الاثنين، 25 نوفمبر 2013

آداب العمل

 
 الإسلام دين العمل، وهو عمل للدنيا، وعمل للآخرة.
قال تعالى:
 
{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ }
القصص: 77.
 
وقد أمر الله -سبحانه- بالعمل والسعي في الأرض والأكل من رزق الله،
فقال تعالى:

 { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }
الملك: 15
 
وحثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم
على العمل، فقال:
 
( اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له )
متفق عليه
 
وكان الأنبياء جميعًا -عليهم الصلاة والسلام- خير قدوة لنا في العمل
والسعي، فما من نبي إلا ورعى الغنم، وكان لكل نبي حرفة وعمل يقوم به،
وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأعمال المختلفة،
ولم يتميز عليهم كما حدث في بناء المسجد أو حفر الخندق،
فكان يحمل التراب والأحجار.
 
وللعمل والسعي على الرزق آداب يجب
على كل مسلم أن يتحلى بها، منها:
 
استحضار النية:
المسلم يبتغي من عمله إشباع البدن من الحلال وكفه عن الحرام،
والتقوِّي على العبادة، وعمارة الأرض.
عدم تأخير العمل عن وقته:
المسلم يقوم بأعماله في أوقاتها دون تأخير،
وقيل في الحكمة: لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.
فواصل للمواضيع
التبكير:
قال صلى الله عليه وسلم:
 
( اللهم بارك لأمتي في بكورها )
الترمذي وابن ماجه وأحمد
فواصل للمواضيع
الجد في العمل:
المسلم يذهب إلى عمله بجد ونشاط، دون تباطؤ أو كسل،
فمن جَدَّ وجد، ومن زرع حصد.
 
قال الشاعر:
بقـدر الكَدِّ تُكْتَســب المعـــالي
ومـن طـلب العــُلا سـهر الليالــي
ومـن طـلب العــلا مـن غيـر كَـد
أضاع العمر فــي طلـــب المــُحَالِ
فواصل للمواضيع
إتقان العمل:
المسلم يتقن عمله ويحسنه قدر المستطاع.
قال صلى الله عليه وسلم:

 ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
البيهقي
 
وقال صلى الله عليه وسلم:
 
( إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة،
وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيَحُدَّ أحدُكم شفرته؛ فلْيُرِح ذبيحته )
مسلم
فواصل للمواضيع
التواضع:
الكبر في الأمور كلها مذموم،
وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

 ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر )
أبو داود والترمذي وأحمد
 
فلْيتواضع كل رئيس لمرءوسيه، ولْيتعاون كل مرءوس مع رئيسه، ولنا
في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحـسنة؛ فقد كان يعاون أصحابه
فيما يقومون به من عمل، ويساعد أهله في تواضع عظيم.
فواصل للمواضيع
عدم الانشغال بعمل الدنيا عن العبادة والطاعة:
المسلم يعمل لكي يحصل على الكسب الطيب له ولأسرته، وهو عندما يعمل
يكون واثقًا من تحقيق أمر الله؛ إذ يقول:
 
{ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }
الملك: 15
 
وإذا كان العمل لاكتساب الرزق وإعفاف النفس عن المسألة عبادة
في حد ذاته، فإن ذلك لا يشغلنا عن طاعة الله فيما أمرنا به من سائر العبادات.
فواصل للمواضيع
البعد عن العمل الحرام:
المسلم يختار عملا لا يتعارض مع أصل شرعي،
فلا يعمل في بيع الخمور أو فيما شابه ذلك.
فواصل للمواضيع
الأمانة:
المسلم أمين في عمله؛ لا يغش ولا يخون، ولا يتقاضى رشوة من عمله
وهو حافظ لأسرار العمل، ويؤديه على أكمل وجه، وكذلك صاحب العمل عليه
أن يحفظ للعاملين حقوقهم؛ فيدفع لهم الأجر المناسب دون ظلم، ولا يكلفهم
ما لا يطيقون من العمل، كما أنه يوفر لهم ما يحتاجون 
  إليه من رعاية صحية واجتماعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق