الأحد، 2 ديسمبر 2018

تراجع مستواي الدراسي بعد صدمة عاطفية

تراجع مستواي الدراسي بعد صدمة عاطفية

أ. لولوة السجا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ كنتُ دائمًا الأولى على فصلي، وكنتُ أحبُّ المذاكَرة جدًّا،

حتى دخلتُ الثانوي، وكنتُ أخرُج مع صديقاتي وكان هناك شابٌّ

كان يَنْظُر إلى صديقتي ويَهتمُّ بها اهتِمامًا شديدًا، وبعدما رجعتُ بدأتُ

أتكلم مع نفسي، وبدَا التغير عليَّ واضحًا بدون سبب، ولا أعلم السبب.

كنتُ أظنُّ أنه يجب أن يهتمَّ بي لأني أفضل مِن صديقتي، لكن حصل

غير ذلك، فبدأتُ أفتَقِد تركيزي، وحاولتُ استعادة المذاكرة حتى دخلتُ

كلية الطب البشري، وللأسف فقدتُ التركيز والمذاكرة مرة أخرى،

ولم أَعُدْ كما كنتُ أُحبُّ المذاكرة، بل كرهتُها، وطال وقتُ نومي،

وبسبب ذلك رسبتُ في السنة الأولى.

فماذا أفعل بعدما تأكدتُ أن الشخص غير مناسب لي؟ جرَّبت الرقية الشرعية

وذهبتُ إلى مختصةٍ نفسيةٍ، والحمد لله لا أعاني من أي شيء.

أشيروا عليَّ بارك الله فيكم ماذا أفعل؟

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله،

وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فيظهر أنَّ ما حصل لك كان بسبب صدمةٍ عاطفية كما ذكرت،

إلا أن تكونَ هناك أسباب أخرى كوقوع حسدٍ مثلًا، والحل في كلتا الحالين

هو التعلق بالله دعاءً ورجاءً وطاعة، وقد أحسنتِ حين الْتَفَتِّ لنفسك فرقيتِها،

وفعلت ما تيسَّر لك من الأسباب، ويبقى أن تحسني الظن بأن كل ما حصل

لك فهو خير، حتى وإن كرهتِ ذلك، فالله جل جلاله يقول:

{فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}

[النساء: 19].

فلعل الله أن يُبدلك حالًا خيرًا من حالك، والمطلوبُ منك عدم الاستسلام

لأي تفكير سلبي، بل قاومي كل ذلك مستعينة بالله ولن يُخيبك،

وتعايشي مع الواقع بكل رضًا واستسلام، وتفاءلي بأن القادم أفضل،

وما دمت محافظةً على دينك فتلك نعمة عظيمة حيث لا شيء يعدل سلامة الدين.

لا تحصري نجاحك وتقصريه على جانب واحدٍ، فالفُرَص قد تكون أمامك

متعددةٌ، فاختاري ما يناسبك ولا تحملي نفسك فوق طاقتها،

وتفَقَّدي علاقتك بربك ثم بوالديك ثم الأقرب فالأقرب.

قدمي العون للآخرين، وانشري العلم النافع، واحفظي القرآن

أو ما يَتَيَسَّر لك منه، واسألي الله العون والتيسير.

لاحظي كيف أنَّ أمرًا سخيفًا قد يُؤثِّر على حياتك، رغم أنك أدركتِ بعد ذلك

بأنه لا يستحقُّ، فتلك هي الدنيا قد تخدعنا وقد تشغلنا، ولا نُدرك ذلك إلا متأخِّرًا.

المسألةُ قد تحتاج بعد توفيق الله إلى وقتٍ لتتخلصي مِن ذلك الشعور السلبي،

لكن إن فعلت ما قلت لك، فسيكفيك الله جل جلاله، وقد تكتشفين أنَّ الله

منع عنك شيئًا ليمنحك الأفضل، واصلي الدعاء، ولن تعدمي خيرًا مِن ربٍّ رحيمٍ كريم.

منقول للفائدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق