السبت، 13 يناير 2018

الأسرة المسلمة في أيام الامتحانات


الأسرة المسلمة أسرةٌ هادئة الأعصاب، تُتقِن عملَها، وتتوكَّل على الله –

عزَّ وجلَّ - فهي تَحرِص في أيَّام الامتحانات على:

• أداء الطفل الصَّلوات في وقتها وفي المسجد.



• تلاوَة الطفل لوِردِه من القُرآن الكريم.



• مُراعاة عُمر الطفل في تحديد عدَد ساعات الاستذكار والاستراحة،

فالطفل الصغير يستَذكِر نصفَ ساعة ويستَرِيح نصف ساعة، والأكبر سنًّا

يستذكر نصف ساعة ويستريح نصف ساعة، والأكبر يستذكر ساعة

إلا ربع ويستريح ربع ساعة... وهكذا.



• منع المشتِّتات التي تَعُوق تركيزَ الطفل؛ فسطح المكتب لا يوجد عليه

غير المادَّة المطلوب استذكارُها، ويجب الحرص على أنْ يسود جوُّ الهدوء

المنزل، فلا داعي للزيارات العائليَّة في هذا التوقيت، وعلى الأطفال

الأصغر سنًّا أنْ يلعبوا بعيدًا عن الطفل الذي يستَذكِر.



• منْح الطفل جزءًا من الوقت لدعمه دراسيًّا، شرح بعض النِّقاط الصعبة،

المراجعة، مع ملاحظة أنْ نتواصَل مع الطفل بكلِّ الحواس؛ فننظُر لعينَيْه

أثناء الشرح، ونهتمُّ بنبرة الصوت الواضحة حتى نستَرعِي سمعه،

ومن الممكن أيضًا أنْ نُكرِّر الكلام أكثر من مرَّة؛ حتى يحسُن استيعابه،

ومن المهم أيضًا لمسُ رأس الطفل أو كفِّه؛ لتركيز انتباهه، وإشعاره

بالحنان، كما أنَّه من الممكن تقديم مجسمات يلمَسُها؛ حتى يتذكَّر المعلومة

بسهولةٍ، ومن المفيد جدًّا تدريبُ الطفل على الامتحانات، وتمثُّل جوِّ

اللجنة، وحلِّ الكثير من الأسئلة.

• من المهم الاهتمامُ بطعام الطفل وغِذائه، ليس فقط أيَّام الامتحانات،

وإنما لا بُدَّ من نظام غذاء صحِّي للطفل إذا أردنا طفلاً نابهًا نشيطًا

مُتَفاعلاً، ولقد أثبتت الدراسات العلميَّة أنَّ الغذاء المتوازن المشتَمِل

على الفيتامينات الأساسيَّة يرفع من مُعدَّل الذكاء، بينما ينحَدِر ذكاء

الأطفال الذين ورثوا الذكاء من والديهم لكنَّهم لم يلقوا العناية الغذائيَّة

الكافية، هؤلاء الأطفال أيضًا مُعرَّضون لأنْ يصبحوا أكثر عدوانيَّة وأقل

في مستوى التركيز، المشكلة أنَّنا نُنفِق الكثير على الغذاء، ولكنَّه في كثيرٍ

من الأحيان لا يكون غذاءً صحيًّا، فالأطعمة المعلَّبة والوجبات الجاهزة

باهظة الثمن لا تَفِي بالحدِّ الأدنى من الحاجات الغذائيَّة للطفل.

تنتَبِه الأُسَر لهذا الأمر في أيَّام الامتحانات، وهذا ليس كافيًا؛ فالعقل

لن ينمو فجأةً في هذه الأيَّام، لكنَّها بادرةٌ طيِّبة يجبُ أنْ نُشجِّعها لتستمرَّ؛

فيكون من مسؤوليَّاتنا أنْ نُوفِّر الغذاءَ الصحيَّ لطِفلنا من أجْل حياةٍ

متوازنة ذكيَّة.

• ليس غذاء الجسد فقط ما يحتاجُه الطفل، بل هناك غذاء أكثر أهميَّة منه،

وهو الغذاء العاطفي؛ فالطفل بحاجةٍ لإشباع عَواطِفه من الحب والحنان،

بحاجةٍ لكلمة: (أحبك)، بحاجةٍ للمسةٍ حانية، بحاجةٍ للدَّعم وبثِّ الثقة،

هو بحاجةٍ لذلك دائمًا وليس في أيَّام الامتحانات فقط، ولكنَّه في حاجةٍ أكثر

في هذه الأيَّام.

• إنَّ أيَّام الامتحانات فرصةٌ رائعةٌ كي نُعلِّم الطفل اللجوء لله - تعالى –

بالدعاء والاستعانة به - عزَّ وجلَّ - في تيسير الدراسة، وتذكُّر المعلومات،

وسُرعة البديهة، فنُعلِّمه كيف يأخُذ بالأسباب ثم يتوكَّل على الله،

وكيف يلجَأ لله - تعالى.

ما أجمل أنْ نُعلِّمه أذكارَ الصباح والمساء في هذا الوقت! ما أجمل أنْ يُردِّد

الطفل كلَّ صباح وكلَّ مساء:

((حسبي الله الذي لا إلهَ إلا هو، عليه توكَّلتُ وهو ربُّ العرش العظيم))،

يقينًا سيشعُر بها بشكلٍ مختلف عن الأيام العاديَّة.

إنَّ هذه الأيَّام العصيبة - أعني: أيَّام الامتحانات - قد تكون فرصةً عظيمة

لِمُراجعة سياستنا التربويَّة، فلنغتَنِمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق