الاثنين، 9 يناير 2012

حقيقة ( أبجد هوز ) في اللغـــــة العــــــربية


بسم الله الرحمن الرحيم


هل يجوز اختصار حروف اللغة العربية إلى مختصر : أبجد هوز ? !


من العادات التي يسير عليها المشتغلون بالبحث العلمي : ترقيم مقدمات الأبحاث و الكتب بأحدي طريقتين الأولي : ترقيمها أبجديا بحروف اللغة العربية : أ ، ب ، ج ،،، الخ . و الثانية : ترقيمها بحسب الأرقام : 1 ، 2 ، 3 ،،،الخ . و كلاهما صواب عند سائر الباحثين المشتغلين بالبحث العلمي ، و إن كانت الطريقة الثانية هي الأكثر شيوعا في الآونة الأخيرة .
ففي أحد كتب التراث المحققة ووجد في مقدمة الكتاب – بقلم المحقق – مرتبة بحسب الطريقة الأولي في الترقيم : أعني مرتبة ترتيبا أبجديا على نحو ما جرت عليه عادة الباحثين . و عندما نظرت في الحروف التي استخدمها المحقق في ترقيم المقدمة وجدتها : أ ، ب ، ج ، ه ، هـ ، و ، ز ، ح ، ط ، ي ، ك ، ل ، م ، ن ، س ، ع ، ف ، ص ، ق ، ر ، ش ، ت . و المدقق في هذه الحروف يجدها فعلا حروفا عربية لكنها غير مرتبة بحسب حروف معجم اللغة العربية ، فترتيب حروف اللغة العربية معروف لنا جميعا ، و هي و بحسب حروف المعجم : أ ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، د ، ذ ، ر ، ز ، ص ، ض ، ظ ، س ، ش ، ع ، غ ، ف ، ق ، ك ، ل ، م ، ن ، هـ ، و ، ي . و نجد كذلك أن عدد الحروف الأولي هو 22 حرفا ، في حين أن عدد الحروف في الحالة الثانية هو 28 حرفا . و هذا أمر يدعو للدهشة و الاستغراب . فهل انخفض عدد حروف اللغة العربية ؟ ! ، و هل يمكن اختصارها بحسب الاختصار الأول : أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ؟ ! ، مع العلم أن هذا الاختصار غير مطابق للترتيب الأبجدي لحروف اللغة العربية بحسب معجم اللغة العربية .
و هذا الأمر يدعونا للتساؤل عن : ما هذه الحروف الأولي ؟ ! ، و ما هذا المختصر ؟ ! .



على كل حال من خلال العديد من المناقشات و الحوارات مع بعض الزملاء من المتخصصين في اللغة العربية و أخواتها من اللغات السامية وجدت أن الحروف الأولي : أبجد هوز ... . هي مختصر حروف اللغة العبرية لا مختصر حروف اللغة العربية . و من هذا المنطلق
يحق لأي باحث أكاديمي أن يؤكد أن الباحثين العرب و المسلمين – دون أن يدروا – يستخدمون في ترقيم مقدمات مؤلفاتهم العلمية – بحوث و كتب – حروف اللغة العبرية و ليس حروف اللغة العربية . و هكذا سرت - دون أن ندري – حروف اللغة العبرية داخل البحث العلمي عند العرب و المسلمين . و قد يعترض أحد الباحثين على ذلك بقوله : أن هذه الحروف هي حروف اللغة العربية و ليست حروف اللغة العبرية ، فقد ورد هذا المختصر - أبجد هوز ... – في بعض كتب التراث على النحو التالي : أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت سخذ ضظغ . و لكن هذا الاعتراض مردود عليه ، و هو أن هذا الترتيب ليس هو ترتيب الحروف بحسب واردها في معجم اللغة العربية .




و ثمة سؤال آخر هنا هو : كيف تسربت هذه الحروف أو هذا المختصر إلي قواعد البحث العلمي في بلداننا العربية و الإسلامية ؟
في ظني أن المستشرقين و من تتلمذ علي أيدهم من الباحثين العرب و المسلمين هم الذين أدخلوا هذا الترتيب أو الترقيم – أبجد هوز - إلينا ، فأساتذتنا الكبار يستخدمون هذا الترتيب أو الترقيم ، و نحن بدورنا أخذناه عنهم ، و هم بدورهم حصلوه عن أساتذتهم من المستشرقين و غيرهم من الأساتذة الغربيين الذين وفدوا للتدريس إلي جامعاتنا في بداية القرن العشرين . و يظهر ذلك بوضوح و جلاء في جامعة " فؤاد الأول = جامعة القاهرة حاليا " بجمهورية مصر العربية , و هذا التحليل أو التفسير في أغلب ظني هو ما أدي إلي تسرب هذا المختصر إلينا و توارثناه معشر الباحثين جيلا بعد جيل .
لأجل ذلك أدعو كافة الباحثين إلي عدم الأخذ بهذا الترتيب أو الترقيم ، و إن كان الأمر ضروريا فنستخدم حروف اللغة العربية بحسب ورودها في معجم اللغة العربية أو نستخدم الطريقة الثانية في الترقيم : 1 ، 2 ، 3 ،،، الخ . حتى نبتعد عن أي شبة يمكن أن نقع فيها . و أتساءل كذلك : لماذا لا نفكر في بقية أسس و مقومات البحث العلمي التي نعتمدها في بحثنا العلمي ، فلعل بعض هذه الأسس و المقومات الشائعة بين الباحثين يتعارض مع بعض من ثوابتنا و معتقداتنا , و من الممكن أن يعترض معترض و يؤكد و بشدة أني أغالي في الأمر كثيرا جدا ، فالأمر لا يسير على النحو الذي أطرحه تماما ، و تلك مغالطة مرفوضة . أعتقد أنه من اليسير الرد على هذا الاعتراض ، و هو أننا لا يضيرنا شيئا على الإطلاق إذا أخذنا بنظرية المؤامرة أو قل بنظرية الشك من أجل الوصول للحقيقة في هذا الأمر و غيره من الأمور . و أؤكد أن الأحداث الجارية على المستوى الإقليمي و العالمي ، و ما يحاك للعرب و المسلمين من مؤامرات و دسائس على كافة المستويات ، و كذلك المحاولات الحثيثة لتفتيت العرب و المسلمين و الاستيلاء على مقدراتهم و ثرواتهم عن طريق شن الحروب العسكرية و المؤامرات السياسية كل ذلك يؤكد على الطرح الذي أطرحه هنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق