الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الشفقة المذمومة

الشَّفَقَة المذمومة: وهو ما يحصل بسببها تعطيل لشرع الله،
أو تهاون في تطبيق حدوده وأوامره، كمن يُشْفِق على من ارتكب جُرمًا
يستحق به حدًّا، فيحاول إقالته والعفو عنه،
ويحسب أنَّ ذلك من الشَّفَقَة على الخَلق، وهو ليس منها في شيء .
قال الحسن :
 
[ إن منعته أُمُّه عن العشاء في الجماعة -شفقةً- لم يُطِعها ]
قال العيني :
 
[ يعني: إن منعت الرَّجل أُمُّه عن الحضور إلى صلاة العشاء مع الجماعة
شَفَقَة عليه، أي: لأجل الشَّفَقَة. لم يُطِع أمَّه فيه..
مع أنَّ طاعة الوالدين فرض في غير المعصية، وإنَّما عيَّن العشاء،
مع أنَّ الحُكم في كلِّ الصَّلوات سواء؛ لكونها من أثقل الصَّلاة على المنافقين...
وإنَّما عيَّن الأمَّ مع أنَّ الأب كذلك في وجوب طاعتهما؛
لأنَّ الأمَّ أكثر شَفَقَة من الأب على الأولاد ]
وعن عامر بن سعد، أنَّ أسامة بن زيد رضي الله عنه
 أخبر والده سعد بن أبي وقاص:
 
( أنَّ رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إنِّي أَعْزِل عن امرأتي.
 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِمَ تفعل ذلك ؟
 فقال الرَّجل: أُشفِق على ولدها، أو على أولادها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان ذلك ضارًّا،
ضرَّ فارس والرُّوم )
وقال زهير في روايته :
 
[ إن كان لذلك فلا، ما ضارَّ ذلك فارس ولا الرُّوم
أو كمن يُشْفِق على الطُّلَّاب فيتركهم يغشُّون في الامتحان
شَفَقَة منه عليهم أن يرسبوا.
أو كمن يَقتل من الأطباء -بدافع الشَّفَقَة- مرضاهم الذين لا يُرجى شفاؤهم،
ويتألَّمون من مرضهم.. فكلُّ هذا ممَّا لا تجوز فيه الشَّفَقَة ].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق