الأحد، 29 سبتمبر 2013

الطمع .. فقر دائم

 ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال
 أو منصب أو جاه، ذلك أن العبد إذا استرسل مع الأمنيات استعبدته
 
كما قال القائل:
العبـد حـرٌ مـا قنـع        والحر عبدٌ ما طمع
 
وقال آخر:
أطعت مطامعي فاستعبدتني        ولو أنـي قنعـت لكنـت حـرًا
 
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
وهكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو ثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه،
 إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك
، وهو رقيق له إذا لم يحصل. والعبودية في الحقيقة هي رقُّ القلب وعبوديته.
 
ولأجل هذا المعنى كان يقال:
الطمع فقرٌ، واليأس غنى، وإن أحدكم
إذا يئس من شيء استغنى عنه.
 
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم
من الطمع أشد التحذير فقال:
 
( وأهل النار خمسة :
... والخائن الذي لا يخفى له طمع، وإن دق إلا خانه...)
الحديث.
 
 
وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله
 
 ( من نفس لا تشبع )
 
الطمع يمحق البركة
الطمع يمحق البركة ويشعر النفس بحالة الفقر الدائم،
 
فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال:
 "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني،
 ثم سألته فأعطاني،
 ثم قال:
 
 "يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة
نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك
 له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع.."
 الحديث.
 
وكان السلف يرون أن الطمع يُذهب بركة العلم،
 
 فقد اجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال كعب: يا بن سلام: مَن أرباب
العلم؟ قال: الذين يعملون به. قال: فما أذهب العلمَ عن قلوب العلماء بعد
أن علموه؟ قال: الطمع، وشَرَه النفس، وطلب الحوائج إلى الناس.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق