الأحد، 11 يوليو 2021

موسوعة المؤرخين (80)

 
موسوعة المؤرخين (80)

ابن حيان القرطبي..شيخ مؤرخي الأندلس (05)

مؤلفات ابن حَيَّان (التصنيف والمحتوى):
ارتكزت كتابات ابن حيان على الأندلس وما مرّت به من أحداث منذ
فتحها سنة91هـ/ 711م وحتى عصر الطوائف. لذلك اعتبر أحد أكبر
مؤرخي الأندلس، خصوصًا أن مؤرخي الأندلس اللاحقين لم ينسجوا على
منواله، وينهجوا نهجه، واكتفوا بالكتب الإقليمية الضيقة، فلم يضطلع أحد
منهم بكتابة موسوعة مثل موسوعته، لكن ثمة مؤرخ يشبه ابن حيان
في أسلوبه النقدي القوي، وهو الوزير لسان الدين بن الخطيب
مؤرخ غرناطة.

وقد ترك ابن حيان مؤلفات كثيرة في التاريخ، وغيره، قاربت الخمسين
مؤلفا، فُقد معظمها، ولم يبق منها إلا اليسير. واشتمل محتوى تلك
الأعمال من مختلف الجوانب حيث اشتملت على جوانب عديدة، سياسية،
واقتصادية، واجتماعية، وثقافية. وأهم تلك المؤلفات هي: "المقتبس
في تاريخ الأندلس" وكتاب "المتين"، وكتاب "البطشة الكبرى"، وكتاب
"أخبار الدولة العامرية"، وكتاب في "تراجم الصحابة"، وكتاب "تاريخ
فقهاء قرطبة". ومجموع هذه الكتب يشكل ما يطلق عليه اسم
"التاريخ الكبير" لابن حَيَّان.

كتاب المقتبس في أخبار الأندلس:
خصص ابن حيان كتابه الرئيس والأكثر شهرة "المقتبس في أخبار
الأندلس" لمعالجة تاريخ الأندلس منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية عصر
الخليفة الحكم المستنصر. ويقدم لنا فيه أوسع رواية عن تاريخ الأندلس
في القرون الهجرية الأربعة التي يغطيها الكتاب بصورة لم تتكرر في كل
ما وصلنا من كتب عن تاريخ الأندلس. وهو كتاب من أعاظم كتب التاريخ،
لم تصلنا سوى أجزاء متفرقة منه. وموضوعه تاريخ الأندلس منذ الفتح
العربي سنة 91هـ حتى آخر خلافة الحكم المستنصر سنة 336هـ. وهو
أحد الكتب التي فاخر بها ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس قال:
"ومنها كتاب التاريخ الكبير في أخبار أهل الأندلس تأليف أبي مروان
بن حيان، نحو عشرة أسفار، من أجلّ ما ألف في هذا المعنى.
وهو في الحياة بعد، لم يتجاوز الاكتهال".

ولم يعثر إلى الآن إلا على أربعة أجزاء من مجمل أجزاء "المقتبس"
العشرة، وقد نشرت الأجزاء الأربعة، وهي: الجزء الثاني، ويتناول الفترة
232 - 267هـ، والجزء الثالث، ويتناول الفترة 275 - 298هـ، والجزء
الخامس، ويتناول الفترة 299 - 330هـ، والجزء السابع،
ويتناول الفترة 360 - 364هـ.

وفضلًا عن ذكر أخبار الأندلس، يأتي "المقتبس" -وبدقة- على بعض
أخبار إسبانيا المسيحية، مما جعل باحثًا حديثًا يقرر بأن "ابن حيان ينبغي
ان يُجعل في طليعة من يرجع إليهم عند الحديث عن تاريخ إسبانيا
المسيحية حتى أواخر القرن العاشر الميلادي". ولعل ابن حيان كان يعرف
عجمية مستعربي الأندلس، أو أنه استمد أخباره من المستعربين بقرطبة،
وكانوا على اتصال بإخوانهم في الدين في شمال إسبانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق