الثلاثاء، 7 يونيو 2022

كم من موفق

كم من موفق


•كم من موفق: يحرص على برّ والدته،

يعلم أنّ ذلك سبب لتفريج الكربات وإجابة الدعوات ودخول الجنات،

فهو يسارع إلى قضاء حوائجها وإدخال السرور عليها

بالكلمة الطيبة وغيرها.



•وآخر محروم: يزور والدته الكبيرة التي أوهنها المرض والضعف،

لا يبالي بإدخال الحزن على قلبها الضعيف الكسير؛

يحاسبها على الصغيرة والكبيرة،

وهي تتجلد وتغالب دمعها حتى لا يسقط أمامه، متناسييا

قوله صلى الله عليه وسلم:

(.. وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّة)





•كم من موفق ربّى أبناءه التربية الصالحة،

يلاحظهم في أدائهم للصلاة والاستقامة،

ولبناته في الستر والحشمة،

موقناً بأنّ تربية الأبناء عبادة يتقرب بها إلى الله

فأثمرت -بفضل الله- أبناء صالحين،

لا ينقطع نفعهم وبرّهم حتى بعد وفاته، يطمع في موعود

نبيه صلى الله عليه وسلم:

(إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ:

مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ، أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه)



•وآخر محروم أهمل أبناءه ولم يقم بدوره الملقى

على عاتقه لإصلاحهم في دينهم ودنياهم،

لا أُبالغ لو قلت إنه لا يعرف؛ هل ابنه محافظ على الصلاة أم لا ؟

مَنْ رفقاؤه؟ أين يسهر؟ في أي صف دراسي؟..

متناسياً قوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ..

وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ،

وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مسؤولةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا) قال ابن القيم: (إذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء).



•كم من موفق في سلك التعليم،

حريص على إصلاح الطلاب بالترغيب والترهيب

وبناء جسور من المودة بينه وبينهم،

يعلم أنّ أبناء العلم لا يقلون شأناً عن أبناء الرحم في التوجيه والإرشاد،

وأنّ علم الرجل هو ابنه الباقي بعده،

لذا تراه ذا همة عالية وصدق مع الله وعمل دؤوب ودعوة

إلى الله، يطمع في موعود نبيه صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةُ فِي جُحْرِهَا

وَحَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر)



(مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِه)



•وآخر محروم يعمل في سلك التعليم،

لا همّ له إلا شرح الدرس المطلوب،

ثم النظر إلى ساعته لينصرف على عجالة!

•كم من موفق، رزقه الله مالاً فجدّ في إنفاقه في القُرُبات

وتفريج الكربات،

يطمع في موعود نبيه صلى الله عليه وسلم: “

كُلُّ امْرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ أَوْ قَالَ: “يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاس”

•وآخر محروم، رزقه الله مالاً فأودعه في حساباته في البنوك

ليتقاسمها أبناؤه بعد موته،



قال صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ ابْنُ آدَمَ:مَالِي مَالِي،

وَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ ثَلاثٌ:مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ

أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ،

وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاس”

•كم من موفق، رزقه الله علماً فتراه مباركاً أينما كان، داعياً إلى الخير،

كل من جالسه سعُد به وانتفع منه، كالغيث أينما حلّ نفع، يطمع في موعود

نبيه صلى الله عليه وسلم: (فوالله لأن يَهدِي اللهُ بِكَ رجُلاً واحداً خيرٌ لكَ مِنْ حُمْر النعّمَ).

•وآخر محروم، رزقه الله علماً فكتمه وشحّ به على غيره، فلا تكاد

تفرّق بينه وبين الأمّي الجاهل!



•كم من موفق، صرف جلّ وقته في طلب العلم النافع،

منشغلاً بحفظ القرآن وقراءة الكتب النافعة وحضور الدروس العلمية،

يطمع في موعود نبيه صلى الله عليه وسلم:

(منْ سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ علماً سَهَّلَ الله لَهُ طريقاً إِلَى الْجَنَّة)

•وآخر محروم، صرف جلّ وقته في الجلوس عند الملهيات وقتاًلات الأوقات!

متناسياً الاستعداد لسؤالٍ عصيب (عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ،

وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاه).

نسال الله ان نكون من الموفقين ونعوذ بالله من الخذلان والحرمان
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق