السبت، 18 أكتوبر 2014

أدب الطفل و وظيفته التعليمية

من أفضل الوسائل التعليمية تلك التي تتم بواسطة السمع والبصر،
وترفض الورق كوسيلة للتعلم والتذوق. فالأدب المكتوب من الوسائل
التعليمية المحدودة الأثر، وحينما يصبح الأدب مسموعًا أو مشاهدًا
فإنه ـ حينئذ ـ يؤدي دوره كاملًا .. كما أن التراث الشفهي كان من
أقوى الوسائل في نقل المعارف، والحقائق، والنماذج الأدبية الراقية
.. وذلك للأسباب التالية:

1 ـ أن أسلوب الحكى والقص يحقق الألفة، ووالمودة والثقة المتبادلة
بين المتلقى، وهو هنا الطفل، ومَن في مستوى مراحل الطفولة،
 و «القاص» أو «الحكواتي». وفي إطار هذا التبادل الدافئ في
العلاقة تتسلل المعلومات بخفة وسهولة ويسر .. ويقبل عليها
الأطفال بشوق ولهفة.

2 ـ أن رفض «فن الكتابة» واعتماد فن القصة على التلقي سماعًا
وتلقي المسرح مشاهدة بصرية حيث المبدع يلتقي فيه مباشرة ـ أمر
يحقق عمقًا في الذاكرة .. بحيث لا تنسى هذه الأعمال الفنية، وتظل
محفورة في وجدان وعقل المتلقى، وتمده بالمعلومات في حينها.

3 ـ في المراحل المختلفة لنمو الأطفال، ينبغي بناء الأدب بعامة
والقصص بخاصة على مواد تعليمية ترتبط بميول التلاميذ والأطفال
وخبراتهم، لأن مثل هذه المواد التعليمية تزيد من شغف الأطفال
والتلاميذ بالأعمال الفنية، وتدفعهم إلى بذل المزيد من حسن
الاستعداد، ومن الجهد العقلي للاستفادة من هذه المواد. كما تزيد
من تهيئتهم للاستفادة الوجدانية وقدراتهم على الحفظ والقراءة
والأداء اللغوي والصوتي السليم.

4 ـ الأدب في إطاره القصصي مصدر للنمو اللغوي السليم عند
الأطفال والتلاميذ .. وبرغم ما في أطوار نمو الأطفال من اختلاف
وتباين حيث الاستعدادات للتنمية اللغوية مختلفة .. فإن الأدب يساعد
كل الأطفال، ابتداء من مرحلة الحضانة حتى عتبات الشباب على
التحصيل اللغوي وتنميته، ويتزايد المحصول اللغوي، وتثري دلالاته
وتتنوع استخداماته، وذلك بأثر من تزايد عمليات النضج الداخلي
لدى الطفل، والخبرات التي تزوده بها البيئة والتجارب التي يمارسها
بحكم تقبله وتلقيه للإبداعات وفي مقدمتها القصص والمسرحيات ..  
 ثم ألوان الأدب المختلفة من أناشيد، وأشعار جميلة، ، لكن بشرط أن
تكون هذه «الآداب» متلاقية مع حاجة من حاجات الأطفال.

5 ـ الأدب مصدر من مصادر المعرفة، في مرحلة من مراحل
الخصوصيات المعرفية التي تصبح موضوع اهتمام المبدع مثل
القصة أو المسرحية أو قطعة الشعر، حينما تكون حاملة للغة الخطاب
المعرفي، والطفل والتلميذ والآباء والمدرسون يجدون في هذه
النماذج الأدبية ما يجعل المتلقى من عالم الصغار قادرًا على اكتساب
ثقافات، وتتبع ما يجد من ألوانها ومن فنون المعرفة، ويكون عادات
وجدانية تسهل التقاط المعرفة والأدب باعتباره نشاطًا لغويًا يساعد
على التربية السليمة .. حيث الخبرة والعمل، والإحساس السليم
والعاطفة الإيجابية تساعد الأدب على تنميتها، والأدب ـ فوق هذا ـ
ينتقل بالمدرسة وبعمليتها التعليمية من مجرد تلقين التلميذ مواد
دراسية إلى تزويده بالخبرات العقلية والوجدانية، وإعادة تنظيم
خبراته السابقة، بصورة تضيف إلى معناها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق