؛ إذ كنتُ أنتظر أن يَصْدُقَني القول، تعبتُ

كثيرًا أثناء حملي، وبعد الولادة أُصبتُ باكتئاب شديد، ولم أجد أحدًا من حولي

- من أقاربي - أحكي له ما أَلَمَّ بي، ثم إني أصلًا لا أُحب أن أحكي ظروفي

لأحد من أقاربي، فرحتُ أبحث على وسائل التواصل الاجتماعي

عن أحدٍ أحكي له؛ ليخفِّف عني ما أنا فيه.

تعرفتُ على شاب وبدأت أشكو له همومي، ويا ليتني لم أتواصل معه؛

فقد تعلَّق بي كثيرًا، وأراد مني أن أنفصل عن زوجي ليتزوَّجني، لكني رفضت.

أما حياتي مع زوجي، فتدهورت كثيرًا، وابتعدنا عن بعضنا، وأصاب

علاقتنا البرود، وأنا الآن أريد أن أسترجع نفسي، وأُبعد هذا الشاب

عن طريقي، ولا أستطيع أن أُخبر أحدًا بأمر هذا الشاب، أو أُخبر زوجي،

فهو السببُ فيما وصلتُ إليه؛ إذ إنه لم يَحتو يني منذ البداية،

وكان سببًا في تعاستي، لذا أريد حلًّا لمشكلتي مع هذا الشاب.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام

على رسوله الصادق الأمين، أما بعد:

١- فلما قرأتُ مشكلتك تذكَّرت مشكلات سابقة مماثلة، وجامعها جميعًا

وسببها الأساس بعد ضَعف الإيمان - فَقْدُ الحب الصادق والعواطف

والسكن والمودة والرحمة من الزوج، أو خيانته لزوجته.

٢- وللأسف الشديد كثُرت هذه القضايا مع وجود وسائل التواصل التي

فتحت أبواب الفتن على مصراعيها، كما فتحت أبواب الخير.

٣- ومشكلتك تتلخص في أنك صُدمتِ بخيانة زوجك لك عبر وسائل التواصل،

فلم تتحملي هولَ الصدمة، وشعرتِ بفراغ عاطفي شديد، وفقدٍ قوي للثقة

في زوجك انحدرتِ معه إلى مستنقع خطير، وهو مستنقع التواصل

مع شاب أجنبي عنك، بحجة شيطانية واهية وهي الفضفضة!

٤- فأقول ومن الله التوفيق: لا شك أن زوجك أخطأ بعلاقاته المحرمة

حتى لو كانت مجرد كلام مع الأُخريات.

٥- ولكن لا بد من النظر في وضعك معه العاطفي والرومانسي والتزين له،

وإشباع رغباته المباحة، أعني الفترة التي قبل النفاس، فقد تكونين قصرتِ فيها.

٦- ومع ضَعف الإيمان وتيسير الفتن، انزلق للوحل،

فلا تلوميه فقط، بل لومي نفسَك أيضًا.

٧- وقد تكونين لم تقصِّري أبدًا، لكنه تعرَّف على رُفقة سوء زيَّنوا له الفساد.

٨- وأنتِ أخطأت عندما داويتِ جُرحك من زوجك بجُرح أخطر منه،

فهؤلاء الشباب الذين يقيمون علاقات مع الأخريات، هم ذئاب بشرية

في صورة حملان وادعة، فكلامهم معسول جدًّا، وقلوبهم قد انطوت على شر ومكر عظيم.

٩- ولا يثقون في معشوقتهم الوهمية أبدًا، ومهما وعدوا بالزواج منها، فهم كذابون.

١٠- وأحدهم يقول: نتسلى ونتلاعب بالغبيات، وأحدهم وجدوا في جواله

عشرات البنات ويُسمي كل واحدة منهن (حثالة)،

يعني إنسانة من سقط المتاع لا قيمة لها ولا كرامة!

يتبع غداً - منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق