السبت، 13 مارس 2021

قصه ... وعبره 2

 

قصه ... وعبره 2

قال التاجر :
اتفقنا والشاهد علينا الله أعطني عنوان بيتك وعودي الى هناك وانتظرني مع اولادك وسآتي اليك بعد قليل !

عاد التاجر الى مكتبه مسرعا وكتب وصيته على ورقة ووضعها في صندوق المال وكتب عليها :
أبنائي الاحبة.. وصيتي لكم ان ترسلوا راتبا شهريا يكفي خمسة أشخاص إلى العنوان المذكور في
الاسفل طوال عمركم فنفذوا وصيتي من بعدي !
ثم حمل معه بعض المال من المكتب
وعاد الى بيت الصبية محملا بسيارة كبيرة تحمل مؤونة بيت متنوعة وقدم لصاحب البيت الإيجار عن الاشهر
السابقة كلها وإيجار ثلاث سنوات قادمة وهكذا فعل مع اللحام والسمان ومن حولهم
ممن قد استدانت منهم احتياجاتها فوفى عنها دينها ..
عاد التاجر الى بيته وفي قلبه فرح غامر رغم أساه منتظرا حتفه في نهاية شهره المتبقي ..
وانتهى الشهر وانقضت مدة البقاء في هذه الدنيا غير ان الموت لم يقترب منه ..
وذهب اول الشهر الى الصبية وناولها راتبها وقفل راجعا بيته
وتوالت الايام ولم يمت التاجر وكان يوصل المبلغ بيده شهرا وراء شهر ..
حتى مضت السنون وبقيت الوصية في خزنة النقود أكثر من عشرين عاماً ..

وفي يوم من الايام ..
نهض تاجرنا لصلاة الصبح وسجد خاشعا لله وفي قلبه يقين ونور وايمان وطمأنينة تسع الدنيا كلها..
واسلم روحه لباريها وهو ساجد لربه..
وبعد انقضاء مدة العزاء فتح اولاده صندوق المال فوجدوا الوصية المكتوبة ..
قال كبيرهم : تأخرنا سبعة ايام عن الراتب للصبية الفقيرة !
ثم أخذ مبلغ الراتب وذهب مسرعا الى العنوان المذكور ..
طرق الباب..
وخرجت امرأة لم تعد صبية كما ظن..
قال لها : تفضلي الراتب ونعتذر عن التأخير

قالت له وفي عينيها دموع سخية:
أشكركم من قلبي .. قل لوالدك ان يبحث عن محتاج غيرنا *لقد قبض ابني اول راتب منذ سبعة ايام*
ولم نعد بحاجة للمال !!
سلم لي على ابيك وقل له :
سأبقى أدعو له ماحييت
نظر ابنه اليها وقد اغرورقت عيناه بالدموع وقال :
لقد توفي والدي منذ سبعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق