السبت، 17 يونيو 2017

قصة الملكين هاروت وماروت


روى بعض أهل الأخبار أن الله تعالى لما أراد أن يخلق آدم قال للملائكة

إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فلما خلق آدم وتعاطت ذريته الفساد
 قالت الملائكة يا رب أهولآء الذين استخلفتهم في الأرض فأمرهم الله أن
يختاروا من أفاضلهم ثلاثة ينزلهم إلى الأرض ليحملوا الناس على الحق
ففعلوا وقالوا جاءتهم امرأة فافتتنوا بها حتى شربوا الخمر وقتلوا النفس
وسجدوا لغير الله سبحانه وعلموا المرأة الاسم الذي كانوا يصعدون به
إلى السماء فصعدت حتى إذا كانت في السماء مسخت كوكبا وهي هذه
الزهرة قالوا وخير الملكان من عذاب الدنيا والآخرة فاختاروا عذاب الدنيا
فهما معلقان بشعورهما في بئر بأرض بابل يأتيهم السحرة فيتعلمون
منهما السحر
 
 وأهل النظر لا يثبتون كثيرا من هذه القصة
 
 منها أمر الزهرة لأنها من الكواكب الخنس التي جعلها الله قطبا وقواما
للعالم ومنها ركوب الملائكة مثل هذه الفواحش مع ما وصفهم الله به من
طول العبادة وابتغاء الزلفة ثم هم ليسوا بذوي أجسام شهوانية مجوفة
فيجوز عليهم مثل هذا وقد قال قوم أنهم أعطوا الشهوة وجعل لهم مذاكير
ومنها تعليمهم الناس السحر وهم في العذاب والأولى بمن تلك حالته طلب
التوبة والمخلص ولا توبة للمذنب ما لم يقلع فإن كان هاروت وماروت
ملكين كما يزعمون فإنهما أنزلا ليبينا للناس وجوه السحر ويحذراهم
وبيل عاقبته لا غير .
البدء والتاريخ
 
قال تعالى :
 
{ وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ
 نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ
كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {101}
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
 وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ
وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ
 مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ
 لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {102}
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ {103}

البقرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق