السبت، 28 يوليو 2012

‏الصبر الجميل



بسم الله الرحمن الرحيم


سُئل الشَّيخُ الإمَامُ ابن تيمية


عن ‏( ‏الصبر الجميل‏ )‏ و‏(‏ الصفح الجميل ‏)‏ و‏(‏ الهجر الجميل‏ ‏) ..



‏ فأجاب رحمه اللّه‏:‏

الحمد للّه، أما بعد‏:‏ فإن اللّه أمر نبيه بالهجر الجميل ، والصفح الجميل، والصبر الجميل .
فالهجر الجميل‏ :‏ هجر بلا أذى

والصفح الجميل‏ :‏ صفح بلا عتاب
والصبر الجميل‏ :‏ صبر بلا شكوى
قال يعقوب عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏{ ‏إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ‏**‏‏
‏ مع قوله‏:‏ ‏ {‏ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَاتَصِفُونَ‏ **‏‏
فالشكوى إلى اللّه لا تنافي الصبر الجميل.
ويروي عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول‏ :‏ ‏(‏اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى ، وأنت المستعان، وبك المستغاث وعليك التكلان ‏)
ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اللّهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، اللّهم إلي من تكلني‏؟‏ إلى بعيد يتجهمني‏؟‏ أم إلى عدو ملكته أمري‏؟‏ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي‏.‏ أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي سخطك، أويحل علي غضبك، لك العتبي حتى ترضى ‏)‏‏.‏
وكان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقرأ في صلاة الفجر‏:‏
‏{ ‏إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ‏ **‏
ويبكي حتى يسمع نشيجه من آخر الصفوف؛ بخلاف الشكوي إلى المخلوق‏.‏
والعبد مأمور أن يسأل ربه دون خلقه، كما قال تعالى‏ :‏ ‏{ ‏فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ‏ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ‏**‏‏
وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس‏:‏

‏( ‏إذا سألت فاسأل اللّه، وإذا استعنت فاستعن باللّه‏ )‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق