الاثنين، 9 مارس 2020

درر من وصايا الآباء للأبناء018

درر من وصايا الآباء للأبناء018


لما حضرت عبادة الوفاةُ، قال:

(أخرجوا فراشي إلى الصحن)، يعني: الدار،

ثم قال:

اجمعوا لي مواليَّ، وخدمي، وجيراني، ومن كان يدخل عليَّ، فجمعوا له، فقال:

إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليَّ من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإنه لا أدري لعله
قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو - والذي نفس عبادة بيده - القصاص يوم القيامة،
وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي فقالوا: بل كنت والدًا، وكنت مؤدبًا.

فقال: أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟

قالوا: نعم.

فقال: اللهم اشهد.

ثم قال: أما الآن فاحفظوا وصيتي:

أُحَرِّج على كل إنسان منكم أن يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء،
ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجده فيصلي ركعتين، ثم يستغفر لعبادة ولنفسه،
فإن الله (تعالى) قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة:45].

ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تتبعوني بنار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق