الأربعاء، 10 مارس 2021

وتدبروا(412)

 وتدبروا(412)


الاستعاذة ليست مجرد كلمة يلوكها اللسان ولكنها شعور وإحساس..
وتأمل قول الله تعالى:

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ *
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
[الأعراف:199,200]

إن الآية تتحدث عن حال الداعي إلى الله وترشده إلى الاستعاذة بالله واللجوء إليه
وهو يواجه الأذى ويتعرض لجهل الجاهلين..
أن الداعية يتعبه هذا الجهل الذي يواجهه فتعتمل في نفسه أمورا ويحتاج لمن يسمعه ويواسيه
ولكنه قد لا يستطيع أن يبوح بما في نفسه لكل أحد
وبقاء هذه المشاعر في نفسه بدون تفريغ يزيده تعبا وعناء فهنا الآية تصف الدواء ..
إنه الاستعاذة فهي بحق عملية تفريغ آمنة جدا لما يعتمل في النفس ..
فالله يسمعك ولن يفضحك أو يشهر بك وهو عليم بحالك
ويعرف بحق صعوبة ما تعانيه من ألالام ويعلم كيفية إخراجك مما أنت فيه..
فالاستعاذة إذاً ليست مجرد كلمة ولكنها حالة نفسية من اللجوء إلى الله تترجم عنها هذه العبارة..
وهذا التفريغ له مردود طيب على النفس ولذا ينصح خبراء النفس به.
فما أحوجنا إلى الانطراح بين يدي الله وتفريغ ما في نفوسنا

{والله سميع عليم}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق