الجمعة، 16 يونيو 2017

رمضان والعيد.. تربية مالية للأطفال


في رمضان يشاهد الأطفال

(إطعام المسكين، وإفطار الصائم، والحرص على الصدقات،

وحساب الزكاة، وتوزيع زكاة الفطر قبل العيد بيوم)،

وكذلك يشاهدون العطايا والهدايا للأهل والأصحاب والأرحام،

فإذا جاء العيد شاهد الأطفال

(العطف على الفقير، وتوزيع العيدية والحلويات)،

فيعيش الطفل شهرا كاملا وهو يرى المال كيف ينفق ويوزع

ويستثمر في طاعة الله وإسعاد الناس،

فهذه كلها تربية مالية يتلقاها أبناؤنا وهم يراقبون تصرفاتنا من غير أن نشعر،

فالتربية الذكية هي التي تعلمنا كيف نستثمر رمضان والعيد

في حسن توجيه أبنائنا ليمتلكوا العقلية التجارية ومهارة التعامل

مع المال حفظا وإدارة واستثمارا.

ولو اتبعنا هذه التربية بمشروع تجاري نكلف به أبناءنا لفترة

الصيف استثمارا للعيدية ولما شاهدوه في رمضان من التعامل المالي،

لتميز أبناؤنا ماليا ونكون قد أسسنا لحياتهم ومستقبلهم

حسن التعامل مع المال من غير تبذير أو اسراف،

وقد أعجبني موقف لصديق حدثني

أنه أعطى ابنه البالغ من العمر خمسة عشر عاما مبلغا من المال،

عندما انتهى من الاختبارات المدرسية وكلفه بأن يعمل مشروعا تجاريا

في فترة الإجازة الصيفية بشرط أن يرد له المبلغ كاملا في

نهاية الإجازة مع نسبة أرباح لا تقل عن عشرة بالمائة.

ومازالت التجربة مستمرة علما بأنه استشار والده أكثر من مرة

في اختيار المشروع وكيفية التسويق والتعامل مع العملاء

والتفاوض معهم على السعر، وكل هذه المهارات ينبغي أن

يتعلمها أبناؤنا لتنمية شخصيتهم من خلال التعامل مع المال

بيعا وشراء، ونكون بهذه الطريقة قد تجاوزنا أكثر المشاكل

التي تعاني منها الأسرة الخليجية في صرف المال على الأمور

الاستهلاكية وبالأخص الترفيه والمطاعم،

وقليل منها يصرف على التعليم أو تنمية الشخصية،

ولهذا ينبغي أن نستفيد من الجانب المالي في رمضان والعيد

لتربية أبنائنا ماليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق