الاثنين، 7 أكتوبر 2013

من الخصال الموجبة للجنة

 
سأل أبو شريح النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
 
( يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب لي الجنة .
قال : طيب الكلام  وبذل السلام  وإطعام الطعام )
 رواه ابن حبان .
 
وفي حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه
 أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أول مقدمه المدينة:
 
( أطعموا الطعام وافشوا السلام وصِلوا الأرحام وصلُّوا
والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) 
 رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه
والضياء في المختارة واللفظ له .
 
ولا يكون الحج مبروراً تمام البرّ حتى يُطيب صاحبه الكلام ويبتعد
عن بذيء الكلام والآثام
ولذا لما قال عليه الصلاة والسلام:
 
( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
قيل : وما بره؟
قال: إطعام الطعام وطيب الكلام )
رواه الحاكم وصححه والبيهقي في الكبرى .
 
ومما حَبّب الدنيا إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
خصال الخير أما الدنيا لِذَاتِها أو لِلَلذّاتها فليست ذات شأن عندهم .
 
روى ابن المبارك في كتاب الجهاد بإسناده
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
 لولا ثلاث لولا أن أسير في سبيل الله عز وجل أو يغبر جبيني في السجود
 أو أقاعد قوما ينتقون طيب الكلام كما يُنتقى طيب الثمر لأحببت
 أن أكون قد لحقت بالله عز وجل .
 
وروى ابن المبارك في الزهد أن أبا الدرداء
رضي الله عنه قال :
 لولا ثلاث ما أحببت البقاء : ساعة ظمأ الهواجر والسجود في الليل
ومجالسة أقوام يَنتقون جيد الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر .
 
وفي رواية أنه قال :
 لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدنيا وضعي وجهي للسجود لخالقي
 في اختلاف الليل والنهار أقدمه لحياتي وظمأ الهواجر ومُقاعدة أقوام
يَنتقون الكلام كما تُنتقى الفاكهة .
 
وفي تاريخ دمشق عن شعبة قال :
 سمعت حميد الأوزاعي قال : قال رجل من رهط أبي الدرداء:
ولولا ثلاث هن من حاجة الفتى أجدك لم أحفل إذا قام رامسي.
قال أبو الدرداء : لكني لا أقول كما قال لولا ثلاث ما باليت متى متّ :
 لولا أن أسير غازيا في سبيل الله أو أعفر وجهي في التراب ولولا أن
أقاعد قوما يلتقطون طيب الكلام كما يُلتقط طيب التمر ما باليت متى متّ .
 
وذكر الجاحظ في البيان والتبيين بعض الآثار
 عن فضل طيب الكلام فقال :
قال الفضيل بن عياض رحمه الله :
نِعمت الهدية الكلمة من الحكمة يحفظها الرجل حتى يلقيها إلى أخيه .
 
وكان يُقال:
اجعل ما في الكتب بيت مال وما في قلبك للنفقة.
 
وكان يُقال:
 يَكتب الرجل أحسن ما سمع ويحفظ أحسن ما كتب.
 
وقال عمر بن عبد العزيز :
ما قُرن شيء بشيء أفضل من علم إلى حلم ومن عفو إلى قدرة .
 
وكان ميمون بن سياه إذا جلس إلى قوم قال :
إنا قوم منقطع بنا فحدثونا أحاديث نتجمل بها .
 
وفخر سليم مولى زياد بزياد عند معاوية فقال معاوية :
 أسكت فو الله ما أدرك صاحبك شيئا بسيفه إلا وقد أدركت أكثر منه بلساني .
 
وضرب الحجاج أعناق أسرى فلما قَدّموا إليه رجلا ليضرب عنقه قال : 
  والله لئن كنا أسأنا في الذنب فما أحسنت في العفو فقال الحجاج :
 أف لهذه الجيف أما كان فيها أحد يحسن مثل هذا ؟
وأمْسَكَ عن القتل .
 
وقدموا رجلا من الخوارج إلى عبد الملك لتضرب عنقه ودخل على عبد
الملك ابن صغير له قد ضربه المعلم وهو يبكي فهمّ عبد الملك بالمعلم
فقال :
 دعه يبكي فانه أفتح لجرمه وأصح لبصره وأذهب لصوته .
فقال له عبد الملك : أما يشغلك ما أنت فيه عن هذا ؟! قال :
 ما ينبغي للمسلم أن يشغله عن قول الحق شيء  فأَمَرَ بتخلية سبيله .
وسُئل الأوزاعي : ما إكرام الضيف ؟
قال : طلاقة الوجه وطيب الكلام .
 
وختاماً :
 هل أنت ممن ينتقي الكلام أم تُطلق لِلسانك العنان؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق