الأحد، 27 سبتمبر 2020

وقل ربي ادخلني مدخل صدق 1

وقل ربي ادخلني مدخل صدق 1


أنه سأل أن يهب له لسان صدق في الآخرين، قال: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [سورة الشعراء:84]،
وبشر عباده بأن لهم عنده قدم صدق ومقعد صدق، فقال: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ [سورة يونس:2]،

وقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ۝ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ

[سورة القمر:54، 55



يقول: "وقد أمر الله تعالى رسوله أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق،
فقال: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا

[سورة الإسراء:80]،

وأخبر عن خليله إبراهيم



هذه خمسة أشياء: مدخل الصدق ومخرج الصدق ولسان الصدق وقدم الصدق ومقعد الصدق"

ويقول: "فمدخل الصدق ومخرج الصدق: أن يكون دخوله وخروجه حقاً ثابتاً بالله وفي مرضاته، بالظفر بالبغية
وحصول المطلوب، ضد مخرج الكذب ومدخله الذي لا غاية له يوصل إليها، ولا له ساق ثابتة يقوم عليها كمخرج
أعداءه يوم بدر، ومخرج الصدق كمخرجه ﷺ هو وأصحابه في تلك الغزوة، وكذلك مدخله ﷺ المدينة كان
مدخل صدق بالله ولله، وابتغاء مرضات الله، فاتصل به التأييد والظفر والنصر وإدراك ما طلبه في الدنيا والآخرة،
بخلاف مدخل الكذب الذي رام أعداؤه أن يدخلوا به المدينة يوم الأحزاب"

وهو يواقعها ويقارف ما يقارف فيها.u، وهكذا خروج الإنسان، خرج لماذا؟ وفي ماذا؟ فقد يكون مخرجه أيضاً مخرج صدق،
وقد يكون مخرج كذب. إلى أن قال: "وما خرج أحد من بيته ودخل سوقه أو مدخلاً آخر إلا بصدق أو كذب"[8]،

يعني حينما يدخل الإنسان المسجد للصلاة أو لسماع درس أو نحو ذلك، هذا قد يكون مدخل صدق وقد يكون مدخل كذب،
حينما يخرج قد يكون خروجه، وكذلك حينما يدخل بيته، حينما يدخل الانترنت، هذا دخول صدق وإلا دخول كذب،
هذا مدخل كذب وإلا مدخل صدق، وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا [سورة الإسراء:80]،

لما تفتح الانترنت تريد الوصول إلى ماذا؟ الذي يريد الوصول إلى الشبهات والشهوات أو يكتب طعناً في الدين أو
يكتب رياء وسمعة، هذا قد دخل مدخل كذب، الذي يفتح موقع يفتح حساب، وهو يريد أن يذكر، وأن يمدح،
وأن يعرف أو يكتب مقالة أو يعلق، يريد أن يقول: أنا موجود، فهذا مدخل كذب، والذي يدخل لله، وفي الله، ويريد
ما عند الله -تبارك وتعالى- فهذا مدخل صدق، تذكر هذا حينما تضع الأنامل على لوحة المفاتيح، هذا مدخل
صدق أو مدخل كذب، واسأل ربك هذا السؤال: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ [سورة الإسراء:80]،

ولو أن الإنسان جعل هذا منهاجاً في الحياة، في السفر وفي الزيارات وفي إقامة المشروعات الدعوية
وغير الدعوية، وفي المشاركة مع الآخرين بألوان الأعمال والمشاركات، وفيما يكتبه ويؤلفه، أو ما يصدره
من صوتيات، هل هذا مدخل صدق أو مدخل نفاق وكذب؟ سواء كان يريد بذلك شهوات أو كان يريد بذلك الشبهات،
فيكون ذلك حاجزاً للإنسان عن مداخل الريب، ومداخل السوء التي يراه الله uإذن عندنا مدخل صدق، أن يكون
الإنسان أن يكون شروعه وابتداؤه في العمل ودخوله للمحالة التي يدخلها لله وبالله وفي الله، يدخل هذا العمل،
هذه الوظيفة، هذه الجامعة، يدخل في هذه المدرسة، ي
دخل في هذا النوع من التعليم يدخل في هذا المشروع، هل دخوله مدخل صدق أو ليس بمدخل صدق،
قد يدخل الإنسان ويريد الدنيا، قد يريد الرياء والسمعة، قد يريد محادة الله

يقول: "ما خرج أحد من بيته ودخل سوقه أو مدخلاً آخر إلا بصدق أو بكذب، فمخرج كل واحد ومدخله لا يعدو الصدق والكذب"

ويقول: "وأما لسان الصدق فهو الثناء الحسن عليه ﷺ من سائر الأمم بالصدق"

، قد يثنى على الإنسان لكن بالنفاق والكذب، فهذا ليس بلسان صدق، قد يثني عليه بعض الناس
ولكن قلوبهم تلعنه -نسأل الله العافية-؛ لأنهم يعرفون أنه لا يرضى إلا بالمدح والثناء والإطراء بلا استثناء
فيمدحونه، ولربما بما ليس فيه، فاللسان الصدق: الثناء الحسن بالصدق ليس ثناء بالكذب
، كما قال عن إبراهيم وذريته من الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام: وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
[سورة مريم:50]، يعني لا يمدحون بالكذب وإنما يمدحون بالصدق.

يقول: "واللسان هنا: الثناء الحسن"

يقول: "وأما قدم الصدق، فحقيقة القدم ما قدموه وما يقدمون عليه يوم القيامة"،

جمع القولين للمفسرين، وهذا من أبدع ما يكون؛ لأن بعضهم يقول: قدم: هو ما قدمه الإنسان
من عمل، وبعضهم يقول: ما يقدم عليه، ابن القيم جمعهما، قال: "حقيقة القدم ما قدموه
وما يقدمون عليه يوم القيامة، وهم قدموا الأعمال والإيمان لمحمد ﷺ، ويقدمون على الجنة
التي هي جزاء ذلك، وأما مقعد الصدق فهو الجنة عند الرب -تبارك وتعالى"

يقول: "فلذلك كانت الصديقية كمال الإخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطناً"،
هذا كلام في غاية النفاسة في هذا الباب العظيم، وهو الصدق.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق