الثلاثاء، 5 مايو 2015

العمرة لا بأس بها في رجب

الســــؤال :
يخص بعض الناس شهر رجب ببعض العبادات كصلاة الرغائب
وإحياء ليلة ( 27 ) منه فهل ذلك أصل في الشرع ؟
جزاكم الله خيرا .
الإجابة
تخصيص رجب بصلاة الرغائب أو الاحتفال بليلة ( 27 ) منه يزعمون
أنها ليلة الإسراء والمعراج كل ذلك بدعة لا يجوز ، وليس له أصل في
الشرع ، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم ، وقد كتبنا في ذلك
غير مرة وأوضحنا للناس أن صلاة الرغائب بدعة ، وهي ما يفعله بعض
الناس في أول ليلة جمعة من رجب ، وهكذا الاحتفال بليلة ( 27 ) اعتقادا
أنها ليلة الإسراء والمعراج ، كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع ، وليلة
الإسراء والمعراج لم تعلم عينها ، ولو علمت لم يجز الاحتفال بها ؛ لأن
النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتفل بها ، وهكذا خلفاؤه الراشدون
وبقية أصحابه - رضي الله عنهم - ، ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليها .
والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل :
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
متفق على صحته
وقال عليه الصلاة والسلام :
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
أخرجه مسلم في صحيحه ،
ومعنى فهو رد ، أي مردود على صاحبه ، وكان - صلى الله عليه وسلم
يقول في خطبه :
( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد –
صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ،
وكل بدعة ضلالة )
أخرجه مسلم أيضا .
فالواجب على جميع المسلمين اتباع السنة والاستقامة عليها والتواصي
بها والحذر من البدع كلها عملا بقول الله عز وجل :
{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى }
وقوله سبحانه :
{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
( الدين النصيحة ، قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال :
لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
أخرجه مسلم في صحيحه .
أما العمرة فلا بأس بها في رجب ، لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر –
رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في رجب ،
وكان السلف يعتمرون في رجب ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه
الله في كتابه : ( اللطائف ) عن عمر وابنه وعائشة - رضي الله عنهم –
ونقل عن ابن سيرين أن السلف كانوا يفعلون ذلك . والله ولي التوفيق .
المصدر : فتاوى ابن باز يرحمه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق