الاثنين، 4 ديسمبر 2023

*الصدقة ابتغاء الدنيا والآخرة*

*الصدقة ابتغاء الدنيا والآخرة*


يستطيع الإنسان أن يجمع أكثر من نية حال التصدق، ففضل الله واسع، وقد حرض الله عباده على
التعرض لفضله والسعي في حصول كرامته؛ فابتغاء العبد بعمله واسع رحمة ربه في الدنيا والآخرة
من حسن الظن بالله، ولكن لا يكونن قصده الدنيا وتحصيل منافعها، وهو معرض عن الآخرة غير راغب فيها،
قال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ • وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ • أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
قال السعدي: "والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد، من رزق هنيء واسع حلال،
وزوجة صالحة، وولد تقر به العين، وراحة، وعلم نافع، وعمل صالح، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة.
وحسنة الآخرة هي السلامة من العقوبات في القبر، والموقف، والنار، وحصول رضا الله، والفوز بالنعيم المقيم،
والقرب من الرب الرحيم، فصار هذا الدعاء أجمع دعاء وأكمله وأولاه بالإيثار".
*الاستغفار ابتغاء الدنيا والآخرة*
إذا استغفر العبد ربه وأناب إليه، ورجا أن يحصل له حسنى الدنيا والآخرة، لم يكن عليه بأس،
قال تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا • يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا •
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
قال ابن كثير: "أي: إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء،
وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدر لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد،
وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها". وقال قتادة: "علم نبي الله أنهم أهل حرص على الدنيا
فقال: هلموا إلى طاعة الله؛ فإن في طاعة الله درك الدنيا والآخرة". وقال ابن صبيح: "شكا رجل إلى الحسن الجدوبة
فقال له: استغفر الله. وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله. وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولدا؛
فقال له: استغفر الله. وشكا إليه آخر جفاف بستانه؛ فقال له: استغفر الله. فقلنا له في ذلك ؟
فقال: ما قلت من عندي شيئا؛ إن الله تعالى يقول: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً • يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً}".
قال الشيخ ابن عثيمين: "الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا، وحسنى الآخرة؛
فلا شيء عليه في ذلك؛ لأن الله يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، وهذا ترغيب في التقوي بأمر دنيوي".
*فلنكثر من الصالحات عسى الله أن يعجل بالفرج والنصر والظفر لإخواننا في فلسطين والشام وجميع أرضه
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق