الجمعة، 7 فبراير 2020

مضادات الطلاق وإفساد البيوت


مضادات الطلاق وإفساد البيوت



الحلول مهما كانت واقعية وعملية فهي موقوفة على فهم الزوجين للزواج

ونظرتهما لتأسيس بيت جديد بأعمدة وبنيان، وسبل الصمود في وجه

التحديات الحياتية، ورأس الأمر في ذلك القرآن والسنة الذي أوصانا به الله

في الكثير من المواضع القرآنية وكذلك الكثير من الأحاديث النبوية التي

حددت بوصلة كل شاب يريد الزواج أن يظفر بذات الدين وعليه فالحلول هي:



أولاً/ الزوج المناسب

إن تغير اهتمامات الشباب اليوم والفتيات أيضاً جعل الزوج المناسب الذي هو

حلم الكثير من الفتيات مشكلة حقيقية، فلم يعد الفارس الذي يركب الحصان

الأبيض سهل المنال!



كذلك لم تعد الفتاة المناسبة لطموحات الشاب سهل الحصول عليها خصوصاً

في عالم الإنترنت المفتوح، ولذلك فزواج الصالونات – إن صح التعبير-

(وهو نوع من الزواج يكون عن طريق الأهل يأتي العريس ليرى عروسته

عن طريق أحد أقاربها بدون معرفة سابقة منها ويجلسون في الصالون ثم

تأتي العروسة لترى عريسها ومن هنا سمي بزواج الصالونات)

رغم ما عليه من تحفظات إلا أنه يبقى هو الأفضل والأنجح.



وليس شرطاً أن يأتي الحب قبل الزواج، المهم أن يستمر لما بعد الزواج ،

ولذلك فإن الوالدين عليهم مسئولية كبيرة في قبول من يأخذ بيدي ابنتهما

للحياة المستقرة التي تسودها المودة وطاعة الله بلا تجمل أو تزييف

أو انبهار بالثراء المالي دون النظر للفقر الأخلاقي.



ثانياً/ الثقافة الزوجية بشمولها

إن العلم والفهم من أبواب الراحة في الحياة الدنيا، فقديماً قالوا: "من تعلم

فقد أراح واستراح"، والمعنى أنه يدرك ما آلت إليه الأمور ويعرف كيف

يتصرف وما هو المطلوب فعله، والحياة الزوجية هي حياة بها المشكلات

والخلافات، فلو اكتسب الطرفان الخبرة بالتعلم قبل الزواج فهما بذلك

يحافظان على مستقبلهما الزواجي، بل ويكون فهمهما حائط صد قوي ضد

أي منعطفات تحدث بينهما، وعليه فالأخذ بهذه العلوم والدورات اليوم صار

أملاً مُهمّاً في تمتين البيوت الوليدة وتقوية جدرانها.



لو اكتسب الطرفان الخبرة بالتعلم قبل الزواج فهما بذلك يحافظان على

مستقبلهما الزواجي، بل ويكون فهمهما حائط صد قوي ضد أي منعطفات

تحدث بينهما، وعليه فالأخذ بهذه العلوم والدورات اليوم صار أملاً مُهمّاً

في تمتين البيوت الوليدة وتقوية جدرانها



وتلك الثقافة تشمل ورشات تدريبية تعرف الشباب والفتيات على ماهية

الزواج وأصل العلاقة بينهم وحدود وواجبات كل طرف، إضافة إلى حتمية

الاطلاع والتبحر في كتب الخبراء والمتخصصين والاستماع لأهل الخبرة

وطلب المشورة والرأي فضلاً عن التواصي بذلك في فترة الخطوبة، فلا يظل

الشاب مشغولاً بسيل الرومانسية التي يوجهها لزوجته المستقبلية ثم يتحول

الأمر بعد ذلك لجحيم ورغبة في الانفصال والسبب هو عدم السعي لفهم

الحياة قبل الدخول فيها.



ثالثاً/ الواقعية

وهذه النقطة تحديداً غاية في الأهمية، خصوصاً هذه الأيام، وبين الملتزمين

أيضاً، فنجد الوعود والأحلام والملائكية في التواصل والعلاقة قبل الزواج ثم

يستيقظ الجميع على وجه مختلف بعد ذلك عبوس سريع الغضب كسول في

الطاعات متهاون فيها، وفي هذا حدث ولا حرج.



لذلك فالوضوح مبكراً يقوي البيت ويعصمه من الزلل، أما التجمل فهو زلزال

يحدث كل دقيقة، آثاره خبيثة، وعلاجه قد يطول ، ولا حرج أن يحيد الإنسان

عن طريق الهداية ثم يعود، فكلنا بشر خطاؤون، لكن الحرج كله أن يدعي

بأنه صالح ويتقي الله، ثم هو في بيته غليظ شديد، فهذا ليس من الفهم

الزواجي في شيء ولا فائدة منه بل تتحول الحياة لشيء من الروتين المقيت

بفعل زوج لا يدرك دوره ورسالته في نشر البسمة في بيته.



رابعاً/ حسن الظن

إن الكثير من حالات الطلاق تحدث بسبب سوء الظن والشك المبالغ فيه

والذي يكون دافعه الغيرة الشديدة، وأحياناً الحب غير الرشيد، أو إن شئت

فقل الحب القاتل؛ فهو لا يحتمل على زوجته الهواء كما يقولون ومع ذلك

ربما يتحول لبركان نار إذا استشعر كثرة مكالماتها وحديثها في الهاتف

ويبني على ذلك أوهاماً ليس لها محل من الإعراب، لذلك فحسن الظن من

حسن العشرة وسوء الظن مهلك للبيت وفساد في المجتمع، وعلى الزوج أن

يعي دوره في مزيد من الوئام ولا يتعجل بخراب بيته بقليل من الأوهام.



إن الكثير من حالات الطلاق تحدث بسبب سوء الظن والشك المبالغ فيه

والذي يكون دافعه الغيرة الشديدة، وأحياناً الحب غير الرشيد،

أو إن شئت فقل الحب القاتل



خامساً/ اللجوء للقامات

إن المشايخ والحكماء في كل منطقة ومدينة يرجع إليهم في تعمير البيوت

وليس خرابها، لذلك فاللجوء إلى هؤلاء، والاحتكام إليهم، والإنصات لهم

من أبواب العلاج الذي يجب أن يطرق؛ لما لهم من خبرة حياتية وكلمة

مسموعة، شريطة الالتزام بما يقولون والسعي لتحقيقه واقعاً يجعل من

الخلافات والنزاعات الزوجية ماضيا لن يعود، وما أجمل أن يكون في كل

عائلة حكيم وقامة، أو شيخ وواعظ يذكر بخطورة الطلاق ويسدد في بنيان

البيت، المهم أن تتوافر الرغبة السليمة والنية الصادقة في الالتئام

لا الانفصال، والتوحد لا التفرق، والبناء لا الهدم.



سادساً/ إياكم والغضب

إن الغضب نار لا تطفأ إلا بالماء، والشيطان يستغل لحظات الغضب وشدتها

ليأمر بني آدم بالمنكر والفساد، فتجده يطلق وهو غاضب مرة ومرتين وثلاثاً.



وعليه فإن الزوج الواعي هو الذي يركل شيطانه ولا يحقق له مراده في هدم

بيته ، فإن كان لا محالة غاضباً من صنيع زوجته فليخرج من بيته أو يغلق

عليه باب غرفته، المهم أن يتحرك من مكانه ويتحاشى المواجهة ويتلاشى

نطق الطلاق بلسانه؛ فهو باب خطير لمزيد من الفساد الأسري، فهدم البيوت

على أصحابها وانفصال الأسرة ومعاناة الأطفال وتحويل العلاقات للقضاء

ليس بالهين، لذلك فعلى الجميع أن يتقي الله في نفسه وأهله وأولاده.



ختاماً

إن الطلاق أبغض الحلال عند الله وعواقبه قد تكون وخيمة لحالات وقد تكون

جيدة لحالات أخرى، ونحن في المجمل نرى أنه باب مقلق فالمحاكم مليئة

بالقضايا التي ضاع فيها الفضل بين الزوجين وتناسى الاثنان عشرتهما

وتحولا لخصمين، والذي يدفع الثمن هم الأولاد، والواقع مؤلم ولا مجال

للتجمل، لذلك فإنني ومع ختام المقال أهمس في أذن كل زوجين أن كفى

مشاكل ونزاعات، فالعاقبة سوء والمصاب جلل، ولكم في رسول الله الأسوة

الحسنة في حسن التبعل والقوامة الصادقة الرشيدة بالفهم والعمل

وإضفاء كل حنان وحب وتفاهم على بيتكم هذا إن أردتم الاستقرار

النفسي والسعادة الحياتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق