الجمعة، 19 ديسمبر 2014

ماذا قال عروة؟


عروة بن الزبير قطعت
رجله لمرض أصابه وفي نفس اليوم توفي أعز ابنائه السبعة على قلبه
بعد أن رفسه فرس ومات ..
فقال عروة :
اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ,أعطاني سبعة أبناء
وأخذ واحدًا , وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحدًا إن ابتلى فطالما عافا
وإن أخذ فطالما أعطى , وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة .
ومرت الأيام ... و ذات مرة دخل مجلس الخليفة , فوجد شيخًا طاعنًا
في السن مهشم الوجه أعمى البصر , فقال الخليفة : يا عروة سل
هذا الشيخ عن قصته .
قال عروة :
ما قصتك يا شيخ ؟
قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ , وليس في ذلك
الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالًا وحلالًا وعيالًا , فأتانا السيل بالليل
فأخذ عيالي ومالي وحلالي , وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير
وبعير واحد , فهرب البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيرًا حتى
سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُ فإذا برأس الطفل في فم الذئب
فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه , فعدت لألحق
بالبعير فضربني بخفه على وجهي , فهشم وجهي وأعمى بصري
قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا فقال الشيخ :
أقول اللهم لك الحمد ترك لي قلبًا عامرًا ولسانًا ذاكرًا .
هذا هو الصبر .. هؤلاء الذين بشرهم الله بقوله :
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
ماهي مصائبنا لكي نحزن ونتضايق !
هل تقاس بمصائبهم ! هم صبروا فبشرهم الله ، ونحن جزعنا فماذا لنا
ربنا لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
تعيش بين أهلك تتمتّع بالصحة والعافية
تنام على ( فِراش ) خاص بك تأكل و تشرب وتخرج وتعيش بأمان
ولاتشعر بآلخوف حولك وكل ماترغب به تحصل عليه إما بوقته أو بعد
حين تضحك وتتحرك وتتتمتع بِكامل ( قواك العقليه والجسدية)
لكن تكتب بالرساله الخاصه# (يا همومي ارحميني ماعاد أقوى الصبر)
(يا موت خذني كم بدنياي عانيت) وتتصنع الحزن وتضع صور لأناس
يبكون ويتألمون
أريد أن أعرف "

عن أي حزن يتحدثون
احمدوا الله' واشكروه فإنكم لاتعلمُون ماهو ( الهمّ )والخوف والفزع
والجوع والتشريد أخشى أن يبتلينا الله لنذوق حقيقة مانكتب
تأملوها رُبما البعض يتغير عن تصنع الأحزان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق