الاثنين، 16 مايو 2022

وأقيموا الصلاة

 وأقيموا الصلاة



{وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ}}

*ومثّل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه، مثل رجل قد استدعاه السلطان،

فأوقفه بين يديه، وأقبل يناديه ويخاطبه، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان

يمينًا وشمالًا، وقد انصرف قلبه عن السلطان، فلا يفهم ما يخاطبه به، لأن قلبه

ليس حاضرًا معه، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان، أفليس أقل المراتب

في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتًا مبعدًا قد سقط من عينيه؟ فهذا

المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على وجه الله تعالى في صلاته الذي

قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه، فامتلأ قلبه من هيبته، وذلت عنقه

له، واستحيى من ربه تعالى أن يقبل على غيره، أو يلتفت عنه، وبين صلاتيهما

كما قال حسان بن عطية: إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن ما

بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض، وذلك أن أحدهما مقبل بقلبه على

الله عز وجل والآخر ساهٍ غافل*.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق