الاثنين، 23 ديسمبر 2019

فوائد من سير السلف (41)

فوائد من سير السلف (41)

قال مالك بن دينار: لما ولي عمر بن عبد العزيز , قالت رعاء الشاء
في دوس الجبال: من هذا الخليفة الذي قد قام على الناس؟ قال: فقيل: لهم
وما أعلمكم بذلك؟ قالوا: إنه إذا قام خليفة صالح كف الذئاب والأسد
عن شياتنا.

عن أبي سليم الهذلي , قال: خطب عمر بن عبد العزيز فقال: أما بعد فإن الله
عز وجل لم يخلقكم عبثا، ولم يجعل شيئا من أمركم سدى، وإن لكم ميعادا
ينزل الله فيه للحكم والقضاء بينكم، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله
وحرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، فاشتروا قليلا بكثير، وفانيا
بباق، وخوفا بأمان. ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، ويستخلفها بعدكم
الباقون، كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين. في كل يوم وليلة تشيعون غاديا
ورائحا إلى الله عز وجل قد قضى نحبه وانقضى أجله، حتى تغيبوه في صدع
من الأرض في بطن صدع، ثم تدعوه غير ممهد ولا موسد قد خلع الأسباب،
وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب مرتهن بعمله، فقير إلى ما
قدم، وغني عما ترك، فاتقوا الله قبل نزول الموت، وايم الله إني لأقول لكم
هذه المقالة، وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب ما أعلم عندي، وما يبلغني
عن أحد منكم حاجة إلا أحببت أن أسد من حاجته ما قدرت عليه، وما يبلغني
أن أحدا منكم لا يسعه ما عندي إلا وجدت أن يمكنني تغييره حتى يستوي
عيشنا وعيشه، وايم الله لو أردت غير ذلك من الغضارة والعيش لكان اللسان
به ذلولا عالما بأسبابه، ولكن سبق من الله كتاب ناطق، وسنة عادلة دل فيها
على طاعته، ونهى فيها عن معصيته، ثم وضع طرف ردائه على وجهه فبكى
وشق وبكى الناس فكانت آخر خطبة خطبها



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق