الخميس، 18 مارس 2021

القواعد الحسان (01)

 القواعد الحسان (01)


اعلم رحمك الله ..

أنه منذ صح عزمك في طريقك إلى الله واستقامت، سريرتك ونيتك في سلوك

منهج أهل الحق ، وتلمس مواطن النجاة والإبتعاد عن مواطن الهلكة ..



ومنذ أن أفلت شمس معصيتك ، وهجرت طريق الشيطان واستنار

لك ما يجب عليك تجاه مولاك ..



وجب عليك أن تشمر سواعد الجدِ

، وأن تثبت لله سبحانه صحة النية والعزم..



فإن دعاوى المحبة كثيرة ، وزعم الذين يحسبون أنه ببضع كلمات يصبحون

بعدها في ديوان المحبين والمخلصين لله .. فمثل هذا المسلك

لا يسري مع الله سبحانه وتعالى..



مثلما قال بعض السلف :

أن الله نافذ بصير، يعلم حقائق الأمور ولا تنطلي عليه حيل المخادعين..



والخداع من شيم المنافقين ..

{ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ

قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا }



فهذة من أعظم الآيات التي تنكد على الصالحين طاعاتهم وعباداتهم ..

فإن الذي يطيع الله بغير رغبة أكيدة ونية وعزم حقيقي فإنه معدود

من المخادعين لله عز وجل ..

أي من المنافقين والعياذ بالله ..



{ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }



فإذا قاموا إلى الصلاة يتظاهرون أنهم يصلون .. يتظاهرون أنهم في الطاعة

ولكن واقع الأمر أنهم لا يتحمسون للطاعة، ولا يقومون بها كما يريد الله عز وجل ..



لذلك السائر إلي الله عز وجل إذا أراد أن يصح سيره إلى الله، لابد له من:



◀ علم موفق صحيح ..

◀ وعمل صالح مبرور ، محثوث بعزم وتوفيق من الله ..



حتى يستقيم له السير ويستطيع الوصول الي الله عز وجل..

فإن سبيل الله عز وجل كما قال السلف:

ليس بالمشي على الأقدام ..إنما سيرك الى الله عز وجل : بالقلوب



والمراد بالطاعات التي يحضر فيها القلب ..



كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه

( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم )



فكيف نجاور بين العمل وبين القلب؟!

لأن العمل مهم .. ولا يمكن للإنسان أن يكون صالح القلب بدون عمل ..



وقال شيخ الإسلام:

ثم القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن

بالضرورة، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب



ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:



(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد،

وإذا فسدت، فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب)



ليس كما يدعي البعض فيقول :

أنا أشعر بأن الله يحبني وأن الله يتولاني ..

ثم تفتش عن عبادته وطاعاته تجد رصيده صفرا 0

فمثل هذا مغرور في زعم محبته ، وغرهُ الشيطان ..

{ وَغَرَّكُم بِاللهِ الْغَرُورُ }

و الغرور هنا الشيطان ..



فالذي يريد أن يثبت دعوى المحبة لله تعالى،

وأن يصحح عزيمة القلب والسير الى الله :



لابد ان يتجاور عمله قلبه فيصحح العمل على وصف الشرع ..

ويصحح القلب على وصف النية السليمة التي يقبلها الله تبارك وتعالى..

لان القلب هو محل نظر الإله ، وإذا استقام هذا الأمر في كل الطاعات ..

فإنه يتأكد في المواسم التي يصير فيها جود الله وبره ويشمل ويعم

كل الخلائق ..



في هذه المواسم التي لابد أن تتضاعف فيها الهمم والطاقات والاعمال ،

حتى يثبت الإنسان لربه أنه قاصد ربه قصدا صحيحا أكيدا..



يتبع بإذن الله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق