الأحد، 6 سبتمبر 2015

الكلام نشر والسكوت طي

لما أصاب أهل البوادي القحط أيام هشام بن عبد الملك وفدت عليه رؤساء
القبائل وفيهم صبي صغير في رأسه ذؤابة، وعليه بردة يمنية فأنكر هشام
حضوره
 
 وقال للحاجب: ما يشاء أحد أن يصل إلينا إلاّ وصل حتى الصبيان ،
 
 فقال الصبي: يا أمير المؤمنين إن دخولي لم ينقصك، ولكن شرفني ،
وإن هؤلاء قدموا لأمر فهابوك دونه ، وإن الكلام نشر والسكوت طي
لا يعرف إلاّ بنشره،
 
 فأعجب هشامًا كلامه "فقال له:" انشر لا أم لك
 
فقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون ثلاث، فسنة أذابت الشحم،
 وسنة أكلت اللحم، وسنة أنقت العظم.
 
وفي يدكم نصول أموال
فإن كانت لله ففرقوها على عباده
وإن كانت لهم فعلام تحبسونها عنهم ؟
وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم
فإن الله يجزي المتصدقين ،
ولا يضيع أجر المحسنين.
 
فقال هشام : ما ترك لنا الغلام في واحدة من الثلاث عذرًا.
 
فأمر بمائة ألف درهم ففرقت في البادية وأمر للغلام بمائة ألف درهم
 
 فقال: ارددها في جائزة العرب ، فما لي بها حاجة في خاصة نفسي
دون سائر المسلمين، فكان في هذه أعجب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق