الاثنين، 3 يناير 2022

إياك أن تغتر

 إياك أن تغتر

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ }.

تأمل قول اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ﴾،
لتعلم السمة التي أرادها الله تعالى للعلماء.

وهذه أشرف نسبة، وهل هناك أشرف ممن انتسب
إلى ما يوصله لله تعالى؟
وهم اتقى النَّاسِ للهِ، وأعظمُهُم لَهُ خشيةً؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }.

وَهُمْ أَكْرَمُ النَّاسِ وَخِيَارُهُمْ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ» فَقَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا
نَسْأَلُكَ، قَالَ: «فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ
اللَّهِ» قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِ؟
خِيَارُهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ، إِذَا فَقُهُوا».

وَهُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِياءِ؛ فَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا،
وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».

وهم حماة الإسلام وحراس العقيدة، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم
من ضال تائه قد هدوه فما أحسن آثارهم عَلَى الناس ينفون عن دين اللَّه
عَزَّ وَجَلَّ تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الضالين،
ويتعهدون الناس بالتربية والتعليم؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
﴿ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ﴾، حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، وَيُقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ
بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ.

ولا يخافون في اللهِ لومةَ لائمٍ، ولا يشترون بآياتِ اللهِ ثمنًا قليلًا،
ولا يبيعون دينهم بعرض من الدنيا، ولا يزينون الباطلَ لأهلِهِ، ولا يخذلون
الضعيفَ لضعفِهِ، ولا ينقضون عَهْدَ اللهِ من بعد ميثاقه، ولا يكتمون
ما أنزل اللهُ عَنْ عِبَادِهِ.

هَذِهِ بعضُ صِفَاتِهم فإِيَّاكَ أَنْ تغترَّ بالأَشْبَاه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق