الجمعة، 10 يونيو 2022

الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن (1)

الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن (1)


يا أيها الإخوان:
تعوَّذوا بالله - جل وعلا - من الفتن، تعوَّذوا بالله - جل وعلا - من الفتن
التي تحرق الدين، وتحرق العقل، وتحرق البدن، وتحرق كل خير، تعوَّذوا
بالله منهاºفإنه لا خير في فتة أبداًºفإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوَّذ بالله كثيراً
من الفتن، وكان - عليه الصلاة والسلام - يحذَّر من الفتن.

ولهذا لما ذكر البخاري - رحمه الله - في« صحيحه» كتابَ الفتن ابتدأه
بقوله: « باب: قول الله - تعالى -:
(وَاتَّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصَّةً وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ..)،
وما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحذّر من الفتن».

وذلك أن الفتن إذا أتتº فإنها لا تصيب الظالم وحده، وإنما تصيب الجميع،
ولا تبقى إذا أتت لقائل مقالاً، وإنما يجب علينا أن نحذرها قبل وقوعها، وأن
نباعد أنفسنا حقّاً بعداً شديداً عن كل ما يقرب إلى الفتنة أو يدني منهاºفإنَّ من
علامات آخر الزمان كثرة الفتنº كما ثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال: «يتقارب الزمان، ويقلٌّ العمل، ويلقى الشح، وتكثر-
أو قال: تظهر-الفتن».

وذلك لأن الفتن إذا ظهرتº فإنه سيكون معها
من الفساد ما يكون مدنياً لقيام الساعة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق