الأربعاء، 8 أغسطس 2012

ماهي المروءة

بسم الله الرحمن الرحيم

أنبأنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي، حدثنا أبو داودالسنجي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن قال: لا دين إلا بمروءة.
قال أبوحاتم - رضي الله عنه -: اختلف الناس في المروءة:
فمن قائل قال: المروءةثلاثة: إكرام الرجل إخوان أبيه، وإصلاحه ماله، وقعوده على باب داره.
ومن قائل قال: المروءة: إتيان الحق، وتعاهد الضيف.
ومن قائل قال: المروءة تقوى الله، وإصلاح الضيعة، والغداء والعشاء في الأفنية.
ومن قائل قال: المروءة: إنصاف الرجل من هو دونه، والسموّ إلى من هو فوقه، والجزاء بما أُتي إليه.
ومن قائل قال: مروءة الرجل: صدق لسانه، واحتماله عثرات جيرانه، وبذله المعروف لأهل زمانه، وكفُّه الأذى من أباعده وجيرانه.
ومن قائل قال: إن المروءةالتباعد من الخُلُق الدنِيّ فقط.
ومن قائل قال: المروءة: أن يعتزل الرجل الرِّيبة؛ فإنه إذا كان مريبًا كان ذليلًا،وأن يصلح ماله؛ فإن من أفسد ماله، لم يكن له مروءة،والإبقاء على نفسه في مطعمه ومشربه.
ومن قائل قال: المروءة: حسن العشرة، وحفظ الفرج واللسان، وترك المرء ما يُعاب منه.
ومن قائل قال: المروءة: سخاوة النفس، وحسن الخلق.
ومن قائل قال: المروءةالعِفَّة والحرفة، أي يعف عما حرم الله، ويحترف فيما أحل الله.
ومن قائل قال: المروءة: كثرة المال والولد.
ومن قائل قال: المروءة: إذا أعطيت شكرت، وإذا ابتليت صبرت، وإذا قدرت غفرت، وإذا وعدت أنجزت.
ومن قائل قال: المروءة: حسن الحيلة في المطالبة، ورقة الظُّرف في المكاتبة.
ومن قائل قال: المروءة: اللطافة في الأمور، وجودة الفطنة.
ومن قائل قال: المروءة: مجانبة الرِّيبة، فإنه لا ينبل مريب، وإصلاح المال، فإنه لا ينبل فقير، وقيامه بحوائج أهل بيته؛ فإنه لا ينبل من احتاج أهل بيته إلى غيره.
ومن قائل قال: المروءة: النظافة وطيب الرائحة.
ومن قائل قال: المروءةالفصاحة والسماحة.
ومن قائل قال: المروءة: طلب السلام، استعطاف الناس.
ومن قائل قال: المروءة: مراعاة العهود، والوفاء بالعقود.
ومن قائل قال: المروءة التذلل للأحباب بالتملق، ومداراة الأعداء بالترفق.
ومن قائل قال: المروءة: ملاحة الحركة، ورقة الطبع.
ومن قائل قال: المروءة: هي المفاكهة والمباسمة.
حدثنا الحسن بن سفيان،حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا مسلم بن عبيد أبو فراس قال: قال ربيعة: المروءة مروءتان: فللسفر مروءة، وللحضر مروءة.
فأما مروءة السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف على الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مساخط الله.
وأما مروءة الحضر: فالإدمان إلى المساجد، وكثرة الإخوان في الله، وقراءةالقرآن.
قال أبو حاتم - رضي الله عنه -: اختلفت ألفاظهم في كيفية المروءة، ومعاني ما قالوا قريبة بعضها من بعض.
والمروءة عندي خصلتان: اجتناب ما يكره الله والمسلمون من الفعال، واستعمال ما يحب الله والمسلمون من الخصال.
وهاتان الخصلتان تأتيان على ماذكرنا قبل من اختلافهم، واستعمالهما هو العقل نفسه، كما قال المصطفى صلي الله عليه وآله وسلم: «إن مروءة المرء عقله».
ومن أحسن ما يستعين به المرء على إقامة مروءته المال الصالح.
مختارات وطرائف.. عبد الملك القاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق