الاثنين، 28 سبتمبر 2020

وقل ربي ادخلني مدخل صدق 3


وقل ربي ادخلني مدخل صدق 3


وأحسن ما يكون للإنسان إذا خرج من بيته أن يجعل حظ النفس خلف ظهره، لا يطالب الناس، ولهذا قال الله: خُذِ الْعَفْوَ [سورة الأعراف:199]،

معنى خذ العفو: يعني لا تحمل الناس عنتاً وتثقل على هؤلاء في أداء حقوقك، كل إنسان تريد أن يأتي بحقك كاملاً، الزوجة تأتي به كاملاً، والولد يأتي به كاملاً، والزملاء يأتون به كاملاً، ومن نقص فحسابه عسير، أحقاد وضغائن في الصدور، خُذِ الْعَفْوَ، يعني ما تسمحت به نفوسهم من غير تكلف فبذلوه لك طواعية ومحبة خذه، الباقي الذي يشق عليهم أو يثقل عليهم أو يغفلون عنه لا تكلفهم ولا تطالبهم، وإذا اعتذر قل: لا، أنا الذي أعتذر، وإذا قال: أنا مقصر، قل: لا أنا الذي مقصر، إذا قال: ما زرتك من زمان، ما اتصلت، قل: أنا الذي ما اتصلت، ما رديت على اتصالك، قل: أنا تأتيني اتصالات كثير لا أستطيع أن أرد عليها وأنسى، لا تعتذر فالحق لك، أما من يريد أن يخضع الناس له فهذه مشكلة كبيرة هو أول من سيعاني منها.

، في حق الزوجة يعني، وقالوا: "ما استوفي كريم قط"، يعني يترك، عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ [سورة التحريم:3]، هذا الكريم لا يقف عند كل تصرف وعند كل إساءة وكل تقصير.tيقول: الثامنة: الجود بالصبر والاحتمال والإغضاء، وهذه مرتبة شريفة من مراتبه، وهي أنفع لصاحبها من الجود بالمال، وأعز له وأنصر، وأملك لنفسه وأشرف لها، ولا يقدر عليها إلا النفوس الكبار. الإغضاء والصبر والاحتمال، "ما أحب أن أستوفي جميع حقي منها"، كما جاء عن ابن عباس

يقول: فمن صعب عليه الجود بماله فعليه بهذا الجود فإنه يجتني ثمرة عواقبه الحميدة في الدنيا قبل الآخرة، ولهذا قال: وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ [سورة المائدة:45]، وقال: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [سورة الشورى:40]،

فذكر المقامات الثلاث: العدل والفضل، والظلم.

التاسعة: الجود بالخلق والبشر والبسطة، وهو فوق الجود بالصبر والاحتمال والعفو، وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان، وقال النبي ﷺ: لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق

العاشرة: الجود بتركه ما في أيدي الناس عليهم، فلا يلتفت إليه ولا يستشرف له بقلبه، ولا يتعرض له بحاله ولا لسانه، وهذا الذي قال ابن المبارك: "إنه أفضل من سخاء النفس بالبذل"

لا يتطلع لما في أيدي الناس، "استغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره"

فبعض الناس إنما قيامه -نسأل الله العافية- بالافتقار إلى المخلوقين، فإذا أراد أن يدخل الجامعة أجلب عليهم بخيله ورجله من أجل الشفاعات حتى يدخل في الكلية، وإذا تخرج أجلب بخيله ورجله حتى يتوظف بالشفاعات، ويا أبو فلان! وتكفى يا الحبيب! وكلم فلان، واتصل بفلان، وارسل لفلان، وشوف من مفتاح فلان، ومن يعرف فلان، توجه إلى الله -تبارك وتعالى- واستغن عن هؤلاء الضعفاء الفقراء المحتاجين، فإن استطعت ألا يكون لأحد عليك يداً فافعل.

قال -رحمه الله:

- الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل.

فالصبر يحمله على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة، والرفق، وعدم الطيش، والعجلة. والعفة تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل.

وكذلك العفة تحمله على الحياء الذي هو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء والبخل والكذب والغيبة والنميمة إلى غير ذلك.

قال: والشجاعة تحمله على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه وشجاعتها.

وتحمله على كظم الغيظ والحلم.

قال: فإنه بقوة نفسه وشجاعتها أمسك عنائها ويكبحها بلجامها عن النزغ والبطش.

يعني النزغ والبطش.

قال: فإنه بقوة نفسه وشجاعتها أمسك عنائها ويكبحها بلجامها عن النزغ والبطش، وحقيقة الشجاعة ملكة يقتدر بها على قهر خصمه. والعدل يحمله على اعتدال أخلاقه وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط.

يعني يحمله العدل على خلق الجود والسخاء الذي هو وسط بين الذل والقحة، يعني الآن بذل المال وسط بين البخل والتبذير، الجود، الكرم، والشجاعة هي وسط بين الجبن والتهور، وقل مثل ذلك في الحلم وسط بين التبلد والمهانة والطيش والغضب، وما إلى ذلك.
فهذه لو نظرت في الأخلاق تجد أن لكل خلق طرفين وواسطة. فالعدل يحمله على التوسط في هذه الأشياء.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق