الأحد، 14 مارس 2021

أتيت لأعلمك فخرجت متعلما

 قصه وعبره ...أتيت لأعلمك فخرجت متعلما


يُحكى أن هنالك رجل غني جداً، يمتلك كثير من المتاجر والمـصانع وغيرها ذات يوم وجده
جاره الذي كان يســكن جنبه متنكراً بزي ممزق وحالة رذيلة ويسأل الناس طالباً المساعدة..
المهم انتبه إليه جيداً وتأكد من أنة جاره، وحتى يزيل الشك ذهب نحوه وأعطاه دينار ووقتها تأكد منه جيداً..

ذهب الرجل إلى الجامعة حيث كان يعمل محاضراً وهو في الحقيقة دكتور،
والحزن يخيم على وجه مما شاهده، فقد غضب جداً من ذاك الغني، ل
أنه لازال يسأل الناس برغم كل المال الذي يمتلكه،
قرر بحكم أنه جاره أن يذهب في المساء إلى بيته ويرشده وينهيه عن سؤال الناس،
وكان حذراً من أن يكرمه بشيء ويقسم بأن يتناوله لأنه اشتهر بذاك الكرم،
تحسباً أن يأكل شيء مصدره سؤال الناس كما علم عندما وجده في الصباح يسأل..

بدأ حديثه قائلاً: إن الله أنعم عليك، ولك ما يكفي من المال لتفعل ما تريد،
لماذا تسأل الناس و حالك أفضل من حالهم جميعاً، وتكلم معة كثيراً ناصحاً له..
وبعد أن انتهى من حديثه،
قال له بلطف وأدب: أشكرك على هذه النصائح، ولكنك لم تسألني لماذا أسأل الناس وأنا غير محتاج؟!
ثم قال له: أتاني أمس رجل يسأل وبالذي خلقك كلما سألني أحد أعطيته،
لكنني انشغلت عن ذلك السائل بحساب أموال كنت أعدها، ولم أعطيه منها،
وعندما انتبهت لحالي لم أجد السائل ذهبت مسرعاً لكني لم أجده فتأنب ضميري،
وقررت أن أعاقب نفسي كما حرمت ذاك السائل، وبما أنني أملك كل شيء
لايوجد عقاب لها سوى إذلالها، وقررت أن أسأل الناس فيحرمني هذا، ويسبني ذاك، ويجرحني آخر،
وقال له وعيناه مدمعتان إنني أشعر الآن بالراحة، وأقسم له أنه لم ينم لأنه حرم ذاك السائل..

قال الدكتور أتيت لأعلمك فخرجت متعلما وفقك الله في فعل الخير..

*الحكمـــــه*
لا ترد سائلاً أبداً بل أعطه، فيكفي أنه سكب ماء وجهه أمامك..
فلا تجمع عليه ذل المسألة وذل رده صاغراً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق