الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

اجتناب الاحتكار

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
 قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:
 
( مَن احتَكَرَ حَكرَة يريدُ أن يُغلي بِها على المُسلمينَ
فهُو خاطئ وقد بَرِئت مِنهُ ذِمَّةُ اللّهِ ورَسولِهِ )
 (رواه أحمد والحاكم) .
 
 الاحتكار بغية رفع الأسعار على المسلمين حرام .
ولفظة خاطئ في الحديث لا تعني صغر ذنب المحتكر لأن تتمة الحديث
تفسر معنى الخطأ حيث أن براءة ذمة الله ورسوله لا تكون إلاّ على أمر
من الكبائر. فالاحتكار خلق ذميم يجعل المحتكر يفرح بشقاء غيره متجردا
من الإنسانية . إن المال في يد المؤمن عارية (أمانة) قد استودعه الله
تعالى إياها يستفيد منها ويفيد غيره إلى أجل مسمى . أما المال في يد
المحتكر فهو كنياب السباع في الغابة يؤذي به عباد الله واضعا أنانيته
فوق كل اعتبار لكي يحصل على المزيد من المال ، ولا يكاد يشبع إلاّ من
التراب ويتوب الله على من تاب.
 
ويزداد ذنب المحتكر كلما كانت الحاجة إلى السلعة التي يحتكرها أشد من
قبل الناس. فمحتكر الطعام الضروري أكبر إثما . والغني الذي يجمع
المزيد من الأموال بجشع وشراهة في أوقات كروب الناس من غلاء أو
حروب أو فقدان للأمن يرتكب إثما كبيرا . والإنفاق في مثل تلك الأوقات
من أعظم القربات عند الله. قال تعالى:
 
{ فلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ ، وما أدراكَ ما العَقَبَة ،
 فَكّ رَقَبَة أو إطعام في يوم ذي مَسغَبَة } (46)
 
فالمؤمن يرضى بالقليل من الربح وهو سهل عند البيع والشراء ، فإذا ما
نزلت بالمسلمين مصيبة من غلاء أو قحط ، جعل نفسه واحدا ممن يعاني
، فيحزن لمصائبهم دون احتكار أو استغلال لتلك المصائب.
 
المراجع :
ـ 46 ـ سورة البلد الآيات 11-14.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق