الأربعاء، 5 فبراير 2020

طاعة الزوج


طاعة الزوج

ما هى الأمور التي على الزوجة أن تطيع زوجها بها؟

ج/ للزوج على زوجته حسن الطاعة بالمعروف،

كما لها عليه حسن العشرة بالمعروف..

فالواجب على الزوج للزوجة بعد المهر:

١- نفقتها فى طعامها وكسوتها بالمعروف.

٢- وسكنها وأثاثه ورعايتها فيه بالمعروف.

٣- وأداء حقها ووطرها بالفراش.

كما قال تعالى

{ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }

، وقال

{ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ }،

وقال

{ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ }

، وقال

{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }

وفى الصحيح حين تبتل أبو الدرداء وأهمل حق زوجته بالفراش، فقال له

سلمان الفارسى "إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا،

فأعط كل ذى حق حقه"، فأتى النبى صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له،

فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "صدق سلمان" ..

وقالﷺ لعبد الله بن عمرو - كما فى المسند –

(إن لنفسك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا،

ولزوراك عليك حقا)..

وكذلك على الزوجة أيضا القيام بحقوق الزوجية، وهى:

١- طاعة زوجها فى قضاء حاجته ووطره بالفراش، فلا تمتنع من فراشه،

ولا تصوم نافلة ولا تحج وتعتمر نافلة إلا بإذنه، مراعاة لحقه فى الفراش.

٢- وعدم الخروج من بيته - فى غير حاجاتها - إلا بإذنه.

٣- وألا يدخل بيته أحد إلا بإذنه، كما فى الصحيحين "لا يحل للمرأة

أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن فى بيته إلا بإذنه"..

٤- وحفظه فى ماله وولده فهى كما فى الصحيح

"راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها".

وكل ذلك بالمعروف، أى بحسب ما يجرى به العرف فى كل بلد، وبحسب حال

الزوج والزوجة، سواء النفقة أو السكن أو الطاعة، كما قال تعالى

{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

وقد اشتكت هند بنت عتبة امرأة أبى سفيان إلى رسول الله ﷺ فقالت:

يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطينى من النفقة ما يكفينى

ويكفى بنىَّ إلا ما أخذت من ماله بغير علمه فهل على فى ذلك من جناح؟

فقال رسول الله ﷺ - كما فى الصحيحين - :

"خذى من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفى بنيك"!

وقال ﷺ فى خطبة حجة الوداع:

"استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوانٍ ليس تملكون منهن شيئا

غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن فى المضاجع

واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا،

إن لكم من نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا

يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن فى بيوتكم لمن تكرهون،

ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن فى كسوتهن وطعامهن"،

وقال ﷺ كما فى الصحيحين :

"فاتقوا الله فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة

الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن

ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"..

وأما ما عدا هذه الحقوق الواجبة، كالخدمة فى البيت، ورعاية والديه ونحو

ذلك، فالصحيح أنها ليست واجبة على الزوجة إلا بالمعروف، وهى من حسن

العشرة، بحسب عرف كل مجتمع،

فكما ينبغي للزوج أن يكرم زوجته بأكثر من النفقة الواجبة كالهبة والهدية،

كذلك ينبغى على الزوجة أن ترعاه وتقوم فى بيته بأكثر من حقوقه الواجبة،

كرعاية والديه، وخدمة بيته، كما قال تعالى

{ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ }..

والفضل هو ما زاد عن الحق الواجب، وإذا كان ذلك بعد الطلاق

فهو قبله أولى بلا شك..

ولهذا قال ﷺ

"خيركم خيركم لأهله"..

والقصد أن الحياة الزوجية ليست شركة تجارية يتناصف فيها الشركاء

حقوقهم، بل هى أسمى من ذلك، فهى حب ورحمة ومودة وسكن،

كما قال تعالى

{ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }

فعلى كل من الزوجين أن يسعى لسعادة ورضا وراحة صاحبه،

ولا يتحقق ذلك بمقاطع الحقوق، بل بالفضل والإحسان بالمعروف..

الشيخ حاكم المطيرى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق