السبت، 21 مايو 2022

الغادر مخذول والناكث مغلول

الغادر مخذول والناكث مغلول


جاء في «قصص العرب» : (3/80) عن عمرو بن حفص مولى الأمين أنه قال : دخلت على محمد الأمين في جوف الليل ، وكنت من خاصته ، أصل إليه حيث لا يصل إليه أحد من مواليه وحشمه ، فوجدته والشمع بين يديه وهو يفكر ، فسلمت عليه ، فلم يرد علي ، فعلمت أنه في تدبير بعض أموره ، فلم أزل واقفًا حتى مضى أكثر الليل ، ثم رفع رأسه إليَّ فقال : أحضر لي خزيمة بن خازم ، فمضيت إليه فأحضرته ، فلم يزل في مناظرته حتى انقضى الليل ، فسمعت خزيمة وهو يقول : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، ألا تكون أول الخلفاء نكث عهده ، ونقض ميثاقه ، واستخف بيمينه ، ورد رأي الخليفة قبله , فقال : اسكت ، لله أبوك ، فعبد الله بن خازم كان أفضل منك رأيًا ، وأكمل نظرًا حيث يجتمع فحلان في هجمة .

ثم جمع وجوه القواد ، فكان يعرض عليهم واحدًا واحدًا ما اعتزمه ، فيأبونه ، وربما ساعده قوم ، حتى بلغ إلى خزيمة بن خازم وشاوره في ذلك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لم ينصحك من كذبك ، ولم يغشك من صدقك ، لا تجرئ القواد على الخلع فيخلعوك ، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا عهدك وبيعتك ، فإن الغادر مخذول ، والناكث مغلول .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق